اعتمدت شركة الشرق الأوسط للتصنيف الائتماني وخدمة المستثمرين ميريس التصنيف الوطني المحلي للملاءة الائتمانية لشركة سيدي كرير للبتروكيماويات "سيدبك" عند درجة A موجب والذي يعني بتقييم التزامات الشركة طويلة الأجل من الدرجة الأولي التي لا تحظي بضمانات بناءً علي الحسابات المدققة عن الفترة من 2001 حتي يونية 2005 بنظرة مستقبلة "مستقرة". ويعكس التصنيف وضع شركة سيدبك باعتبارها المنتج الوحيد للإيثيلين والبولي إيثيلين في مصر، وقد وضعت ميريس في اعتبارها الكفاءة الإدارية، والتي انعكست في تحقيق معدلات عالية لاقتصاديات التشغيل لإنتاج منتج يتميز بالجودة وانخفاض التكلفة، ذلك نتيجة لسهولة وتوافر المواد الخام الأولية للصناعة. كما يأخذ التصنيف أيضاً في الاعتبار وفرة الخامات الأولية feddstock والمستقبل الواعد لصناعة البتروكيماويات في مصر، بجانب موقع مصر الاستراتيجي، مما يعزز من الميزة التنافسية لشركة سيدبك بأسواق التصدير. تجدر الإشارة إلي أن وجود سوق محلية ضخمة تمتاز بميزة سعرية price premium معقولة علي الصادرات 13% يتيح فرصاً هائلة للنمو، ويأخذ التصنيف أيضاً في الدور الاستراتيجي للشركة في ظل الخطة الطموح للحكومة المصرية لتطوير قاعدة صناعية ضخمة للبتروكيماويات خلال العشرين سنة المقبلة. كما أخذ التصنيف في تحليله أيضاً الصغر النسبي لحجم إنتاج الشركة في الوقت الحالي والذي يعتبر غير كاف لتغطية الارتفاع المتزايد للطلب بالسوق المحلية في ظل وجود فرص متزايدة للتصدير علي خلفية المحافظة علي مكانة الشركة في الأسواق التصديرية بالرغم من تمتع المنتج محلياً بميزة سعرية Price Premium بالإضافة لذلك يلاحظ أن أداء الشركة يخضع بشكل كبير لمخاطر تقلبات أسعار خامات البتروكيماويات مما قد يؤثر سلباً علي الأداء المالي للشركة ويشكل ضغطاً علي هوامش ربحيتها، علاوة علي ذلك، فان ظهور طاقات انتاجية جديدة بمنطقة الشرق الأوسط من المرجح أن يزيد من تلك الضغوط علي هوامش الأرباح وأن يوجد منافسة شرسة بأسواق التصدير. وبنظرة سريعة للأداء المالي للشركة خلال السنوات الأربعة الماضية، فقد شهدت إيرادات شركة سيدبك نمواً ملحوظاً نتيجة للزيادة في كل من الطاقة الإنتاجية وأسعار المنتجات، فقد سجلت إيرادات الشركة ارتفاعاً بنسبة 64.2% في عام 2004 لتصل إلي 1.013 مليار جنيه وهذه النتيجة تعزي بشكل أساسي إلي زيادة الأسعار العالمية بنسبة 50% وكذا زيادة إنتاج البولي إيثيلين بنسبة 8%. وانعكس الانخفاض في معدل الدوران خلال الربع الأول من عام 2005 في صورة انخفاض قدره 16% في أسعار المبيعات المحلية وانخفاض قدره 18% في أسعار الصادرات، كما لاحظت شركة ميريس أن هوامش التشغيل بشركة سيدبك مقاسة بنسبة الإيرادات قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاكات والاستهلاكات EBITDA إلي معدل الدوران جيدة بنسبة 58% في السنة المالية ،2004 ثم قفزت إلي 61% خلال الربع الأول من عام 2005 نتيجة لتركيز الشركة المستمر علي تحسين الكفاءة. وقد أدي