محمد زيادة : فتنة أسوان

يدمى القلب وتذرف الروح أنيناً يصل مداه إلى أعمق نقطة فى معابد الأجداد التى لم نتشرف بظهورها، الآن بأعرق امتداد جغرافى سطعت شمس الكون على جدرانه المبهرة الآسرة والملهمة.
الدم ينادى بحقه، أمر حتمى لا نقاش فيه، وتستطيع أن تعدد الأمثلة الكثيرة التى أرخت هذا المعنى على طول الدهور، والمقصود هنا هو إقرار الحق وليس الدعوة إلى الأخذ بالثأر وإنما القصاص لتكون الحياة.. كما أوصى الحق الذى برأنا ويعلم ما تكتوى به النفوس من جمرات الحسرة وأطنان الحزن.
يجرى الخير والأخضر والحسن والجمال فى عروق كل المصريين، عبر هذا النبع ومن بداية هذه النقطة..
شاء الله أن يدق أول نقش فى الحضارة بهذا المكان المقدس.. عن أرض السحر والجمال والرمل الذهبى والنيل الصافى، أرض الجزيرة الصلبة، عن أسوان أهل الطيبة والعرفان.. عن بلد أخى الفنان والمصور محمد النوبى رحمه الله وكل طيب أكتب.
ما كدرك إلا مغرض وما استقوى على الجمال الأخاذ إلا عميل، الأنين على فقد أرواح أهلك وأهلنا ليس المقصد..
فهم يسجلون شكاواهم الآن إلى أصحاب الأجنحة البيضاء مثنى وثلاث ورباع..
الحزن على إخوتى ممتد.. ولن يضيف لهم، فهم كغيرهم ممن سفكت دماؤهم خلال فترة نحتاج المرور منها بأسرع وقت، وأن نتكاتف ضد أعداء بلدنا.
الحزن على أهل أسوان بالرغم من كم المقالات والأخبار التى أزيح حجر انطلاق شلالاتها بسبب أحداث الفتنة هناك، ليس بسبب الأرواح التى صعدت إلى باريها.. ولكن هذا الجزء النادر من جسم المحروسة يئن أهله فترة ما بعد الثورة بسبب اعتمادها الأساسى على السياحة.. لك أن تتخيل أن نسبة البطالة وصلت إلى 75% ينضم إليها نسبة مجمعة مخزية أن أعلى معدل للفقر فى ريف جنوب مصر وصلت إلى 49%.
قتلنا أهالينا بأسوان وغيرها ممن تركتهم الحكومات المتعاقبة يتجرعون العذاب لتحقيق لقمة عيش مرضية..
على طبق من فضة وبشكل واضح وضعت المشكلة نفسها أمام الرئيس المحترم القادم قائداً لمصر.. ترى لو كنت متبؤاً مقعدك الآن فى سدة الحكم ما قراراتك ضد العملاء.. أقول لك أخى رئيس الجمهورية الموقر.. هات أى كلب حقير عميل شرب من دماء هؤلاء الفقراء حتى نخاع عظامهم، ثم لم يكتف بكرشه بل ملأ بطون خاصته المسهلين فساده.. هات بأى من هؤلاء وضعه فى أكبر ميادين البلد التى فسد فيها.
وتفريغاً للطاقة مطلوب لعشرات المراهقين وشحنتين زلط صغير وحصى.. والفنان هو من يصوب فى الأعين، عبرة لكل فاسد، لا داعى أقسم بالله لأى محاكمات.. تحريات النيابة العامة الموقرة أسمى وأسرع وأجدى.. قالت أنه مذنب، إذن فوراً من النيابة إلى الميدان يستقيم الوجدان وتهدأ الأفئدة من ذا الذى يقول أن نتحمل محاكمات للفاسدين.
هات عملاء الفتنة فى أسوان وارم بهم للتماسيح، اترك الطريشة تسرح عليهم ويصور ذلك ويبث ليخاف «السايب» قبل المربوط..
شهداء أسوان هنيئاً لكم مع الملائكة..