مع بدء مباريات كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا ظهر أكثر من نوع لبيزنس المونديال يربح فيه الجميع إلا ملايين المشاهدين الذين ينتظرون هذه البطولة كل 4 سنوات لاشباع رغبتهم في مشاهدة اكثر منافسات هذه الرياضة إثارة ومتعة. ومثل شكل الهرم يأخذ بيزنس المونديال أوضاعه بداية من الشركة المحتكرة التي تصل تعاملاتها مقابل احتكار نقل هذه البطولة الي المليارات من الجنيهات.. مرورا بخدمة الانترنت.. وانتهاء بالقاعدة العريضة لبيزنس عرض المباريات في المقاهي وعبر الوصلات غير الشرعية في المنازل والشوارع. "الأسبوعي" استعرضت جميع أنواع بيزنس المونديال في هذا التقرير. في البداية يؤكد حسام فرحات رئيس قناة النيل الرياضية الاسبق وعضو لجنة الرياضة باتحاد الاذاعة والتليفزيون أن ما يحدث الآن من حجب مباريات كأس العالم عن المشاهدين بالتشفير والاحتكار مرفوض لانه شيء غير مقبول وغير لائق علي الاطلاق خاصة ان هناك قوانين محلية وعالمية لمنع الاحتكار وتم تطبيقها بالفعل مع بيل جيتس رئيس شركة مايكروسوفت العالمية لمنع احتكار اصدارات نظم التشغيل الخاصة به مشيرا الي اتجاه المحطات الفضائية حاليا الي اقناع الناس بان فكرة تشفير المباريات هي نوع من أنواع التحضر والعصرية ويتواكب مع التطورات التكنولوجية المذهلة التي يمر بها العالم. ويستنكر فرحات موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الذي يحرص علي نشر لعبة كرة القدم واتاحتها أمام المشاهدين والمستمتعين بهذه الرياضة خاصة انها تمتلك اكبر قدر من المشجعين في عالم الرياضة الا ان الاتحاد لم يستطع مواجهة العرض المغري من تلك القناة والذي بلغ 2.1 مليار دولار مقابل تشفير المباريات واحتكارها خاصة أن مباريات كأس العالم تحظي بترقب واهتمام الجماهير والذي ادي الي انشغال المسئولين وانصرافهم اليها عن متابعة اهم الاحداث السياسية في اطار مباريات كأس العالم. ويؤكد حسام فرحات ان التليفزيونات الحكومية هي السبب الرئيسي في انتشار لعبة كرة القدم وتعلق الجماهير بها مشيرا الي انه في الفترة التي تسبق عام 1960 كان الشغل الشاغل لاتحادات كرة القدم لنشر اللعبة وانتشارها وهو ايجاد جمهور من المتابعين لها عبر وسائل الاعلام وتدهور الحال الآن بالتليفزيونات الحكومية حتي وصل بها الحال الي انها اصبحت لا تملك حق بث العديد من المباريات المهمة علي مستوي العالم وبالتالي لم يستطع المشاهد الذي لا يمتلك دشا أو اشتراكا في تلك المحطات ان يشبع هوايته بالاستمتاع بمشاهدة تلك المباريات ويكون الحل البديل امامه هو متابعتها علي المقاهي او الاتجاه الي مقاهي الانترنت لمتابعة المباريات علي شبكة الانترنت علي الرغم من أن جمهور كرة القدم لا تتحقق له متعة المشاهدة الا امام شاشات التليفزيون. ويري أن ذلك الوضع لن يدوم طويلا خاصة بعد الثورة التكنولوجية في شبكة الانترنت وبالتالي لن يؤدي الاتجاه للتشفير ثماره لأن المنافسة بالتأكيد ستحسم لصالح المواقع المجانية التي تقوم بعرض تلك المباريات بدون مقابل، ويشير إلي ان المنتفعين من التشفير هم المقاهي ومقاهي الانترنت وستعود الارباح المتوقعة لهذا الاحتكار علي المقاهي، أما عن الناس التي لا تمتلك أطباق استقبال فهي التي ستحرم من مشاهدة هذه المباريات التي ينتظرونها كل 4 أعوام للاستمتاع بهواياتهم والرياضة المفضلة إليهم. ويؤكد فرحات في ذلك الإطار ان الحزب الوطني يقوم بخطوة هامة بتوزيع شاشات علي المحافظات المختلفة لعرض المباريات وتمكين الناس من متابعتها خاصة الشريحة التي لا تمتلك اطباق استقبال أو دفع اشتراك هذه القنوات وهذه الخطوة تهدف إلي دعم الثقة داخل الناس وخلق قنوات اتصال بين الناس والحزب الوطني وهي خطوة وصفها