دخلت الحملات الانتخابية لرجال الأعمال المرشحين لعضوية مجلس الشعب في الانتخابات القادمة مراحل حاسمة، مع بدء العد التنازلي لانطلاق الجولة الأولي التي تضم محافظات القاهرةوالجيزة والمنوفية واسيوط والمنيا والوادي الجديد ومرسي مطروح. ويتركز العدد الاكبر من رجال الاعمال الذين سيخوضون الانتخابات في محافظتي القاهرةوالجيزة حيث يتجاوز عددهم 20 مرشحاً من أصل 60 علي مستوي الجمهورية. واشتعلت المواجهة في الدوائر الملتهبة التي يواجه فيها رجال الاعمال بعضهم البعض.. فعلي سبيل المثال بلغت الحملة الانتخابية في دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة ذروتها بين قطبين من رجال الاعمال وهما مصطفي السلاب مرشح الحزب الوطني وفوزي السيد "مستقل" حتي أن الجولات مستمرة طوال ال 24 ساعة في واحدة من اعنف المعارك الانتخابية. ولم تقل حدة المنافسة اهمية في دائرة الظاهر والازبكية المعروفة بأنها دائرة رجال الاعمال، حيث تغيب المعارضة، وتتحكم الاموال في شراء الاصوات من الاسر الفقيرة ومحدودي الدخل، واشتعل السباق بعد أن فضل الحزب الوطني رجل الاعمال هاني سرور علي رجل الاعمال مجدي ابراهيم ليمثله "فئات" في الانتخابات فلم يكن امام مجدي إلا الانشقاق واعلان التحدي للحزب.. ويعتمد مجدي ابراهيم نجل رئيس لجنة الشباب الراحل محمود ابراهيم علي أصوات نادي الظاهر الذي يتولي شقيقه مجلس ادارته خلفاً لوالده، بينما يعتمد سرور علي خدماته للتجار واصحاب المحلات، وينافسهما اللواء حسام ابو سعده معتمداً علي عائلته. وفي دائرة قصر النيل وليس بعيداً عن الظاهر، تأخذ المعركة بعداً مختلفاً بين قطبين من أقطاب الحزب الوطني، وتعيش الدائرة علي صفيح ساخن في مناطقها الثلاث وهي الزمالك وجاردن سيتي وتضم الصفوة والنخبة من ابناء الدائرة والثانية تضم الاحياء الشعبية في شركس والمنيرة وخيرت ومعروف والصيري والثالثة تضم الشركات والمؤسسات مثل مجمع التحرير وشركات التأمين والمؤسسات الصحفية وجمعيات البترول واتحاد الاذاعة والتليفزيون ومركز شباب الجزيرة ويتنازع حسام بدراوي رئيس لجنة التعليم وعضو لجنة السياسات في الحزب الوطني مع هشام مصطفي خليل الذي انشق عن الحزب الوطني، ونجل نائب رئيس الحزب الوطني علي مقعد الفئات بالدائرة، والاثنان لهما ثقلهما الانتخابي مما يصعب التوقع لما ستسفر عنه المواجهة، خصوصا مع دخول جمال عبد السلام مرشح الاخوان السباق وفتحي عامر من حزب الوفد. اما تيسير مطر فيواجه شقيقه تحسين علي مقعد الفئات في دائرة مصر القديمة ودار السلام وفي الجيزة كثف محمد أبو العينين حملته الانتخابية في مواجهة منافسه محمد الأشقر مرشح حزب الكرامة ومع احتدام المواجهات لجأ العديد من رجال الأعمال إلي ابتكار طرق جديدة في الدعاية، كما ان كثيرا منهم اضطر للنزول بنفسه إلي الشارع وعدم الاعتماد علي الأموال ومديري الحملات الانتخابية وذلك بعد أن شعروا بقوة المنافسين.