إذا كان لنا أن نبحث عن جوهر العملية الإدارية وبيت القصيد فيها فإنه بلا شك التسويق. والتسويق هو العملية الإدارية المسئولة عن تحقيق وتوقع وإرضاء متطلبات المستهلك بشكل فعال يحقق في النهاية الربح والنمو للمنظمة. وقد يكون من المفيد هنا أن نعرض لعدة جوانب في إدارة عملية التسويق تتعلق بمفهومه وأهدافه وعناصره. ومن حيث مفهوم التسويق فإن هذا المفهوم علي درجة ملحوظة من الأهمية في تحديده لأنه الوسيلة لتحقيق أهداف المنظمة المرتبطة بتحديد احتياجات ورغبات الأسواق المستهدفة والعمل علي تحقيق تلك الرغبات بشكل أكثر فاعلية وقوة من المنافسين، وذلك هو مفهوم التسويق الذي حدده "كولتر"، وتعني السوق المستهدفة هنا مجموعة المشترين والحقيقيين والمتوقعين للمنتجات. والمنتجات هنا يفترض أن المستهلكين سيفضلونها ولذلك يجب علي الإدارة أن تركز علي تحسين جودة الإنتاج حتي تتميز تلك المنتجات بالجودة العالية وذلك من خلال الحرص علي القيام بتحسينات مستمرة علي المنتجات. كما أن الأمر يحتاج من الإدارة للقيام بمجهودات في عملية البيع والترويج. تلك حقائق أساسية تعني أن الاستهلاك هو الهدف النهائي من عملية الإنتاج.. وقد ذكر اَدم سميث قديما في كتابه ثروات الأمم أن مصلحة المنتج بكسر التاء أن يهتم بالترويج والتجويد لصالح المستهلك.. والمستهلك هو الوسيط الوحيد للجودة.. وقد ذكر ويلسمر أن أي تحسين لا يفهمه المستهلك أو لا يريده لا يُعد نوعامن التحسين بالمرة.. كما ذكر هيلر أ نه مهما كانت مميزات المنتج مرغوبا فيها فإن هذه الرغبة تتحدد عند سعر معين. وقد أوضح ليفيت أن البيع يجب أن يركز علي احتياجات البائع وهي تسويق احتياجات المشتري والتسويق هو في النهاية إرضاء احتياجات المستهلك عن طريق المنتج. والعناصر الرئيسية في التسويق التي يمكن للشركة التعامل معها اتساقا مع أهداف التسويق هي ما يطلق عليها المزيج التسويقي.. فماذا نقصد به تحديدا؟ هذا ما سنعرض له بمشيئة الله.