العالم كله يترقب المونديال.. والمانيا لم تنم منذ فترة طويلة من اجل ان يخرج هذا المونديال تاريخيا.. يكون علامة مضيئة في سجل ينظم هذا الحدث. الكل يترقب وينتظر.. والمانيا توالي تجهيزاتها وتحضيراتها لاستقبال نجوم العالم.. بل العالم كله في احضانها. للخروج بالتنظيم بصورة مشرقة علي جميع الاصعدة لانجاح هذا الحدث. لم تتوقف استعدادات المانيا عند الجانب الامني.. او الرياضي او الفني لكن الجانب الاقتصادي يطل برأسه بقوة في هذا المجال الذي يعد كأس العالم فرصة قوية لتعزيز الاقتصاد الالماني المزدهر اصلا. ووسط كل هذا يقفز سؤال مهم علي الساحة.. ماذا لو تعرضت المانيا لحادث ارهابي مثلا قبل او اثناء البطولة؟ وماذا لو سرق كأس العالم نفسه والذي يزن ثقله ذهباً! وايضا ماذا لو تعرض نجوم العالم الي الاصابة مع اول مباراة مثلا.. مثل رونالدينيو.. او سرق موبايل القيصر بيكنباور. هذه الاسئلة كلها لم تتركها "الفيفا" الاتحاد الدولي للعبة للصدفة.. او للظروف.. فما كان منها الا ان وقعت عقد تأمين ضخم مع شركة المانية هي "هامبورجر مانهايمر للتأمين" علي المونديال بقيمة 2.4 مليار يورو.. ستقوم الشركة بموجب هذا الاتفاق بوضع مايقرب من 25 الف موظف تحت تصرف اللجنة المنظمة العليا تحسباً لاي ظرف طارئ. وشركة "هامبورج مانهايمر للتأمين" الألمانية تعد إحدي أهم وأضخم الشركات المتخصصة بعقود التأمين الرياضية، حيث أنها تعتبر شريكا رسمياً للعديد من الأندية الألمانية وبعض البطولات الأوروبية بالإضافة إلي أنها شريك رسمي للاتحاد الاوروبي لكرة القدم. وتبرز نقطة مهمة وطريفة في عقد التأمين أن الفريقين وهما الفيفا وشركة التأمين اتخذا احتياطاتهما الجدية لو تمت سرقة كأس العالم قبل المباراة النهائية، بالإشارة إلي أن ذلك حدث فعلا في إحدي البطولات السابقة. وكغيرها من الشركات التي تنتظر أرباحاً جديرة وملموسة، تعتبر شركات التأمين احدي القطاعات الاقتصادية التي ستلعب دورا حيوياً وراء الكواليس، وبموازاة ذلك، ستجني هذه الشركات أرباحاً طائلة كونها تعتبر المونديال فرصة ذهبية من أجل تحسين أوضاعها وزيادة أرباحها. وتتضمن حيثيات التأمين إنجاز العديد من المتطلبات التي ستدخل في صلب المونديال.. فمثلاً ماذا يحدث لو انهار مدرج أحد ملاعب كأس العالم، أو سرقت الكأس الذهبية في المباراة النهائية؟ ماذا سيحدث لو كسرت قدم رونالدينيو؟ ماذا سيحدث لو سرق موبايل القيصر فرانس بيكينباور؟.. أجوبة هذه الأسئلة تكفلت بها الفيفا من خلال عقد تأمين ضخم مع شركة ألمانية هي "هامبورج مانهايمر للتأمين". ويقول موقع "دويتشه فيله" الألماني أن الفيفا تدرك ايضا ان ابرز المخاطر التي تحدق بالمونديال هو حدوث عملية ارهابية او سقوط طائرة من علي أحد المدرجات او حتي إلغاء المونديال بشكل كامل، رغم أنه سيكون محط اهتمام الملايين في شتي أنحاء العالم. تغطية وكانت الفيفا قد دفعت 158 مليون يورو من أجل التغطية في حال تم الالغاء، وهذا الشئ لن يكون ضمن التأمين، إذا رفضت الشركة الألمانية إدخال العمليات الإرهابية ضمن الحالات التي يغطيها عقد التأمين مع الفيفا، مما