لا أظن أن الرئيس التركي أردوغان ذهب إلي الخليج العربي هذه المرة وهو يحمل حلاً لأزمة النظام القطري، أو يطمع في وساطة مع الدول العربية التي فرضت »المقاطعة» علي نظام »تميم» حتي ينفذ ما هو مطلوب منه ويكتب كلمة النهاية لسلوكه التآمري ودعمه للارهاب علي مدي عشرين عاماً ويزيد!! السلطان البائس الذي تهاوت أحلامه في إحياء الخلافة العثمانية التي فرضت التخلف علي العرب والمسلمين لمئات السنين، أعلن منذ اليوم الأول لقرار »المقاطعة» انحيازه الكامل للنظام القطري، كما أعلن من قبل دعمه لعصابة »الاخوان» ورفضه لارادة الشعب المصري الذي اسقط الحكم الاخواني الفاشي في 30 يونيو، فكانت بداية النهاية لمخططات الهيمنة علي كل الارض العربية وتدمير دولها الاساسية واخضاعها لحكم المتاجرين بالدين، وبيعها بالقطعة لتكون إمارات لجماعات ارهابية، أو أجزاء من خلافة لا تختلف في النهاية بين أن تكون في يد الدواعش أو في قبضة أردوغان!! يذهب السلطان البائس إلي الخليج العربي وهو يدرك أن قوفه مع النظام القطري وجماعة الإخوان لا يمكن أن يكون طريقاً لانقاذ »الاطراف الثلاثة» من ورطتها. وأن إرساله لعساكر أتراك لحماية النظام القطري من شعبه لن يكون إلا عبئاً جديدا علي نظام الحكم التركي وهو يغرق في أزماته، ويفقد كل أصدقائه ، ولا يجد حلا إلا تحويل تركيا إلي أكبر بلد في العالم تنتهك فيه حقوق الانسان. يذهب السلطان البائس إلي الخليج العربي ليبحث أساساً عن وسيلة لانقاذ نظامه من تداعيات سياساته الحمقاء وتحالفاته الكارثية وولائه الإخواني »!!». يدرك أردوغان أن حليفه القطري لا يمكن أن يعوض خسائره الفادحة من عدائه المستمر مع أكبر دولة عربية ودعمه لإرهاب الاخوان وهو ما لا يغفره له شعب مصر، وأن هذا التحالف مع قطر والاخوان لن يعوضه عن أسواق السعودية وباقي دول الخليج المستوعبة لصادرات تركية كبيرة، ولن يعوضه أيضا عن استثماراتها المالية الهائلة في تركيا والتي لا يمكن ان تكون داعمة له لكي يقف مع حكام قطر وإرهاب الإخوان!! يذهب أردوغان إلي الخليج العربي هذه المرة فيما يبدو بحثا عن حل لأزمته بأكثر مما يبحث عن حل لأزمة حليفه القطري!! هو يعرف أكثر من غيره أن لا حل لأزمة قطر إلا بتراجع حكامها النهائي عن دعم الارهاب والتوقف عن التآمر علي الدول العربية. وهو يعرف أكثر من غيره أن بضعة آلاف من جنوده المرتزقة لن يغير وجودهم في قطر من الامر شيئاً. وهو يعرف أكثر من غيره ان تركيا نفسها لن تستطيع تحمل الثمن الباهظ لسياساته الخرقاء. وأن نتيجة دعمه لحكام قطر لن تختلف عن نتيجة دعمه لفاشية الاخوان.. السقوط العظيم ولا شيء غير ذلك!!