تتلاحق تطورات الأزمة القطرية العربية سريعا، أملا فى التوصل لحلول ناجزة وسط الصلف والكبر وربما الوهم القطرى، فحكام الامارة يصمون آذانهم عن حدود الجغرافيا وحقائق التاريخ، ويتصرفون بمكايدة ومراهقة سياسية أقرب الى «لعب العيال» فى الحوارى الذى لا تحكمه ضوابط منطقية بل يخضع «للنفسنة» والمزاج الشخصى ، ولذلك لم يكن غريبا أن يأتى الرد القطرى سلبيا على مطالب «الرباعية العربية» وهذا يدل كما أعلن وزير الخارجية سامح شكرى على عدم الجدية فى التعامل مع الأزمة، وعدم إدراك حكام قطر خطورة الموقف على الشعب القطرى الذى يجب أن تكون له الكلمة الأولى فى انهاء هذا «الحكم الطائش»، المتابع لتصرفات أمير قطر ووزير خارجيته وخاصة تصريحات الاخير وتحركاته، يدرك أن قطر تمارس لعبة «القط والفأر» مع الدول المقاطعة، وبالطبع فإن الفأر القطرى لم يدخل المصيدة بعد، فالكلمة الفصل فى هذه الازمة لن تكون بيد حكام قطر؛؛ لأن «امارة الارهاب» تلعب دورها المشبوة منذ سنوات طويلة بالوكالة عن قوى أخرى دولية واقليمية، تريد فرض هيمنتها ودعم مصالحها من خلال دعم التنظيمات الإرهابية التى أصبحت تقاتل نيابة عن هذه القوى؛؛ لاسقاط دول المنطقة وتمزيقها باشعال الحروب الطائفية والمذهبية، وهوما تنبهت له مصرمبكرا وأسقطت حكم الاخوان ودولة المرشد، ودفعت ثمنا غاليا لذلك من دماء أبنائها ومازالت؛ حتى أدركت الدول العربية المقاطعة لقطر هذه الحقائق الدامغة مؤخرا، وانضمت لمصر فى مواجهتها «لإمارة الإرهاب» بعد تكشف حجم المؤامرة القطرية ضدها، ولذلك فإن الخطوات القادمة يجب أن تسير بالتوازى مع «تدويل» الأزمة القطرية ومخاطبة دوائر صنع القرار فى الدول الكبرى، التى أعلنت مواجهتها للتطرف والإرهاب، مع استغلال كافة الاوراق لكل دولة على حدة، لخلق تحالف دولى قوى ضد امارة الارهاب ومن خلفها «محور الشر»، لأن توثيق ملف بجرائم قطرالإرهابية كما يفعل البعض حاليا وتقديمه لمجلس الأمن، يحتاج أيضا لدعم ومساندة الدول الكبرى دائمة العضوية بالمجلس، فإذا حدث ذلك سوف يتم إدخال الفأر القطرى فى المصيدة، لحظتها سوف يدرك أنه «فأر» ولن يتوهم أنه.. أسد ؛؛ [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى