ما رأيناه من تباين واضح فى مواقف البعض لما يجرى من بحور دماء لإخواننا وعدم إنكار البعض له يبرز فجع القلوب وذهول الوجوه وذرف الدموع فى بداية الاجتياح الروسى لأوكرانيا.. الأمر يؤكد أهمية الصورة فى عرض القضية ودلالة توظيفها لكنه ما زال قاصرًا عن إحداث نفس الاهتمام لدى إخوان اللغة والدم والدين الواحد ما يقصر مفهوم تلك النظرية.. استعصى بيان وفهم ما لدى عقول هؤلاء.. هم منا وبيننا إلا أن الأحداث لا تعنيهم فى شىء وكأنها تدور فى كوكب آخر لا فى قلب العروبة ومهد الأديان. الأسف كل الأسف أن يصل الأمر أن ما يسر العدو وأعوانه أصبح مساويًا وفى نفس الكفة لدى إخوان الطرف الآخر المقاوم. لا شك أن المقاومة حق أصيل لصاحب الأرض وهى مطلوبة من أجل استرجاع الحقوق المسلوبة ونيل المطالب المشروعة لكن ثمة شيئًا ما غريب جدا طرأ على عقلية أهل أصحاب الحق ليس له مبرر على الإطلاق فهم يقفون على الحياد مثل المتفرج على شيء ليس له تأثير ويتركون أصحاب القضية دونما حتى تأييد.. إنه لأمر مستهجن وله كل الغرابة.. أثار تساؤلات جمة لدى رواد السوشيال ميديا دون الوصول إلى إجابة واضحة لدى الكثير وهم محقون فمن بعيد ومن وراء بحور ومحيطات تدعم وتقف أمريكا والغرب إلى جوار إسرائيل ويساندونها فى عدوانها تحت ادعاء مزيف بحقها فى الدفاع عن نفسها مع أن المحتل يفتقد هذا الحق تمامًا. الاستهجان مازال قائمًا ونأمل فى أصحاب التخصصات المعنية دراسة ذلك الأمر المريب والوقوف على أسبابه لأنه بحق مستغرب وله خطورة على المدى البعيد أن لا تبدى حتى التضامن مع من يتألم وهو بجانبك.