دخلت بنوك عربية كبري في منافسة حادة مع بنوك مصرية وعالمية للاستحواذ علي بنوك محلية مطروحة للبيع وجاء هذا التحرك علي خلفية توافر سيولة ملحوظة لدي البنوك العربية لأسباب عدة علي رأسها الطفرات المتواصلة في أسعار البترول وعودة جزء من الأموال العربية المهاجرة والتي تزيد علي التريليون دولار بسبب تعرضها لمخاطر المصادرة والتجميد من قبل السلطات الغربية. وفي الوقت الذي ألقت فيه البنوك الاماراتية واللبنانية بثقلها لاقتحام السوق المصري بحثا عن فرص جيدة لاستثمار أموال مودعيها، نبعد في المقابل تجاهل ملحوظ لبنوك السعودية والمغرب وتونس والجزائر واليمن وسوريا للسوق المحلية لاعتبارات عدة علي رأسها عدم وجود خطط لدي هذه البنوك للتوسع خارجيا وتركيزها علي الداخل، أو بسبب نقص السيولة لديها. وبالنسبة لتوزيعات البنوك العربية الراغبة في اقتحام السوق المصري" تحتل بنوك الامارات المرتبة الأولي بلا منازع، حيث يبحث بنكا المشرق وأبوظبي الوطني اللذان يصنفان علي انهما أكبر البنوك الاماراتية شراء بنوك مصرية وكان البنكان قد دعما بالفعل تواجدهما في السوق المحلي خلال الفترة الأخيرة عبر زيادة رؤوس فروعهما بمصر إلي 50 مليون دولار لكل بنك. الامارات وعلي مستوي البنوك الاماراتية الأخري فان بنك الخليج الأول يبحث حاليا شراء أحد البنوك المصرية وذلك بعد ضياع فرصة استحواذه علي بنك مصر رومانيا الذي فاز بصفقة شرائه بنك لبنان والمهجر بلوم. وكان الخليج الأول قد حصل بالفعل علي موافقة البنك المركزي المصري علي البدء في اعداد فحص نافٍ للجهالة لبنك مصر رومانيا، الا انه لم يستطع الانتهاء من هذه المهمة قبل الموعد المحدد من قبل السلطات المصرية. وفي اطار سعي البنوك الاماراتية دخول السوق المصري فقد عرض بنك الاتحاد الاماراتي شراء بنك القاهرة الشرق الأقصي ضمن ثلاثة عروض أخري تسعي للاستحواذ علي البنك. لبنان وبالنسبة للبنوك اللبنانية التي قررت الاتجاه جنوباً نحو القاهرة، فيأتي علي رأسها بنكا بلوم وعودة، وكان السوق المصري قد فقد منتصف العام الجاري البنك اللبناني الوحيد وهو جمال تراست الا انه عوض هذا الفقدان ببنكين الأول بلوم الذي استحوذ علي بنك مصر رومانيا، والثاني عودة اللبناني الذي عرض في وقت سابق الاستحواذ علي بنك القاهرة الشرق الاقصي الا انه تراجع عن عرضه في وقت لاحق لأسباب تتعلق بمحدودية نشاط البنك المصري وقلة عدد فروعه. ويبحث "عودة" حاليا عن فرص بديلة حيث يدرس ملفات عدة بنوك ذات انتشار واسع ولديه فروع متواجدة في مناطق الكثافة السكانية والثقل الاقتصادية كالمدن الصناعية والساحلية. وفي الوقت الذي يفضل بنك الاعتماد اللبناني الاتجاه شمالاً نحو أوروبا والأمريكتين، الا ان الظروف السياسية التي تمر بها لبنان تدفع بنوكاً لبنانية اخري إلي الاتجاه جنوبا مع التركيز علي السوقين المصري والخليجي. وكانت بنوك لبنانية قد راهنت في وقت سابق علي السوقين العراقي والسوري الا انها تراجعت عن اقتحام السوقين لاسباب تتعلق بالحالة الأمنية المتدهورة في العراق، والضغوط الدولية التي تتعرض لها سوريا عقب اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق وتداعيات الحادث. الكويت وفيما يتعلق بالبنوك الكويتية فانها تدرج السوق المصري ضمن أولوياتها القصوي وكانت هذه الاولوية قد تراجعت العام الماضي لحساب السوق العراقي الا أن السوق الأخير فقد جاذبيته للاستثمار بسبب الاضطرابات التي يمر بها، وهو ما دفع بنوك الكويت إلي التفكير مجددا في السوق المصري ويقع علي رأس هذه البنوك الكويت الوطني - اكبر بنك كويتي - الذي أبدي استعداده لدخول مصر في عام ،2000 حيث تقدم في ذلك الوقت بعرض مشترك مع الشركة القابضة المصرية الكويتية لشراء بنك مصر أمريكا الدولي، الا ان الصفقة فشلت في وقت لاحق لحدوث خلاف حول قيمة السهم المطروح للبيع. وسربت مصادر مصرفية قبل اسابيع رغبة بنك الكويت الوطني في الاستحواذ علي البنك المصري الأمريكي وسحبه بالفعل كراسة الشروط الخاصة بالبنك، الا ان ادارة المصري الأمريكي اختارت عرضين فقط من المؤسسات المالية التي أبدت استعدادها للشراء "17 مؤسسة" وهما HSBC وكاليون. وتراهن ادارة الكويت الوطني علي بنوك مصرية قوية للاستحواذ عليها، خاصة انها ترغب في دخول السوق المصري بقوة للاستحواذ علي حصة مؤثرة فيه وقد تجد مبتغاها في بنك الاسكندرية المقرر طرحه نهاية الربع الأول من العام القادم. ومن بين البنوك الكويتية التي تخطط لدخول مصر بيت التمويل الكويتي الذي يصنف علي انه واحد من أكبر البنوك الاسلامية العاملة في المنطقة حيث يخطط البنك للاستحواذ علي المصرف الاسلامي الدولي للاستثمار والتنمية وهو بذلك يدخل في منافسة مع مستثمرين آخرين علي رأسهم بنك التمويل المصري السعودي الذي حصل في وقت سابق علي موافقة البنك المركزي باجراء فحص ناف للجهالة للمصرف.