[email protected] 60 مليار رسالة الكترونية حول العالم يوميا.. ربما يمثل هذا الرقم المخيف مفاجأة للكثيرين بمن فيهم خبراء تكنولوجيا المعلومات كما يعد مؤشرا علي مدي انتشار وتغلغل الثقافة الرقمية في حياة البشر وان البريد الالكتروني بات يشكل أحد أهم قنوات التواصل سواء علي مستوي الأفراد أو مؤسسات الأعمال. ولاشك أننا لسنا ببعيدين عن هذا العالم الافتراضي الجديد لاسيما أن القاعدة المحلية لمستخدمي الانترنت تتجاوز 5 ملايين في الوقت الحالي الأمر الذي يتطلب اتخاذ جميع التدابير اللازمة لزيادة الوعي المعلوماتي لدي مختلف فئات المجتمع والتعامل مع الأدوات التكنولوجية باعتبارها مسلمات عصر المعلومات ولعل من أهم هذه المتطلبات هو توفير عنصر التأمين الرقمي لجميع التعاملات الالكترونية خاصة مع تزايد جرائم الانترنت ومحاولات التحايل والنصب وانتشار ما يعرف بالرسائل الدعائية. ونتصور أن قيام دول مثل ألمانيا بإعلان مبادرة جديدة تحت عنوان "ألمانيا آمنة" علي الانترنت وسعي الولاياتالمتحدة لإعلان مبادرة شبيهة هو أمر يدعو إلي ضرورة التعامل مع مجال أمان المعلومات لمستخدمي الانترنت بمنتهي الجدية سواء علي مستوي شركات المعلومات وتقديم خدمات الانترنت أو الجهات الحكومية المعنية بالتنمية التكنولوجية إذ إن تأثير مرتكبي جرائم الانترنت يزداد وليس محددا بمنطقة جغرافية ما أو دولة بعينها. كذلك فإن مهارات وحيل هؤلاء اللصوص الجدد في نمو مطرد لسرقة كلمات السر الخاصة بالمعاملات المالية الالكترونية للافراد التي تتم عادة من خلال رسائل الكترونية وهمية حيث تؤكد بعض الدراسات المتخصصة أن محاولات سرقة كلمات السر علي المستوي العالمي زادت بنسبة 300 % خلال عام 2005 مقارنة بالعام الماضي وسجلت شركة سيمانتك العالمية لأمن الانترنت العام الماضي نحو ثمانية ملايين محاولة لسرقة كلمات سر وفقا للمعدلات الدولية تنجح سرقة كلمات السر بنسبة تصل إلي 5% من اجمالي مستخدمي الانترنت مما سبب خسائر اقتصادية حول العالم لا يمكن تقديرها. ونعتقد أن الزيادة الكبيرة في إعداد الرسائل الالكترونية تعني انه ينبغي علي الشركات والحكومات ومستخدمي الانترنت توخي الحذر والعمل معا خاصة أن غالبية مستخدمي الانترنت محليا أو عالميا لا يعتمدون أي شكل من أشكال الحماية إثناء تصفح الانترنت ويعرضون أنفسهم دون حاجة إلي سرقة بياناتهم المهمة والي محاولات إجرامية اخري غرضها التسلل إلي أجهزتهم. ولعل اطلاق مبادرة مصر آمنه عبر الانترنت بات يعد مطلبا جوهريا من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لاسيما في ظل الحديث عن قرب طرح خدمات التوقيع الالكتروني علي مستوي تعاملات الأفراد ومؤسسات الأعمال وبما يسمح ببث نوع من الثقة والمصداقية لدي جميع الفئات من مستخدمي الانترنت إذ إن غالبية هؤلاء يوجد لديهم هواجس كبيرة جدا عن مدي أمن تداول بياناتهم عبر الانترنت. للحديث بقية..