العثور على أجهزة اتصال من طراز "بيجر" حزب الله للبيع على الإنترنت في روسيا    محلل إسرائيلي: حزب الله ارتكب 3 أخطاء قاتلة فتحت الباب أمام الموساد لضربه بقوة    موعد مباراة برشلونة وموناكو في دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة    حبس 19 تاجر مخدرات ضبط بحوزتهم 58 كيلو مخدرات    عمرو سعد يُعلن موعد عرض فيلم الغربان ويُعلق: المعركة الأخيرة    كيفية الوضوء لمبتورى القدمين واليدين؟ أمين الفتوى يوضح    الإمارات تخفض سعر الأساس بواقع 50 نقطة    جوميز يحسم مشاركة فتوح أمام الشرطة الكيني    خبير: الداخل الإسرائيلي يعيش في حالة زعر مستمر    أيمن موسى يكتب: سيناريوهات غامضة ل«مستقبل روسيا»    شريف دسوقي: كنت أتمنى أبقى من ضمن كاست "عمر أفندي"    الاستخبارات الأمريكية: إيران عرضت على حملة بايدن معلومات مسروقة من حملة ترامب    الخارجية الأمريكية ل أحمد موسى: أمريكا مستعدة لتقديم خدمات لحل أزمة سد النهضة    حقيقة الذكاء الاصطناعي واستهلاك الطاقة    إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية في هذا الموعد    موعد مباراة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي.. «السيتيزنز» يطارد رقما قياسيا    «افتراء وتدليس».. رد ناري من الأزهر للفتوى على اجتزاء كلمة الإمام الطيب باحتفالية المولد النبوي    8 شهداء في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين بحي الشجاعية شرق مدينة غزة    تفاصيل مصرع مُسن في مشاجرة على قطعة أرض في كرداسة    موعد صرف معاشات شهر أكتوبر 2024    «أنبوبة البوتاجاز» تقفز ل 150جنيهًا    بالاسم ورقم الجلوس.. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة للقبول بالجامعات (رابط مباشر)    الأهلي لم يتسلم درع الدوري المصري حتى الآن.. اعرف السبب    "ماتت قبل فرحها".. أهالي الحسينية في الشرقية يشيعون جنازة فتاة توفيت ليلة الحنة    مصدر أمني ينفي انقطاع الكهرباء عن أحد مراكز الإصلاح والتأهيل: "مزاعم إخوانية"    طفرة عمرانية غير مسبوقة واستثمارات ضخمة تشهدها مدينة العاشر من رمضان    عقب تدشينها رسميا، محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة "بداية جديدة "    آيتن عامر بإطلالة جريئة في أحدث ظهور..والجمهور: "ناوية على إيه" (صور)    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    عبير بسيوني تكتب: وزارة الطفل ومدينة لإنقاذ المشردين    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    الشاب خالد: اشتغلت بائع عصير على الطريق أيام الفقر وتركت المدرسة (فيديو)    تراجع بقيمة 220 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت الخميس 19 سبتمبر 2024 بعد التحديث الجديد    «هي الهداية بقت حجاب بس؟».. حلا شيحة تسخر من سؤال أحد متابعيها على التواصل الاجتماعي    الزمالك يتحرك للتخلص من هذا اللاعب    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    «استعلم مجانًا».. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024 علمي وأدبي فور إعلانها رسميًا (رابط متاح)    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    إيمان كريم تلتقي محافظ الإسكندرية وتؤكد على التعاون بما يخدم قضايا ذوي الإعاقة    كيفية تحفيز طفلك وتشجيعه للتركيز على الدراسة    السفر والسياحة يساعدان في إبطاء عملية الشيخوخة    أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد وتخلصه من السموم    الفنانة فاطمة عادل: دورى فى "الارتيست" صغير والنص جميل وكله مشاعر    بوروسيا دورتموند يعود لألمانيا بفوز عريض على كلوب بروج    حقيقة عودة إضافة مادة الجيولوجيا لمجموع الثانوية العامة 2025    «طعنها وسلم نفسة».. تفاصيل إصابة سيدة ب21 طعنة علي يد نجل زوجها بالإسماعيلية    صلاح التيجاني: والد خديجة يستغلها لتصفية حسابات بعد فشله في رد زوجته    عقب تدشينها رسميًا.. محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة «بداية جديدة»    بخطأ ساذج.. باريس سان جيرمان يفوز على جيرونا في دوري أبطال أوروبا    قمة نهائي 2023 تنتهي بالتعادل بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان    نشاطك سيعود تدريجياً.. برج القوس اليوم 19 سبتمبر 2024    صحة مطروح تقدم 20 ألف خدمة في أولى أيام المبادرة الرئاسية «بداية جديدة».. صور    حدث بالفن| مفاجأة صلاح التيجاني عن النجوم وحقيقة خضوع نجمة لعملية وتعليق نجم على سقوطه بالمنزل    عاجل - قرار تاريخي:الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة إلى 5.00% لأول مرة منذ سنوات    من الأشراف.. ما هو نسب صلاح الدين التيجاني؟    محافظ القليوبية يكرم المتفوقين في الشهادات العامة بشبرا الخيمة    أسماء جلال جريئة ومريم الخشت برفقة خطيبها..لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    خسوف القمر 2024..بين الظاهرة العلمية والتعاليم الدينية وكل ما تحتاج معرفته عن الصلاة والدعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفن .. صراع دائم بين السياسة والدين
نشر في الأهالي يوم 02 - 11 - 2021


الإساءة لسمعة مصر وخدش القيم .. أبرز وسائل الرقابة
منع فيلم "لاشين" عام 1938 لأنه يمس الذات الملكية
جمال عبد الناصر قال أحنا مش عصابة.. فتم عرض فيلم شيء من الخوف
رئيس مجلس الشعب يحضر إلي الرقابة لمشاهدة فيلم ميرامار
الأزهر اعترض على تجسيد الأنبياء.. وبحب السينما أحدث ضجة بين المسيحيين.. وحاخام اليهود اعترض على شمشون ولبلب
*أشرف بيدس
أعاد فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري إلي الذاكرة الأعمال السينمائية التي أثارت جدلا عند عرضها, فمنذ صدور أول قانون للرقابة في مصر عام 1881, وتعديله في عام 1904, بإضافة الأفلام السينمائية إليه, أي قبل ثمان سنوات من بدء العروض السينمائية في1896, وفي 1914 صدرت لائحة الرقابة علي الأفلام, وحتي يومنا هذا تعرضت أعمال كثيرة لمقص الرقيب وتدخلات السلطات الحكومية.
«الأهالي» تفتح ملفا لهذه الأعمال, للتذكير بها, فالسجال بين الرقابة والسينما بدأ منذ وقت مبكر وتحديدا عام1926 عند تردد عن الشروع في تصوير فيلم يجسد شخصية سيدنا محمد (صلي الله عليه وسلم), ورشح له يوسف وهبي الذي تراجع بناء علي فتوي من الأزهر.
وفي عام 1929 طلب المخرج محمد كريم تصوير لقطات لقوات الجيش في فيلم "زينب", لكن طلبه قوبل بالرفض, وقد كررها مرة أخري عند اخراج النسخة الناطقة عام 1951, وتكرر أيضا الرفض, كذلك منع عرض فيلم "مأساة الحياة" في 1929 للمخرج وداد عرفي لأنه يسيء إلي صورة المرأة, ونفس الأمر لحدث لذات المخرج عام 1932 حيث اعترضت وزارة الخارجية الفرنسية علي اظهار فرنسية تعمل راقصة في كباريه, ووصفته بأنه تحريض علي كراهية المصريين للمرأة الأوربية, وتكونت لجنة لمشاهدة الفيلم واجازته, وفي عام 1937 عرض فيلم "ليلي بنت الصحراء" الذي يناقش الصراع بين العرب والفرس, لكن الحكومة اوقفته بسبب زواج ولي عهد ايران من الأميرة فوزية, وتم تعويض المنتجة والبطلة بهيجة حافظ بدفع 3403 جنيهات مصرىة, لكن بعد 7 سنوات تم عرض الفيلم وتغيير عنوانه إلي "ليلي البدوية.
