[email protected] لم يعد جهاز الكمبيوتر والإنترنت يشكل هاجس الخوف لدي الكثير من الأسر وفئات المجتمع وتحاول بشتي الطرق إبعادا أبنائها عن التعامل معه بل باتت النظرة لهذه الأدوات التكنولوجية ايجابية جدا وأصبحت عملية اقتناء جهاز كمبيوتر وتوفير الاتصال بالانترنت أحد المتطلبات الرئيسية لكثير من الأسر لاسيما من لديها أبناء في مراحل التعليم المختلفة . وبالطبع فان تغير نظرة المجتمع للكمبيوتر والانترنت من أنها تمثل الشيطان الرجيم إلي كونها بمثابة العمود الفقري لتطوير المهارات الشخصية لجميع أفراد الأسرة والذي يعود لزيادة الوعي المعلوماتي هناك 7 ملايين مستخدم للانترنت مقارنة بمليون فقط منذ 6 سنوات مع تزايد عدد اجمالي أجهزة الكمبيوتر إلي 6 ملايين جهاز بمعدل سنوي يصل إلي 250 ألف جهاز. ومؤخرا تقدم أحد نواب مجلس الشعب لوضع نظام لمنع ظهور المواقع الإباحية المنتشرة بصورة واسعة علي شبكة الإنترنت والتي يقوم القائمون عليها بإرسال دعوات للشباب علي بريدهم الإلكتروني لاجتذابهم مع المطالبة بفرض قيود علي رسائل البريد الإلكتروني وذلك لما تمثله تلك المواقع من خطورة علي أخلاقيات الشباب وقيمهم ولعل مثل هذا الطلب يعكس هواجس الخوف المشروعة التي ما زالت موجودة لدي البعض من منطلق الحرص علي ثقافتنا وتراثنا وتقاليدنا وديننا إلا أن الأمر لم يعد مقصورا فقط علي مجتمعنا المحلي بل باتت مشكلة تؤرق المجتمعات العالمية أيضا. ومن واقع خبراتنا المحدودة فإن معالجة مثل هذه الأمور تتم عبر عدة مستويات الأول حكومي والثاني خاص بشركات توفير خدمات الانترنت والثالث الأسرة نفسها فبالنسبة للدور الحكومي فهناك دول كثير كالصين والسعودية.... تقوم بتركيب أجهزة كمبيوتر علي شبكة الانترنت حيث تقوم هذه الأجهزة بدور الرقيب علي كل ما يمكن تمريره داخل البلاد من مواقع الكترونية بحيث يتم مثلا حجب ظهور اي موقع به كلمة جنس أو سياسة أو ما شابه ذلك وتعد هذه الوسيلة فعالة جدا للحد بنسبة كبيرة من ظهور المواقع الإباحية. وعلي المستوي الثاني شركات تقديم خدمات الانترنت - ISP فنجد أن غالبية هذه الشركات ومنها شركات تعمل في السوق المحلي حرصت بالفعل علي الاستعانة ببعض البرامج وأجهزة الكمبيوتر للقيام بعملية فلترة للمواقع الإباحية بحيث لا تصل إلي مشتركيها وفقا لرغباتهم ونتصور أن هذه الخدمة تحتاج إلي تطوير وتوعية أكثر من جانب شركات ISP. وأخيرا وعلي مستوي الأسرة نفسها نعتقد أن الأسرة لا يجب أن تتخلي عن دورها بالكامل مع إلقاء المسئولية علي الجهات الحكومية فإذا كان من واجب الآباء معرفة أصدقاء أبنائها في الواقع الحقيقي فإن الأولي بهم معرفة أصدقائهم في الواقع الافتراضي الجديد عبر شبكات الانترنت وغرف الدردشة فمثلا يمكن تحديد وقت محدد لكل ابن للجلوس علي الانترنت ساعتين يوميا علي أن يكون هناك متابعة للأبناء أثناء اتصالهم بالشبكة مع تركيب برنامج صغير علي جهاز الكمبيوتر يقوم بدور كبير في منع ظهور المواقع الإباحية وإتاحة الفرصة للآباء لمعرفة ماذا يفعل أبناؤهم عند اتصالهم بشبكة الانترنت مع القيام بدور التوعية لضمان الاستخدام الرشيد للكمبيوتر والانترنت باعتبارهما متطلبات العصر الحالي والمستقبلي. للحديث بقية .....