انعدام المديونيات الضخمة والتحسن في أرباح الشركة إلي قدرة الشركة علي وضع تدابير وقائية جيدة بناء علي التدفقات النقدية، وقد شهدت معدلات التغطية بشركة سيدبك مقاسة بنسبة EBITDA إلي صافي الفوائد تحسناً من 5.4 مرة في عام 2003 لتصبح 20.7 مرة في السنة المالية 2004 مما يعكس قوة المركز الائتماني للشركة وقدرتها علي توليد تدفقات نقدية جيدة، وبناءً علي ذلك فان الرافعة المالية للشركة leverage تعتبر منخفضة، حيث بلغ صافي الديون إلي 3.0EBITDA مرة خلال الربع الأول من عام 2005. وتجدر الإشارة إلي أن هيكل مديونية الشركة تعتبر متوازنة حيث إن حوالي 65.31% (170.5 مليون جنيه) فقط من اجمالي الديون في السنة المالية 2004 تعتبر قصيرة الأجل، غير أن ذلك الرقم انخفض إلي 27% في الربع الأول من عام 2005 وجدير بالذكر أن جميع ديون الشركة بالعلة الأجنبية خاضعة لأسعار فائدة ثابتة، مما يقلل من مخاطر تقلبات أسعار الفائدة، وبالرغم من التحسن النسبي واستقرار أسعار الصرف في الفترة السابقة مما يقلل من مخاطر تقلبات أسعار صرف العملات الأجنبية إلي أن الشركة أنشأت مخصصاً لمواجهة مخاطر أسعار صرف العملات. ولكي تفي "سيدبك" بارتفاع الطلب علي منتجاتها وذلك بتوسيع طاقتها الإنتاجية، بدأت الشركة في خطة توسعية بتكلفة أولية تقدر بحوالي 400 مليون دولار أمريكي، يتم تمويلها طبقاً لما أوردته إدارة الشركة من مزيج من الموارد الداخلية والخارجية، ويلاحظ أن حوالي 31.5% من النفقات الرأسمالية في السنة المالية 2004 تتعلق بشراء عدة أفدنة من الأرض المجاورة للشركة كجزء من الخطة التوسعية لاستيعاب خطوط الإنتاج الجديدة المتوقعة، ومن المحتمل اكتمال بناء هذه الخطوط في خلال 24 إلي 28 شهراً، علي أن يبدأ الإنتاج في عام 2008 وجدير بالملاحظة أن إدارة الشركة لا تنوي استخدام الأرباح الموزعة لسداد برنامجها التوسعي، وستواصل توزيع أرباحها علي المساهمين. وبالرغم أن الشركة تمتاز بالتكنولوجيا العالية وكثافة رأس المال capital-intensive نجد أن عدد العمالة بشركة سيدبك يبلغ حالياً 823 موظفاً مصرياً (96.1% منهم في الخدمة المستمرة) تستحوذ علي 3.6% من اجمالي تكاليف التشغيل في عام 2004 وبالإضافة لذلك يتمتع العاملين بشركة سيدبك بمزايا تفضيلية أخري. تأسست شركة سيدبك في عام 1997 وهي تعتبر المصنع الأكبر والأوحد لمنتجات الإيثيلين والبولي إيثيلين في مصر بحصة سوقية تقدر بحوالي 62.1% في عام ،2004 وتملك الحكومة المصرية حصة أغلبية بالشركة (77%) من خلال عدة هيئات حكومية، وقد قامت الحكومة ضمن برنامجها للخصخصة، في شهر مايو 2005 بطرح حوالي 20% من أسهمها في مزيج اكتتاب عام للمرة الأولي واكتتاب مغلق بنسبة 60 إلي 40% علي التوالي، اكتمل بنجاح في نهاية عام 2005 وبالنظر إلي هيكل المساهمين الحالي بشركة سيديك، نجد أن الحكومة مازالت تمتلك حصة أغلبية ولكن يرجح طرح المزيد من حصة الحكومة (من المخطط تخصيص حوالي 60% منها لمستثمر استراتيجي ولكن لم يتحدد الإطار الزمني لذلك بعد).