فيلم لاشين
أثار فيلم "لاشين" 1938 للمخرج فريتز كرامب جدلا كبيرا, عند عرضه وأوقف الفيلم بأمر مباشر من السرايا الملكية، «لقد منعت الرقابة في وزارة الداخلية عرض فيلم "لاشين" في يوم عرضه لأن به مساسا بالذات الملكية.. وكان الفيلم يربط في شجاعة بين الفساد السياسي والخيانة والانهيار الاقتصادي، وينتهي بتحقيق ارادة الجماهير في تولي كرسي البلاد قائد محبوب من الشعب وقتل السلطان.. واضطر استوديو مصر إلي تصوير نهاية جديدة ينتصر فيها السلطان العادل وينعم بحب شعبه بعد سحق المؤامرة! وقد أعيد عرض الفيلم بالنهاية السعيدة في 14نوفمبر1938» بحسب الناقد علي أبو شادي.
من فات قديمه
وفي عام1943 تناول فيلم "من فات قديمه" للمخرج فريد الجندي الصراع الحزبي مهاجما مصطفي النحاس وزوجته زينب الوكيل, فتم حذف 480 من مشاهد الفيلم ففقد معناه, وعند عرضه فشل فشلا ذريعا.
الرقابة والسينما
لم يخمد الصراع بين الرقابة والسينما منذ نشأتها وحتي يومنا هذا, وتعرضت أعمال كثيرة للجدل وأثيرت حولها المشاكل منها "العزيمة" 1939 لكمال سليم الذي ناقش مشكلة البطالة, و"السوق السوداء"1945 لكامل التلمساني الذي كشف عن جشع التجار, وقد تم تأجيل عرضه عامين, وكذلك فيلم "العامل" 1943 للمخرج احمد كامل مرسي, الذي صور اضرابات العمال للحصول علي حقوقهم, واستمرت المعركة دائرة ففي عام 1952 منع عرض كل من فيلم "مسمار جحا" للمخرج ابراهيم عمارة, و"مصطفي كامل" للمخرج احمد بدرخان, ثم اجيز عرضهما بعد ذلك.
اعترضت الرقابة علي اسم فيلم "عنتر ولبلب" 1952 الذي كان يحمل اسم "شمشون ولبلب", وذكر الكاتب صلاح عيسي إنه قرأ أن تغيير اسم الفيلم حدث بسبب اعتراض حاخام اليهود وقتها, حاييم ناحوم افندي علي استخدام أسم احد أنبياء بني إسرائيل علي الشخصية الشريرة بالفيلم. كما رفضت التصريح بتصدير فيلم "حميدو" 1953 لقيامه بعرض حرفية تهريب المخدرات.
فيلم الله معنا
يعتبر فيلم "الله معنا" 1955 من أوائل الأعمال التي عبرت عن ثورة 23 يوليو, للمخرج أحمد بدرخان وقام بتأليفه احسان عبد القدوس, وبطولة : عماد حمدي وفاتن حمامة وماجدة ومحمود المليجي وحسين رياض, وكان من بين الممثلين الذين اشتركوا بالعمل زكي طليمات الذي كان يؤدي دور "محمد نجيب", وبناء علي أوامر رجال الثورة تم حذف الدور.
وكان الفيلم ممنوعا من العرض حتى صرح بعرضه الرئيس جمال عبدالناصر عام 1955. كما تم تغيير اسم فيلم "بنت البلد" 1955 إلي "اسماعيل يس في باريس", وعندما ارسل فيلم "شباب امرأة"1956 للمخرج صلاح أبو سيف إلي مهرجان كان, اعترضت الرقابة بحجة أنه يسيء لسمعة مصر, ووصل الأمر لرئاسة الجمهورية فأمرت بتشكيل لجنة, وتمت اجازته".
اعترضت الرقابة علي فيلم "القاهرة 30" عام 1966 للمخرج صلاح ابو سيف, فعندما قدم ملخص عن الفيلم للرقابة كانت ترفضه, وفي كل مرة يقوم بالتعديل تقوم الرقابة برفضه, وعندما تولي عبدالرحيم سرور إدارة الرقابة سأل صلاح أبوسيف عن سبب الرفض فأخبره بسبب وجود علاقة بين وزير وزوجة موظف في مكتبه, فوافق علي السماح للفيلم, وكذلك تم تغيير اسمه الذي كان يحمل اسم "القاهرة الجديدة" وهو الاسم الأصلي للرواية, وجاء اعتراض الرقابة علي الاسم حتي لا ينسب للفترة التي انتج بها الفيلم في الستينيات.
