[email protected] في عصر المعلومات وثورة الاتصالات الذي نحياه لم يعد استخدام الكمبيوتر والانترنت مقصورا علي فئة معينة إذ أن تزايد الوعي المجتمعي جعل هذه الأدوات هدفا لجميع الفئات من المستخدمين لاسيما وأنها الأقدر علي تلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم والتعبير عن أرائهم ومقترحاتهم وتصوراتهم سواء إزاء ما يحدث في الوقت الحالي أوفي المستقبل. ومؤخرا قال برنامج شارع الكلام بقناة النيل الثقافية في حوار حول ما تشهده شبكة الإنترنت في الآونة الأخيرة من انتشار ظاهرة جديدة من التقنيات الحديثة يطلق عليها المدونات الشخصية أوالبلوجرز وهم مجموعة من الأشخاص يقومون بتدوين مذكراتهم ورؤيتهم الشخصية علي شبكة الانترنت حيث يمكن أن يشاركهم الاخرون حيث يرجع تاريخ ظهور البلوجرز إلي عام 2002 مع اختراع بعض العسكريين بالولايات المتحدة لهذه الخدمة لإجراء اتصالات مع بعضهم وتبادل أفكارهم بشأن الأحداث المهمة في العالم وقد لعبت هذه المدونات دوراً كبيراً في المجال الإعلامي والصحفي في الدول الأوروبية لاسيما في نقل الكوارث الطبيعية التي ضربت بعض الدول مثل أمريكا وغيرها. ونتصور أن البلوجرز هي أحد ثمار زيادة الوعي وتغلل دور الانترنت في حياة الكثير من البشر إذ أنها تعد احدي القنوات الجديدة لتعظيم الاستفادة من ثورة الاتصالات والمعلومات وإثراء لمحتوي الالكتروني للشبكة علاوة علي ما تتيحه من إمكانيات كبيرة للتواصل بين مختلف شعوب العالم باختلاف جنسياتهم دون أن يكون هناك رقيب علي ما يتم تداوله وتبادله من أفكار وإبداعات. وإذا كانت الحرب علي العراق كانت بمثابة بداية دخول ظاهرة المدونات إلي المنطقة العربية وذلك في ظل حرص الكثير من مستخدمي الانترنت علي نقل الحقائق وواقع مع يشهده الساحة العراقية بعيدا عن استراتيجيات وأهداف وسائل الإعلام الأمريكية فأن البعض يشير إلي أن هناك أكثر من 500 مدونة باللغة العربية تهتم بمختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية حيث تختلف البلوجرز عن مواقع الدردشة المشهورة علي الانترنت في أن البلوج أوكاتب المذكرات هوالذي يسيطر علي المدونة بدون قيود والتي يسهل إنشاءها بخلاف المواقع الالكترونية الشخصية بعد أن قامت العديد من البوابات الالكترونية في المنطقة بطرح هذه الخدمة لزوارها. ومع تسليمنا بأهمية دور البلوجرز في نقل الحقائق إلا إننا يجب أن نؤكد مصداقية البلوج ما زالت محل شك من الجميع لاسيما وانك لا تعرف من هووما هي أهدافه فهو شيء افتراضي وغير ملموس وبالتالي لا يمكن التسليم بصورة تامة بمصداقية أوحيادية جميع البلوجرز وإنما يمكن فقط النظر إليها علي أنها قناة جديدة لتجميع المعلومات وإعادة فحص مصداقيتها حيث إن غالبية البلوج هم أشخاص غير مؤهلين لممارسة مهنة الصحافة وجمع الحقائق بصورة حيادية والتزام الموضوعية وإنما هم يعتمدون علي نقل الواقع فقط كشهود عيان ربما يتم تعرضهم لعمليات خداع أوتضليل متعمدة. للحديث بقية...