بالذكاء الفائق من جانب الحزب لتدعيم العلاقة مع الناس. مجموعات "النت" أوضح أحمد أسامة مدير تسويق الخدمات الحكومية بشركة Te data لخدمات الانترنت ان الشركة قامت بإبرام اتفاق مع القناة لعرض مباريات كأس العالم علي شبكة الانترنت وذلك من خلال باقة جديدة طرحتها الشركة مع اشتراك ال ADSL بسعر نعتبره مناسباً يصل بالنسبة للمباراة الواحدة إلي 250 جنيهاً، وإذا كان بعض الناس يرون ان المبلغ لا يتلاءم وقدراتهم المادية فمن الممكن اشتراك مجموعة من هذه الخدمة بنفس السعر ومتابعة المباراة علي الشبكة بسرعة ملائمة كما انه من الممكن من خلال توصيل جهاز الكمبيوتر بالتليفزيون متابعة المباريات علي التليفزيون خاصة ان بعض الناس لا يستمتعون بمشاهدة المباريات علي شاشة التليفزيون كما ان الموقع سيوفر إمكانية متابعة المباريات ومشاهدة الأهداف في أي وقت يناسب المشاهد خاصة المباريات التي ستعرض بتوقيت مختلف عن التوقيت المحلي. بيزنس المقاهي ونتيجة لأهمية هذه المباريات لدي الملايين من مشجعي رياضة كرة القدم فقد أصبحت الفرصة واسعة لاستغلال الناس بشتي الطرق ومن مختلف الفئات سواء من جانب قراصنة الدش أو أصحاب المقاهي حيث بلغ سعر وصلة الدش غير الشرعية 40 جنيهاً علما بأنها في معظم الأماكن وفي الأوقات الطبيعية لا يتجاوز سعرها 20 جنيها، ويقول أحمد عبد الدايم أحد العاملين في هذه الممارسات غير المشروعة انها فرصة لتحقيق بعض المكاسب بسرعة ولابد من استغلال هذا الموسم خاصة ان هذا السعر لا يقارن بسعر أي مقهي عادي لمتابعة مباراتين فقط ويري انه مجرد استغلال لا يضر أحدا خاصة ان عشاق مباريات كرة القدم لا يستطيعون ترك مشاهدة كأس العالم وخاصة من جانب الذين لا يستطيعون شراء باقة كأس العالم من الشركة المحتكرة. ويضيف زميله هاني عبد الرحيم أن الشركة التي تمتلك حق بث المباريات، قامت برفع سعر الباقة واستغلت الناس حيث وصل سعر الباقة إلي 850 جنيها مع باقاتها المختلفة بشرط الاشتراك لمدة عام، وبالتالي فالفرصة أصبحت متاحة لتحقيق بعض الاستفادة من تلك الفرصة التي لا تتكرر كثيرا إلا في هذه الحالات. ولم تترك المقاهي سواء الكبيرة أو الصغيرة هذه الفرصة لتحقيق أكبر قدر من الارباح وتحصل علي نصيبها من كعكة كأس العالم حيث بلغ الحد الادني للطلبات في المقاهي 25 جنيها مع تقديم مشروب واحد اثناء المباراة علي الرغم من ان الحد الادني للطلبات في الوقت العادي 10 جنيهات فقط هذا بخلاف ارتفاع سعر المشروبات. ويقول مصطفي البلتاجي صاحب أحد المقاهي في المهندسين ان مباريات كأس العالم فرصة ذهبية لتحقيق الارباح السريعة خاصة من الشباب الذي لا يستمتع إلا بمشاهدة المباراة وسط مجموعة من الاصدقاء مشيرا الي ان مثل هذه الفرص لا تتكرر واذا كان هناك استغلال فمن الاحري التصدي لمستغلي الفرص الحقيقيين الذين قاموا باحتكار بث المباريات كما ان هناك حلا آخر وهو اللجوء لمقاهي الانترنت لمشاهدة المباريات والاستمتاع بها مع العاب الاطفال. خدمة الفقراء أما في مقاهي الاحياء الشعبية فقد تم تحديد سعر موحد للكرسي وهو جنيهان بالاضافة الي مشروب اجباري من اجل مشاهدة المباريات والمهم انه تم رفع سعر المشروبات الي الضعف خاصة أن لعبة كرة القدم لها جمهور كبير ولن يستطيع عشاقها ترك متابعة هذه المباريات المهمة. ولم يترك بعض العاطلين هذه الفرصة دون الاستفادة منها وذلك من خلال وضع تليفزيونات في أماكن عشوائية في الشوارع يتم توصيلها بوصلة غير شرعية وفرش عدد من الكراسي دون خوف من أي رقابة أو مخالفات اشغال طريق ويصل ثمن الكرسي الي جنيه واحد دون تقديم اي مشروب ويقول احمد عبد الله أنا لن أخسر أي شيء لان التليفزيون سأجمع ثمنه والوصلة لا يتجاوز ثمن تأجيرها 40 جنيها فقط.