قصر الشوق
ومنع من التصدير فيلم "قصر الشوق" 1967 للمخرج حسن الامام بسبب هبوط مستواه الفني, كما تعرض فيلم " المتمردون" 1969 للمخرج توفيق صالح لحذف مشاهد من الفيلم وتعديل واختصار مشاهد أخري, بل وإضافة نهاية جديدة, رغم أن الفيلم من إنتاج الحكومة, حيث منعت الرقابة الفيلم وأجمعت لجنة المهرجانات في ذلك الوقت علي منعه أيضا, رغم ان المخرج كان عضوا بها, وقالت إنه "دون المستوي الفني", وبعد مشاهدة الوزير للفيلم طلب من المخرج اجراء بعض التغييرات وخاصة في نهاية الفيلم, ورغم ذلك لم يسمح بعرض الفيلم إلا في عام 1968. وكتب علي أبو شادي: أثار الفيلم لغطا شديدا وتفسيرات عديدة لرؤية مخرجه للواقع الراهن (منتصف الستينيات) ورأي فيه البعض تحريضا بالقيادة السياسية الثورية التي اختارها الشعب عن قناعة كاملة, ورأي فيه آخرون, تحريضا لقوي الشعب علي الثورة ضد الادارة الجاهلة المتعسفة, ودعوة لتنظيم الصفوف في مواجهتها, وينهي المخرج الفيلم بنهاية مفتعلة, أملتها عليه ضرورات رقابية.
شيء من الخوف
أثار فيلم "شيء من الخوف"1969 جدلا قبل عرضه نتيجة تقرير افاد بأن الفيلم تحمل فكرته اسقاط عن جمال عبد الناصر من خلال دور "عتريس" الذي يرمز لشخصيته, وصرح نجيب محفوط الذي كان يتولي منصب المستشار الثقافي للاتحاد الاشتراكي إن ما حدث هو أن أحد كتب تقريرا عن أن الفيلم معادٍ للزعيم جمال عبدالناصر، فقام بتحويل الشكوى للمستشار السياسي للرئيس، وبدوره أحضر ثروت أباظة، وقال له إنت تقدم رواية ضد عبدالناصر، فنفى ذلك الأمر جملة وتفصيلا، وشدد على أن ما يقصده بعتريس هو الاستعمار وأعوان الاستعمار، ووقع ثروت أباظة بخط يده على هذا الإقرار, وتم عرض الفيلم.
وعن هذه الواقعة يقول كمال حسين مخرج الفيلم: عندما تصديت لقصة ثروت اباظة "شيء من الخوف" كان يشغلني في المقام الأول أن يكون الفيلم ملحميا, وعندما أصبح الفيلم جاهزا للعرض أطلق أعداء النجاح إشاعة مؤداها أننا نقصد بشخصية عتريس الرئيس جمال عبدالناصر.. حدثت أزمة وكان الفيلم جاهزا للعرض وكانت أفيشاته تملأ الشوارع وشاهد جمال عبدالناصر الفيلم وشاهده مرة أخرى مع أنور السادات وبعد المشاهدة الثانية اقتنع جمال عبد الناصر أنه لا يمكن أن يكون المقصود بشخصية عتريس، وسمح بعرض الفيلم، وقال عبارته متسائلا "هو احنا عصابة؟".. وبعد الاجازة بطرح الفيلم عرض في سينما.
ميرامار
لقي فيلم "ميرامار" 1969 معارضة من الرقابة بعد مشاهدته حسب ما اوردته الرقيبة اعتدال ممتاز في مذكراتها, بأنها أرسلت رسالة إلي رئيس الجمهورية تشرح له الأمر, حيث كانت تخشي علي الرقابة من التدخلات من قبل الاخرين.. وأفادت الرئاسة بأن أنور السادات رئيس مجلس الشعب سيحضر إلي الرقابة لمشاهدة الفيلم في 29-9-1969, وحضر معه العرض د. حكمت أبو زيد- عبد المنعم الصاوي- حسن عبد المنعم- محمد الدسوقي- جمال الليثي- كمال الشيخ.. وبعد مشاهدة الفيلم أبدي السادات اعتراضه علي جملة واحدة فقط يقولها بائع الجرائد الذي جسده عبد المنعم ابراهيم لزهرة وهي "الستات حيوانات", وتمت الموافقة علي الفيلم وأجيز عرضه بدور السينما.