حدا بالأخيرة الي العمل علي اصدار سندات خاصة بها للتغطية في حالة حدوث كارثة من هذا النوع. ويأتي تصرف الشركة الألمانية في ذلك كون شركات التأمين أخذت من 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدةالامريكية عبرة لها في إبرام أي من عقود التأمين". وينغمس موظفو شركة "هامبورج مانهايمر للتأمين" حالياً في التحضير ومتابعة كل تفاصيل المونديال، حيث تريد الشركة تقديم أفضل خدمة ممكنة رغم الخبرة الواسعة التي تتميز بها مقارنة مع التعاملات المماثلة لها مع أندية واتحادات في القطاع الرياضي. ويقول سابستيان كونراد، مدير فريق العمل المسئول عن متابعة شئون المونديال أن الأمر هذه المرة مختلف تماماً، وذلك علي حد قوله، وتابع: "لايمكن المقارنة بين العقود السابقة والعقد الحالي، فالمخاطر في يومنا هذا أكبر حجما وأكثر تنوعا.. نحن نتحدث اليوم مثلا عن عطل في القطارات أو سقوط إحدي قطع الأقمار الصناعية من السماء أو عطل في لوحات الإعلانات في الاستاد". ويري كونراد ان ساعة الحسم ستبدأ عملياً بالنسبة لهم في التاسع من يونيه المقبل وتحديدا عند اطلاق الحكم صافرة بداية المباراة الافتتاحية بين ألمانيا وكوستاريكا التي ستجري في ميونخ. وسيكون فريق عمل الشركة بدءاً من ذلك اليوم تحت تصرف اللجنة المنظمة والفيفا إلي جانب اللاعبين وحتي المتفرجين فمثلا لو اشتكي رونالدينيو من نقص في الفندق الذي يقيم به فيجب علي رجل التأمين أن يكون في الموقع لإرضاء العميل رفيع المستوي وإذا سرق أحدهم جهاز الكمبيوتر النقال أو موبايل فرانس بيكينباور، فعلي رجل التأمين أن يكون جاهزا لإحضار جهاز بديل عنه.. باختصار هذه أدق التفاصيل التي ستحدث في المونديال وهي أهم اسباب نجاحه. مؤسسة فيزا وتختلف طريقة التأمين علي اللاعبين بشكل كلي، حيث لايتم التأمين علي اللاعب كلاعب وإنما علي اعضاء من جسمه، وصفقات تأمين ذراع الانجليزي مايكل أوين والبرتغالي فيجو خير دليل علي ذلك في السابق. ويتم التأمين علي جزء من جسم اللاعب علي حدة، كما أن للجمهور تأميناً أخر، لأن كل بطاقة من بطاقات الدخول إلي إحدي مباريات المونديال تضمن لحاملها حماية قانونية وتأميناً ضد الحوادث العارضة. لكن لن يتمتع الجمهور بحماية من مخاطر عادية كتعثر أحد الجماهير مثلا من علي مدرج الاستاد وإصابته بكسر معين وتبين أن سبب ذلك هو خطأ في المدرج أو في الإضاءة أو في وسائل الامان، ولكن في هذه الحالة فان شركة التأمين تتكفل بالمصاب كاملا. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد أعلن الاسبوع الماضي عن تعاقده مع مؤسسة فيزا العالمية لتصبح بمقتضاه للخدمات المالية مع (الفيفا) لمدة ثمانية اعوام، حيث يتم التعاقد مابين الاول من يناير المقبل وحتي عام 2014. وأخذت فيزا مكان ماستر كارد في تقديم الخدمات المالية للفيفا، حيث قدر التعاقد بنحو 4.350 مليون دولار، علي أن تغطي نهائيات كأس العالم في عامي 2010 في جنوب افريقيا وفي 2014 التي لم تحدد الدولة المضيفة لها بعد. يذكر أن الفيفا ترتبط بعقود مالية مع شركات عالمية مثل كوكاكولا وهيونداي واديداس وسوني.