قبل أن ينطلق مونديال جنوب أفريقيا 2010 تسابقت وسائل الإعلام لتسليط الأضواء على أبرز النجوم الذين سيزينون الملاعب الأفريقية ببريقهم وسحرهم. ورغم اختلاف الآراء على بعض النجوم فإنهم قد أجمعوا على قائمة تضم الموهوبين ، والمؤثرين منهم. أبرز النجوم الذين نالوا الإجماع هم الأرجنتينى ليونيل ميسى والبرتغالى كريستيانو رونالدو والبرازيلى رديكارود كاكا والفرنسى ريبيرى والإنجليزى واين رونى، فقد توجوا نجوما للمونديال قبل أن يبدأ وحصدوا الألقاب قبل أن يسدل الستار على المونديال، ولكن لايزال معظم هؤلاء النجوم يدورون فى «تراك» الخيبة والارتباك والتعثر حتى الآن! لكن وحده ميسى قدم مستوى طيباً ولم يخذل محبيه رغم عدم استعراضه لكامل موهبته وقاد منتخبه الأرجنتين للفوز فى ثلاث مباريات،حتى الآن ورغم عدم إحرازه أى أهداف إلا أن وراء كل هدف بصمة ماركة «ميسى» وتمكن من هز الشباك فى مباراة واحدة، لكنه لعب دورا فعالا فى النقاط التى حصدها منتخب التانجو، أما البقية فكانت مخيبة للآمال مثل.. رونالدو ظهر بمستوى متواضع للغاية لا يمت بأى صلة لمستواه المعهود الذى ظهر به مع ريال مدريد، وإن كان أعلن نسبيا عن نفسه بعد الفوز الساحق لفريقه بالسبعة وإحرازه هدفا فقيرا منها، أما الإنجليزى رونى فقد قدم أداء باهتا ووقف عاجزا أمام الدفاع الأمريكى والجزائرى، وبدا ظلا شاحبا لنجم صال وجال مع مانشيستر يونايتد هذا الموسم، ولم يتمكن من أن يخرج منتخب بلاده من عنق الزجاجة، والبرازيلى كاكا كان الغائب الحاضر فى معظم مواجهات السامبا البرازيلية، ولخص طرده فى مباراة كوت ديفوار سوء حالته الفنية والسلوكية، والفرنسى ريبيرى بدا مرهقا تحت عبء لعب دور الأسطورة زيدان مع منتخب الديوك فغاب ريبيرى عن مباريات فرنسا أمام الأوروجواى والمكسيك وجنوب أفريقيا، وسكت معه الديك الفرنسى عن الكلام المباح، وخرج من دور ال 32 بعد الهزيمة المهينة من منتخب «الأولاد». الأسئلة المطروحة الآن: متى سيظهر النجوم؟ ومتى سيمدون يد المساعدة لفرقهم؟ ومتى سيحققون الآمال المعلقة عليهم؟ وما السبب فى هذا المستوى المتدنى لمعظم المنتخبات الكبرى؟! وللإجابة عن هذه الأسئلة توجهت «روزاليوسف» لأبرز خبراء ونقاد ومحللى الكرة المصرية الذين أجمعوا على أن الإجهاد والملل والاعتماد على القوة البدنية، وخطط المدربين الدفاعية، واللعب بمهاجم واحد.. وراء اختفاء النجوم فى جنوب أفريقيا.. كما أنهم رشحوا منتخبات أمريكا اللاتينية للفوز باللقب. * الإجهاد والملل طه إسماعيل - الخبير الكروى - قال إن تلك البطولة لم ترتق للمستوى المأمول الذى كان ينتظره الملايين على مستوى العالم أجمع، وجاءت أقل بكثير مما كنت أتوقعه، حيث غاب عن معظم مبارياتها المتعة والإثارة حتى الآن. وأرجع الشيخ طه ضعف المستوى العام للمونديال إلى حالة الإجهاد الكبير الذى يسيطر على معظم المنتخبات المشاركة، بسبب انتهائها من البطولات المحلية والقارية قبل بداية المونديال بفترة بسيطة، وبالتالى لم يحصل اللاعبون على القدر الكافى من الراحة، فضلا عن أن معظم اللاعبين المشاركين فى المونديال أصبح لديهم تشبع كروى، وهو حال جميع اللاعبين فى العالم عقب انتهاء مشاركاتهم مع فرقهم طوال موسم كامل، خصوصا أن أى لاعب يرغب فى الحصول على فترة راحة بعد نهاية أى موسم يستعيد من خلالها نشاطه وشوقه للكرة. * الولاء للأندية أما ميمى الشربينى - المعلق الكروى - فقال: هناك مشاكل كثيرة فى توقيت المونديال، فمعظم اللاعبين تعرضوا لإرهاق شديد نتيجة المشاركة فى أكثر من بطولة، وبسبب