شقة مفروشة
وفي السبعينيات لاقت بعض الأفلام اعتراضا من الرقابة وأثير حولها جدلا في الصحافة الفنية, فقامت بمنع فيلم "شقة مفروشة" 1970 للمخرج حسن الامام من التصدير بسبب هبوط مستواه الفني, واشترطت الرقابة أن تضع لافتة للكبار فقط علي فيلم "السراب" 1970 للمخرج أنور الشناوي, ومنع عرض فيلم "امرأة ورجل" 1971 للمخرج حسام الدين مصطفي, لمخالفته السيناريو للشريط السينمائي, واحتوائه علي مشاهد جنسية, وبعد الحذف تم عرضه, أما فيلم "ثم تشرق الشمس" 1971 للمخرج أحمد ضياء الدين, لقي اعتراضات بسبب المشاهد الجنسية المقحمة وعدم التزامه بالسيناريو المرخص, ثم عرض تحت لافتة للكبار فقط.
العصفور
لم يخف فيلم "العصفور"1972 للمخرج يوسف شاهين فكرته الرئيسية التي تقول إن هزيمة 1967 سببها الرئيسي هو الفساد الداخلي للمجتمع, لذلك ظل الفيلم ممنوعا من العرض عامين كاملين, وكتب سمير فريد في كتاب تاريخ الرقابة علي السينما المصرية: في أوائل سبتمبر عام 1973, وقبل شهر واحد من الحرب عرض فيلم "العصفور" في مهرجان بيت مري في لبنان, وأثار مناقشات واسعة في المهرجان وفي الصحافة اللبنانية, وأصدر الحاضرون في المهرجان بيانا يطالب بعرض الفيلم جاء فيه "بعد مشاهدة فيلم العصفور للمخرج يوسف شاهين وعبروا عن قلقهم من خبر منع عرض الفيلم في مصر, ونتوجه إلي السلطات المصرية بهذا النداء للرجوع عن قرار المنع, كما نتوجه إلي كل الهيئات المعنية في البلدان العربية لإتاحة أفضل الفرص لعرض هذا الفيلم في هذه المرحلة التي يحتاج فيها العرب أشد الاحتياج إلي حرية التعبير ومواجهة واقعهم بجرأة وصراحة حتي يتيسر لهم التطلع إلي المستقبل بثقة وجرأة".
الناس والنيل
اعترضت الرقابة علي فيلم "الناس والنيل" 1972 ليوسف شاهين, لأنه يسيء لمصر ويظهر تفوق الجانب الروسي علي الجانب المصري, ثم تم السماح بعرضه بعد ذلك, كذلك منع من التصدير أفلام "لعبة كل يوم" 1972 للمخرج خليل شوقي, بسبب هبوط مستواه الفني, كما اعترضت الرقابة علي فيلم "زائر الفجر" 1972 للمخرج ممدوح شكري, وحددت نقاط تعديلية في الفيلم بغرض اجازته, وقامت الرقابة بتحديد المشاهد المعترض عليها وتم حذفها.
حمام الملاطيلي والمذنبون
يعد فيلم "حمام الملاطيلي" 1973 للمخرج صلاح أبو سيف, من أكثر الافلام التي لقيت اعتراضات من قبل الرقابة, وتقرر تشكيل لجنة من مجلس الشعب لمشاهدة الفيلم, وعندما صرحت بعرضه هاجمه النقاد بقسوة, وأثني عليه البعض.
تسبب عرض فيلم "المذنبون" 1976 للمخرج سعيد مرزوق في اقالة الرقيبة اعتدال ممتاز الذي وافقت على عرضه, واحالتها ومساعديها إلى لجنة تأديب وتم مجازاتهم على الرغم من أن الرقيبة كانت قد تركت منصبها، خلال الفترة بين تصريحها بالفيلم ووقت عرضه، لبلوغها سن التقاعد، وانتهت الأزمة التي أثارها الفيلم بإقالة جمال العطيفي وزير الثقافة آنذاك. وبعد تلك الواقعة صار الرقباء أكثر تشددا في التصريح للأعمال الفنية عملا بالأحوط. وكان لهذا الاجراء تأثير مباشر علي الفيلم فلم يكن مسموحا في السبعينيات بعرضه, وبعد عامين من قرار وقف عرض الفيلم، تكونت لجنة فنية رقابية برئاسة سعد الدين وهبة لإجازة عرض الفيلم من عدمه, عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحصل على احتفاء النقاد.
