قال ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن الدعوة ستختار رئيساً للجمهورية "يكون أقرب إلى الدين"، وليس محارباً له، ويكون على استعداد للتعامل مع الإسلاميين، من أجل بناء وطن يضم الجميع. جاء ذلك خلال الندوة، التى نظمتها الدعوة السلفية بالإسكندرية، مساء الخميس، بمسجد عباد العلى الكبير بشال قنال المحمودية بعزبة القلعة، بعنوان "الحفاظ على بلادنا ومجتمعاتنا. وأضاف "برهامى": "أننا ننتظر قرار مجلس الدعوة السلفية بشأن دعم المرشحين للرئاسة الجمهورية، وذلك عقب غلق باب الطعون على المرشحين، وأننا سوف نقوم بتوجههم إلى من هو الأصلح لتلك المرحلة، وما سلبيات وإيجابيات كل مرشح". وأشار إلى "أن الدكتور محمد مرسى لم يكن خليفة للمسلمين، بل كان رئيساً لمصر، وأنه أقسم على أن يرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، ولكنه عجز عن تحقيق ذلك للشعب المصرى، ولذلك خرج عليه الشعب". وأوضح، "أننا قدمنا الكثير من النصائح والإرشاد إلى الرئيس محمد مرسى قبل ثورة 30 يونيو، ولم نجد أى رد على تلك النصائح، فاتجهنا إلى جماعة الإخوان قدمنا لهم النصح ولم يستجيبوا". وتابع: "أننا الآن نتعرض إلى حملة شرسة، على مواقفنا السياسية، والبعض اتجه إلى تكفير كل من خرج على الرئيس محمد مرسى". ورداً على دعوات التكفير، قال "برهامى": "هؤلاء لا يعرفون معنى الشرك أو التكفير، لكى يحكموا على كل من خرج بالميادين على الرئيس محمد مرسى بأنه شارك فى الشرك الأكبر، فهؤلاء لم يدرسوا الولاء والبراء". وأضاف "برهامى": "أن 90% ممن قتلوا فى ميدان رابعة العدوية من الملتحين والسلفيين". وقال: "هناك أسباب كانت معدة من أجل انهيار المشروع الإسلامى بمصر، بالإضافة إلى تقسيم البلاد مثل باقى الدول المجاور لنا، ودفع الإسلاميون إلى الشارع". وأضاف: "أن الهدف من المشروع الإسلامى ليس الوصول إلى الحكم بل هو الدعوة إلى الله، ولابد من الحفاظ على الدعوة إلى الله، وأن القضية واضحة فى النهى على الشرك". كشف "برهامى" عن "أن هناك اتفاقاً بين أمريكا وجماعة الإخوان المسلمين على التحالف مع السلفيين بمصر فى مقابل وصول جماعة الإخوان إلى الحكم". وأشار إلى "أن أعداء الإسلام قاموا بتسريب السلاح بكل أنواعه إلى مصر، من أجل اقتتال النفوس، وهذا يعد خطراً عظيماً، وأن قتل النفس أمر خطير". وتابع: "أن الخرطوش والأسلحة والقنابل اليدوية التى يتم زرعها لم تغير شيئاً من الحاضر، بل تعمل على تشويه الإسلاميين". وعن أحداث أسوان، قال "برهامى": "إن الدعوة السلفية لم تصمت أمام تلك القضية الخطيرة، بل تحركت على الفور إلى مكان الاشتباكات، للوقوف على أسبابها، ومعالجة المشكلة، وأن هناك الآن عدداً من المشايخ التابعين للدعوة السلفية للعمل على الصلح بين الطرفين". وعن الدستور الحالى، قال "برهامى": "إن كان هناك اتجاه إلى أن يكون الدستور علمانياً شديد العلمانية مثل دستور تونس، الذى أثنى عليه يوسف القرضاوى، ولم يثنِ على دستور مصر الذى يحافظ على الشرعية الإسلامية". وأضاف "برهامى": "فى استفتاء 19 مارس، شهد غزو بالصناديق من قبل أعداد كبيرة من المواطنين، وذلك لشعورهم بالثقة فى التيار الإسلامى، وحشدهم للتصويت بنعم للحفاظ على المادة الثانية". وعن الحريات داخل المجتمع، قال "برهامى": "إن قضية الحرية هو خناقة موجودة حتى الآن، وكان وقت كتابة الدستور، وسط ترديد من بعض المبدعين بأننا أحرار مع الله". وأضاف، "أن لديهم تصور فى عقولهم أن الدولة الدينية تعنى الأحبار والرهبان، وهذا خطأ، وأن البلاد لم تنجوا إلا أن تكون المراجعة الشرعية الإسلامية، ولن نتنازل عن ذلك". وأعلن "برهامى" عن نية الدعوة السلفية وحزب النور عن إصدار كتاب يضم الأحداث ومواقفهم السياسية، التى لا يشوها التاريخ. واختتم ندوته، قائلاً: "الأمة لا تموت ولكنها تمتحن، وأتمنى أن تكون الأمة ملتزمة بطاعة الله". والجدير بالإشارة إلى أن الشيخ ياسر برهامى قام بقطع ندوته التى تقام داخل مسجد عباد العلى الكبير، من أجل أن يشهر عقد قرآن أحد أهالى المنطقة.
