اليوم تشهد القاهرة اللقاء الحاسم بين وزراء خارجية الدول العربية الأربع التي فرضت المقاطعة علي دولة قطر.. يلتقي وزراء خارجية مصر والإمارات والسعودية والبحرين بعد أن تكون الدول الأربع قد تلقت من الوسيط الكويتي رد قطرعلي ما تقدمت به هذه الدول من مطالب مشروعة اشترطت استجابة النظام القطري لها لكي ترفع المقاطعة. وحسناً فعلت الدول الأربع حين إستجابت لما طلبه حاكم الكويت سمو الشيخ صباح من إعطاء قطر مهلة إضافية ليومين بعد انقضاء المهلة الأولي. فالدول الأربع لم تضع الشروط لكي ترفض كما يدعي النظام القطري -وهي لم تلجأ للمقاطعة إلا بعد سنوات من المعاناة مع نظام أخذ من جماعة الإخوان التي يتحالف معها أسوأ ماجاءت به من احتقار للوطن، وإنكار للعروبة واستعداد للتعاون مع الشطيان من أجل تحقيق أهداف رخيصة، والتعامل بأكثر من وجه، والخداع المستمر الذي ينتقل في النهاية من خداع الآخرين إلي خداع النفس.. فيكون السقوط كاملا حتي وإن سادت حالة من الإنكار للواقع المرير!! لم تكن مطالب الدول العربية الأربع من قطر افتعالا لأزمة، ولا محاولة للمساس بسيادة دولة شقيقة.. إنما كانت - كما يعرف جيدا حكام الدوحة - محاولة أخيرة لإنقاذ النظام من شر أعماله(!!) ولاستعادة قطر عربي إلي مكانه الطبيعي بين أشقائه بدلا من الارتماء في أحضان جماعة الارهاب(!!) ولخلاص شعب قطر الشقيق من وضع مقدراته في يد تحالف شرير بين نظام تقوده أوهام زعامة مستحيلة، وأطراف إقليمة ودولية تتآمر ضد استقرار الدول العربية ونهضتها - وجماعات إرهاب تتاجر بالدين وتخون الأوطان وتدمر ما تستطيع تدميره في عالم عربي دفع الثمن الأكبر لمؤامرات الارهاب ومن يدعمونه!! كان الأمر وظل حتي اللحظات الأخيرة مرهونا بقرار النظام القطري. إذا شاء طريق الخير.. فلا بديل عن وقف دعمه للارهاب، والاعتراف بما اقترفه من أخطاء في حق شعبه أولا، ثم في حق الأشقاء الذين صبروا عليه وتحملوا أذاه.. وإذا شاء الطريق الاخر فعليه أن يتحمل النتائج وأن يدرك أنه سيدفع فواتير جرائمه كاملة، وسيدرك حتما أنه لا أحد يمكن أن يعوضه عن مكانه بين الأشقاء، ولا شئ يمكن أن يعطيه الأمان والاستقرار إذا أصبح عبئا علي شعبه، وإذا ترك مصيره بين أيدي حلفاء الشر من جماعات الإرهاب، وإذا ترك بلاده ملاذا للهاربين من العدالة، أو الباحثين عن النفوذ الاقليمي من أعداء الأمة!! اليوم.. ستكون الصورة واضحة أمام الوزراء الأربعة.إما استجابة من النظام القطري للمطالب العربية والتوقف عن أن يكون طرفا في تحالف الإرهاب الذي ارتكب من الجرائم في حق الأشقاء ما نترك الحساب عليه للأشقاء في قطر قبل غيرهم.. وإما الإصرار علي طريق الخطيئة الذي بدأ قبل أكثر من عشرين عاما ولم يتوقف، وهو ما يعني الفراق بينه وبين الأشقاء بكل آثاره التي يعرفها جيدا حكام الدوحة!!