سينما الثمانينيات
شهدت الثمانينيات معارك ضارية وجدلا كبيرا عند عرضها, وكان أكثرها سخونة هما فيلمي "درب الهوي" 1983 للمخرج حسام الدين مصطفي, وفيلم "خمسة باب" للمخرج نادر جلال, حيث أصدر وزير الثقافة عبد الحميد رضوان قرارا بوقف عرض الفيلمين لاستياء جمهور المشاهدين لهما, لما انطويا عليه من تشويه لتاريخ مصر واساءة لسمعتها في الداخل والخارج, وما قد يؤدي اليه ذلك من انهيار للحياء الخلقي للمواطنين والمساس بمشاعرهم, وبعد عامين تمت الاجازة بعرض الفيلمين. وفي عام 1987 قدم سعد عرفة فيلم "الملائكة لا تسكن الارض", وخاف اصحاب دور العرض من عرضه.
تعرض فيلم "الافوكاتو" 1984 للمخرج رأفت الميهي لهجوم من جانب المحامين ونقابتهم للصورة التي قدم بها بطل الفيلم الذي يعمل بالمحاماة، حتى أصدر قاضي محكمة بولاق الابتدائية حكما بمنع عرض الفيلم، ولم ترض وزارة الداخلية عن الصورة التي ظهر بها أحد السجون بهذا التسيب والفساد، لكن الفيلم نجا من كل هذا ونجح في عرضه على الجماهير.
وتعرض فيلم "البرئ" 1985 للمخرج عاطف الطيب لمنع عرضه, وهو الأمر الذي لم يتح عرض الفيلم علي محطة فضائية أو تليفزيونية في الثمانينيات والتسعينيات, وكان وحيد حامد قد كتب سيناريو الفيلم علي خلفية أحداث 17 و18 يناير 1977 والتي جاءت نتيجة ارتفاع أسعار بعض السلع التموينية, وفي 2005 وافق فاروق حسني وزير الثقافة علي عرض النسخة الكاملة من دون حذف للمرة الأولى على شاشة السينما، بعد 19 عاماً من إنتاجه.
وكان الفيلم قد واجه اعتراضات رقابية، وشاهده وزراء الداخلية والدفاع والثقافة في عام 1986, وطالبوا بحذف عدد من مشاهده وتغيير نهايته, بحجة أن الزمن لا يتناسب مع عرضه.
القبض على صناع فيلم
وفي عام 1986 تم القبض على صناع فيلم "للحب قصة أخيرة" المخرج رأفت الميهى والفنانين يحيى الفخرانى ومعالى زايد والمنتج حسين القلا، وتحويلهم إلى نيابة الآداب وإتهامهم بإرتكاب فعل علنى فاضح، بسبب أحد المشاهد الجريئة فى الفيلم، والذى سبق أن صرحت الرقابة بعرضه، وتفجر الموقف وإنعقد مؤتمر عام للمثقفين، للدفاع عن حرية التعبير، وأفرج عن الجميع بكفالة، وتم تجميد الدعوى. وفي عام 1987 اعترضت الرقابة علي فيلم "العصابة" للمخرج هشام ابو النصر بدعوي أنه يتعارض مع السياسة العليا للدولة.
ناجي العلي
في عام 1991 منعت الرقابة عرض "نصيب الاسد" للمخرج صلاح سري بسبب المشاهد الجنسية. كما تعرض فيلم "ناجي العلي"1992 للمخرج عاطف الطيب, لهجوم شرس من قبل جريدة الاخبار تزعمها ابراهيم سعدة, واعتبرت أن رسومات ناجي العلي تسيئ إلي مصر ورئيسها, ونال نور الشريف نصيبا كبيرا من الهجوم, وتم منع عرض الفيلم في مصر في ظل تجاهل اعلامي غير مسبوق, لكن الفيلم قوبل بالترحيب من قبل الجامعات المصرية والجهات الاخرى, وعقدت كثير من الندوات للاحتفاء بالفيلم وأبطاله.
