قلب الطفل صفحة بيضاء لا يوجد فيها أي شائبة, والآباء والأمهات هم الذين يجعلون قلوب أطفالهم تتزين بالملكات الفاضلة والأخلاق الحميدة .فالطفل الذي يسمع عن الله تعالى في بيته على الدوام على لسان والديه، يبدأ بمجرد النطق في السؤال عن الله ، وعن خلق الكون ، وعن خلقه وخلق أبويه ومن يحيط به . هذه الأسئلة تدل على وجود مناخ صحي تعيش فيه الأسرة. ولكي ينجح الأب والأم في خلق هذا المناخ ، تنصح د. سميحة غريب ، مستشار الأسرة بموقع لها، كل أب وأم باستثمار رمضان بأجوائه الإيمانية في غرس الإيمان بالله تعالى في نفس الطفل في مهده.. 1- فعندما يسأل الطفل السؤال الشائع " أين الله؟ أريد أن أراه؟ " يكون الرد أن الله في السماء، ورؤيته نعمة عظيمة وجائزة لا يستحقها إلا المؤمنون الصالحون ، وهم من سيمكنهم الله تعالى من رؤيته عندما يدخلون الجنة . 2- التحدث معه عن صفات الرحمة والمغفرة في الله سبحانه وتعالى حتى يحب الطفل الله، والابتعاد تماما عن ذكر صفات الشدة مثل الجبار، أو أن الله عنده نار يعذب بها العصاة، لأن الطفل لا يميل إلي تلك الصفات. 3- الحرص على تعريفه بأسماء الله الحسنى، فمثلاً عند التحدث عن الخالق يقال له إنَّ الله هو الذي خلق الأب والأم للطفل لرعايته، وهو الرازق الذي رزقه الطعام ليأكل، وهو الوهاب الذي يهب الأب المال، وهو الذي وهبه المنزل والسيارة والملابس والألعاب. 4- اتباع طريقة يسيرة تشرح له أنَّ قدرة الإنسان تتحقق بالوسائل والإمكانات والظروف. ولكنّ الأمر يختلف بالنسبة لقدرة الله عز وجل، فهو عزيز بذاته وجليل بجبروته. 5- تدريبه على التفكر في خلق الله من سموات وأرض وجبال وبحار و أشجار؛ حتى يعلم الطفل قدرة الله وعظمته. 6- اصطحابه في نزهة ليرى الأشجار والطيور، فاللعب وسط الخضرة يدخل البهجة في نفس الطفل، ثم اجراء حوار معه : أرأيت كيف خلق الله هذه الشجرة من بذرة صغيرة، وكيف أنزل الله لها الماء لكي تنبت وتكبر وتصير شجرة نأكل ثمرها ونستمتع بجمالها؟ 7- من المهم جدا استغلال الخيال الكبير الذي يعيشه الطفل في تعميق العقيدة في نفسه، فبدلاً من إرضاء الخيال النامي عنده بقصص خرافية وأساطير وهمية، يجب استغلال هذا في قضية الإيمان بالغيب. فنتحدث معه عن الملائكة وأنهم أجسام لطيفة نورانية، وأنهم خلق من خلق الله، لهم وظائف حددّها لهم الله وعددهم كثير جداً لا يعلمه إلا الله تعالى. وهم لا يأكلون ولا يشربون و أنَّ من أخلاقهم الحياء، وهم من أعظم جنود الله تعالى. 8- تعريفه بالجنة عند الحديث عن يوم القيامة، والتأكيد أنه سيحصل عليها إنْ أصبح خَلوقاً ملتزماً بالآداب الإسلامية، ويُحرم منها إنْ لم يلتزم، ويؤجل التركيز على النار والعذاب إلى مرحلة متقدمة من عمره. 9- تعليمه أحكام الحلال والحرام وربط ذلك بأحكام الدين والشريعة، ووضع برنامجاً يوضح له الحلال والحرام في كل قضية من القضايا التي تعرض له، ليستشعر أنه محاط بشريعة وأحكام تنظم كل شئون حياته، ويكون المدح أو التأنيب منصبا على العمل لكي يزرع في قلبه حب الأعمال الصالحة وبغض الأعمال غير الصالحة. 10- العمل على تقوية الضمير في نفس الطفل في هذه المرحلة حتى يكون صماما له في المستقبل فيزرع في قلبه الخوف من ارتكاب العمل غير الصالح، بدلا من الخوف من العقوبة. 11- الحرص على غرس حب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في نفسه، وأن يدعو إلي الخير أقرانه فإن يراهم على منكر نصحهم، فإن استجابوا وإلا فليفارقهم، وما أجمل الطفل حين يقدم على هذه الشعيرة بشجاعة فينشأ على الغيرة على حرمات الله. وهكذا وبعد فترة من المران والتكرار على كل هذه الأمور نكون قد نجحنا بكل تأكيد في خلق حاسة خاصة عند الطفل يستطيع بمقتضاها التعرف علي حكم الله في كل قضية أو أمر يقوم به، فيسأل عن الحكم في كل ما يراه ويسمعه، وهذا الإحساس يكون حجر الزاوية الأساسي في استقامته في المستقبل والتزامه بأوامر الله والبعد عن نواهيه ، ويكون سلوكه نابعا من إيمان قوى وعقيدة سليمة استطاعت الأسرة غرسها في قلبه بنجاح.