مع استمرار تكدس الثروات الفردية والعائلية في اَسيا وزيادة أعداد المليونيرات والمليارديرات اتجهت بنوك الخدمات المصرفية الخاصة الأوروبية والأمريكية إلي مختلف الأسواق الاَسيوية من أجل تقديم خدماتها إلي هذه الشريحة المهمة من المجتمعات الاَسيوية. وتقيم تلك البنوك دورات تدريبية مستمرة للعاملين فيها علي كيفية التعامل مع مليونيرات القارة العملاقة واجتذابهم إليها.. وتقول مجلة "تايم" إن بيزنس مساعدة الأثرياء علي إدارة ثرواتهم في اَسيا ينمو بسرعة هائلة إلي حد أنه أصبح هناك نقص في عدد المصرفيين المؤهلين للعمل في هذا المجال في معظم البنوك تقريبا. ويعتبر قسم الخدمات المصرفية الخاصة في بنك سيتي الأمريكي اللاعب الأول في هذا المجال حيث يستأثر وحده بخدمة نصف مليارديرات اَسيا البالغ عددهم 88 مليارديرا وهو يقدم خدماته في بلاد عديدة منها الصين والهند. ومن البنوك المهمة أيضا العاملة في نفس المجال البنكان السويسريان UBS وكريدي سويس، ويعتبر بنك UBS أكبر بنوك العالم عموما في مجال الخدمات المصرفية الخاصة التي تشمل كيفية إدارة الثروة والحسابات السرية وغير ذلك ويقدر حجم الثروات التي يديرها هذا البنك وحده بنحو 1.32 تريليون دولار في قارات العالم الست. وقد كان عدد العاملين لدي هذا البنك في منطقة اَسيا الباسفيك منذ 6 سنوات 153 مصرفيا متخصصا في الخدمات الخاصة صار عددها في الوقت الراهن 600 مصرفي يعمل معظمهم في هونج كونج وسنغافورة.. وتقول كاثرين شيه مديرة عمليات UBS في هونج كونج إن سوق اَسيا الباسفيك سيصبح عام 2015 أكبر من السوق الأوروبي نفسه في مجال إدارة الثروات. وللدلالة علي الاَفاق المرتقبة لنمو هذا السوق الاَسيوي أصدر بنك كريدي سويس تقريرا عام 2005 أكد فيه أن واحد فقط من كل خمسة أثرياء في اَسيا هو الذي يستخدم الخدمات المصرفية الخاصة وهي تمتد لتشمل الاستثمار في الأسهم وصناديق التحوط وشركات التخارج وحتي إسداء النصح عند شراء يخت للأسرة. وتقول أرقام مجلة "تايم" إن عدد الأفراد المليونيرات في قارة اَسيا الذين يملك الواحد منهم مليون دولار علي الأقل قد بلغ 2.4 مليون شخص عام 2005 بزيادة 7.3% عن عام 2004 في حين أن عدد أمثالهم في أوروبا 2.8 مليون شخص بزيادة 4.5% خلال نفس الفترة المقارنة.. وهذه هي نفس أرقام تقرير شركة كابجميني وميريل لينش عن ثروة العالم الصادر عام 2006. والحقيقة أن اَسيا تنتج مليونيرات أسرع وبعدد أكبر عن أي مكان اَخر في العالم، ففي الهند زاد عدد المليونيرات في العام الماضي بنسبة 19.3% وكانت زيادتهم في كوريا الجنوبية 21.3% وفي أندونيسيا وهونج كونج كان معدل الزيادة أيضا مكونا من رقمين. ويذكر تقرير كابجميني وميريل لينش سالف الذكر أن ثروة مليونيرات اَسيا الباسفيك ستزيد بمعدل 7.3% سنويا حتي عام 2010 في حين أن النسبة المماثلة في أوروبا لا تتجاوز 3.7% فقط.. ويقول التقرير ذاته إن إجمالي ثروات الأفراد الذين تزيد ثروة الواحد منهم علي مليون دولار قد بلغ 7.6 تريليون دولار في عام 2005 في دول منطقة اَسيا الباسفيك. وإذا استطردنا مع تقرير كابجميني وميريل لينش سنجد أن حجم الثروات الاَسيوية التي تدار عن طريق بنوك الخدمات المصرفية الخاصة في اليابان قد بلغ 4.297 تريليون دولار وفي تايوان 413 مليار دولار وفي الصين 358 مليار دولار وفي كوريا الجنوبية 295 مليار دولار وفي هونج كونج 247 مليار دولار وفي سنغافورة 93 مليار دولار وفي أندونيسيا 52 مليار دولار وفي تايلاند 46 مليار دولار وفي ماليزيا 32 مليار دولار وأخيرا في الفلبين 19 مليار دولار فقط. وتجدر الإشارة إلي أن المليونيرات لا يزالون يفضلون الاحتفاظ بثرواتهم في حسابات سرية عن طلب المساعدة في إدارتها كما تجدر الإشارة أيضا إلي أن بنك سيتي الذي يعد أكبر بنك عالمي يعمل في مجال الخدمات الخاصة في اَسيا لا يستحوذ إلا علي نحو 70 مليار دولار من الثروات الاَسيوية وهي لا تتجاوز نسبة 3 4% من جملة السوق الاَسيوي في هذا المجال.