الأزهر والسينما
أما فيلم "المهاجر" 1994 للمخرج يوسف شاهين, فقد رفض الازهر الموافقة علي سيناريو الفيلم "يوسف وإخوته" بدعوى تحريم تجسيد الأنبياء على الشاشة أو القيام بتشخيصهم، وطالب بتعديل السيناريو، فتم إعادة كتابة السيناريو ليتحول إلى فيلم "المهاجر". حاول "شاهين" البعد عن شخصية النبي "يوسف الصديق" بعد لقائه بعدد من رجال الأزهر، ناقش معهم موضوع الفيلم، وحاول تفنيد آرائهم وبعدها قدم الفيلم مرة أخرى، ووافق الأزهر على تصويره، وعند عرض الفيلم تقدم محام برفع دعوي لمصادرة الفيلم وايقاف عرضه, وحصل بالفعل على حكم من قاضي الأمور المستعجلة ، لكن محكمة الإستئناف ألغت قرار وقف العرض ورفضت الدعوى. واعترضت الرقابة علي اسم "ولا في النية ابقي فليبينية" 1999 للمخرج كريم ضياء الدين فتم حذف كلمة "فليبينية" بعد اعتراض السفارة في القاهرة.
الغول.. واغتيال السادات
ايضا تعرض فيلم "الغول" 1983للمخرج سمير سيف للمنع, وكان بسبب وجود تشابه بين اغتيال الشخصية الرئيسية في الفيلم واغتيال السادات, لكن تم عرض الفيلم بعد ذلك. وفي وقت لاحق تعرضت بعض الأفلام لاعتراضات الرقابة, والمجال لا يسمح بذكرها جميعا (حدوتة مصرية – اسكندرية كمان وكمان, قطة علي نار, الكرنك, زوجتي والكلب, أهل القمة, الجبان والحب, جريمة في الحي الغربي, شوارع من نار" وعشرات الافلام الاخري. أما الفيلم القصير "لي لي" 2004 للمخرج مروان حامد، أحمد علاء الديب, فقد منعه من العرض لتعرضه لكثير من الإنتقادات، حيث تناول فكرة الشهوة وتغلبها على البعض؛ ما اُعتبر إهانة للإسلام والمسلمين.
وفيلم "دنيا" للمخرجة جوسلين صعب 2006, الذي ارجأ عرضه بسبب تعرضه للختان, و"عمارة يعقوبيان" 2006 للمخرج مروان حامد, لاحتوائه علي مشاهد شذوذ, وأما "حلاوة روح" 2014 للمخرج سامح عبد العزيز, فقد أصدر رئيس الوزراء المصري، بوقف عرض الفيلم لأنه يحوي مشاهد خادشة للحياء لا تتناسب مع قيم وآداب المجتمع المصري, وجاء حكم محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر، بوقف تنفيذ قرار مجلس الوزراء الصادر بوقف عرض فيلم "حلاوة روح" وإعادته إلى دور العرض.
بحب السينما
في الالفينات اعترضت الرقابة علي اسم فيلم "الناظر صلاح الدين" 2000 للمخرج شريف عرفة, وفي 2003 تم حذف مشهد ساخن من فيلم "سهر الليالي" لهاني خليفة, وأصبح "الناظر", وحينما عرض فيلم "بحب السيما" 2004 للمخرج اسامة فوزي أحدث دوياً غير مسبوق في الأوساط القبطية، ووُجهت عديد من الاتهامات للمخرج وللمؤلف، وشمل الاتهام ايضا «محمود حميدة، وليلى علوي، والطفل يوسف عثمان»، ولعل أقسى هذه التُهم هي تهمة «المس بالذات الإلهية، وازدراء الأديان، والتطاول على قدسية الكنيسة، والحض على كراهيتها، وضرب الوحدة الوطنية في مقتل، وذهب البعض في إلي أن الفيلم مؤامرة صهيونية» اضافة لذلك المظاهرات التي حدثت في بعض الكنائس والتجمعات القبطية، وحرب الرسائل الإليكترونية التي وُجهت إلى أقباط مصر للحد من مشاهدتهم لهذا الفيلم.