قرار الفيفا بانتهاء جميع المنافسات قبل المونديال أصبحت المباريات مضغوطة وهو ما ضاعف من الإرهاق والتعب الذى حل على اللاعبين، كما أن اللاعبين يلعبون للأندية أفضل والتركيز أكثر من المنتخبات لأن اللاعب يتقاضى أجرا كبيرا ويعد مستقبله فى النادى الذى يلعب له ودورى أبطال أوروبا فى رأيى أقوى من بطولة كأس العالم المقامة حاليا. وتوقع الشربينى أن يكون هذا المونديال من نصيب أحد منتخبات أمريكا اللاتينية وليس أوروبا التى لا يوجد بها مهارة باستثناء عدد قليل فضلا عن مستواهم غير المقنع على الإطلاق. * البنية الجسدية من جانبه عبر خالد بيومى المحلل الرياضى عن خيبة أمله بمستوى أداء منتخبات كأس العالم الحالية، واصفا هذا المونديال بمونديال البنية الجسدية واللياقة فقط، وأنه خال من المستويات الفنية والإبهار فى فنون كرة القدم. وقال بيومى (المنتخبات التى حصلت على نقاط ولم تخسر هى المنتخبات التى يمتلك لاعبوها البنية الجسدية واللياقة العالية دون مستوى أو إظهار فن من فنون كرة القدم التى تسعد المشاهد كما كان الحال فى السابق. وأعرب بيومى عن أسفه لعدم ظهور الإثارة وفنون الكرة فى المونديال، مشيرا إلى أن هذا المونديال لن يكشف ملامح نجوم جديدة على عكس ما كان يحدث فى المونديالات السابقة، مؤكدا أن ضعف المستويات يشير إلى أن هذا المونديال هو الأضعف. * خطط المدربين فى حين يتهم جمال عبد الحميد نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق المدربين بأنهم وراء هذا المستوى الهزيل للمونديال، حيث يعتمد معظمهم على الدفاع ثم الهجمات المرتدة،وهذا يتسبب فى عدم إظهار المهارات للاعبين المميزين بسبب المراقبة اللصيقة والدفاع بأكثر من لاعب وضيق المساحات أمام أصحاب المهارات. * مهاجم واحد حسن الشاذلى الخبير الكروى ونجم الترسانة السابق أكد أن من أسوأ ظواهر المونديال حتى الآن عدم وجود مهاجمين متميزين فى البطولة وأن معظم المنتخبات تلعب بمهاجم واحد وهو ما أضعف القوة الهجومية للمنتخب، وساهم فى عدم ظهور أى مهاجم فذ حتى الآن. ويرى الشاذلى أن منتخبات أمريكا اللاتينية قدمت أداء رائعا ومستوى لافتاً للنظر منذ انطلاق البطولة على عكس بعض المنتخبات الكبرى التى بدأ مستواها يتراجع فى آخر ثلاث كؤوس عالم مشيرا إلى أن معظم منتخبات أمريكا اللاتينية تميزت بالحماس والجرأة الهجومية والالتزام التكتيكى والتنظيم العالى. * الخوف من الخسارة أنور سلامة مدرب الأهلى السابق اعتبر أن هذا المونديال الأسوأ فى التاريخ، مشيرا إلى أن غياب النجوم سببه أن البطولة جاءت بعد انتهاء المنافسات فى كل الدول مباشرة، وترتب على ذلك إصابة اللاعبين بالإجهاد نتيجة الانضمام السريع لمعسكرات الاستعداد للمونديال، وهو ما جعل اللاعبين فى غير الحالة التى يجب أن يكونوا عليها، وظهر هذا من خلال الأداء المتواضع الذى كان عنوان مباريات الدور الأول، حيث سعت جميع الفرق إلى عدم الخسارة وعدم المجازفة بالهجوم، وكانت النتيجة أن معدل التهديف قليل جدا واختفاء النجوم. * ادخار المجهود ويتفق الكابتن على أبو جريشة نجم الإسماعيلى السابق على أن تواضع المستوى هو من سمات الأدوار الأولى، ولكنه قال إن المنتخبات ستغير من أفكارها فى الجولات المقبلة، خاصة دور ال 16 لأنه لا بديل عن الفوز، وهنا يظهر دور النجوم الذين يحتفظون بجهودهم من أجل الاستمرارية، وهو ما يفسر عدم تقديم هذه الجولة لأى نجوم حتى الآن. ويؤكد أبو جريشة أن المدربين أيضا لم يقدموا أى جديد فى طرق اللعب وركز الجميع على الطرق الدفاعية، وليس الهجومية.