وفي 2005 تم تغيير اسم فيلم "منتهي اللذة" للمخرجة منال الصيفي إلي "الحياة منتهي اللذة", وفي 2006 اعترضت الرقابة علي اسم فيلم"ظاظا رئيس جمهورية" إلي "ظاظا". وفي عام 2008 أقام محام دعوتين قضائيتين احداهما امام محكمة القضاء الادارة والثانية أمام محكمة الامور المستعجلة بالقاهرة ضد كل من الفنان عادل امام والفنان محمد عادل امام والفنان رامي عادل امام والفنان عمر الشريف والهيئة العامة للرقابة علي المصنفات الفنية ووزير الاعلام ونقيب المهن التمثيلية ونقيب المهن السينمائية, وطالب بوقف عرض الفيلم وسحب نسخ الفيلم نهائيا من السوق, بحجة أن الفيلم يتناول قضية تؤجج الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.
الدين والفن
في 2009 قام مجموعة من المحامين بتوجيه انذار لكل من رئيس الوزراء ووزير الثقافة وشيخ الأزهر ونقيب المهن التمثيلية والفنانة الهام شاهين والفنان أحمد الفيشاوي والمخرجة كاملة أبو ذكري, لمطالبتهم بوقف تصوير فيلم (واحد صفر) ومنع التصريح بعرضه وسحبه من دور العرض لأنه يمس العقيدة المسيحية. وفي نفس العام تم حذف مشاهد من فيلم "بدون رقابة" للمخرج هاني فوزي, وفي 2011 تم تغيير اسم فيلم "الحقنا يا ريس" وأصبح "صرخة نملة للمخرج سامح عبد العزيز, وفي 2013 اعترضت الرقابة علي اسم فيلم "اسلام حنا" للمخرج عمرو سلامة واصبح "لامواخذة", وكذلك طالبت بحذف عدة مشاهد من فيلم "اسرار عائلية" للمخرج هاني فوزي, وفي 2014 رأت الرقابة بأن فيلم "بنت من دار السلام" يحتوي علي مشاهد مخلة, وفي 2015 تم تغيير اسم فيلم "عيال سيس" للمخرج أحمد نادر جلال إلي "الجيل الرابع", وفي 2016 حذف كلمة "البس" من فيلم "البس عشان خارجين" للمخرج خالد الحلفاوي ليصبح "عشان خارجين، كما اتخذ قرارا من الرقابة بمنع عرض فيلم "كرما" 2016 للمخرج خالد يوسف, وكذلك فيلم "حرام الجسد" للمخرج خالد الخجر, ولكن تم التراجع عن القرار وعرض الفيلمين, وفيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب, وفيلم المشخصاتي2″ للمخرج محمد ابو سيف, وفيلم "اللي اختشوا ماتوا" للمخرج اسماعيل فاروق, وفي 2017 تم الاعتراض علي اسم فيلم "بلاش تبوسني", وطالبت باجراء تعديلات, واعترضت ايضا علي اسم فيلم "الشيخ جاكسون", وكذلك فيلم «جواب اعتقال»2017 للمخرج محمد سامي, و"مولانا" للمخرج مجدي احمد علي, وفي 2018 لقي فيلم "الضيف" للمخرج هادي الباجوري بعض المشاهد الرقابية لجرأة موضوعه.
ما تم ذكره غيض من فيض, والامثلة كثيرة والمعارك متعددة, فلم يستطع السينمائيون الخروج من دائرة الاغلال التي تحيط بهم, تلك الدائرة المحمية بالقوانين واللوائح والتعليمات, والتي أحيانا تكون مطاطية, تطبق في حالة, ويتم اغفالها عمدا في حالات كثيرة, وظل السينمائيون يرضخون مرة ويراوغون مرات كثيرة للتعبير عن أفكارهم دون وصاية أو ملاحقة.. وظلت الرقابة متهمة بخنق الابداع.
.. ولازال الجدل علي صفحات الجرائد والمجلات يشتد حول فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري, بينما يشتد بقوة علي مواقع التواصل الاجتماعي وتتوالي الاتهامات هنا وهناك, وتتوالي الآراء المؤيدة والمعارضة والتي احتوت في كثير منها علي تصفية الحسابات, والقصاص من مهرجان الجونة ذاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.