زلزال يضرب إثيوبيا بقوة «السابع في 20 يومًا».. وخبير يعلق: سد النهضة قنبلة قابلة للانفجار    كان هيدمر مرضى السكر، خطأ شنيع يجبر كوكاكولا على سحب أحد مشروباتها الشهيرة من الأسواق    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم».. «الآثار» تعلن سعر تذاكر دخول المتحف المصري الكبير للمصريين والأجانب.. و«التموين» تحسم موقف صرف المقررات لسارقي الكهرباء    ارتفاع جديد.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024    بايدن يقدم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا ب 425 مليون دولار    لمن يُعطى ذهب الأم بعد وفاتها؟.. الإفتاء تحسم الجدل    هاريس تتحدث عن الهجرة والمواقف السياسية خلال مقابلة مع فوكس نيوز    الزمالك يطير إلى الإمارات للمشاركة في السوبر المصري    العربية دخلت تحت تريلا.. وفاة شخصين في حادث سيارة أمام نزلة أكتوبر- صور    سيكون علامة فارقة، تركي آل الشيخ يعلن إنتاج مسلسل ل يوسف الشريف بدعم موسم الرياض    محمد هنيدي يتحدث عن علاء ولي الدين.. ماذا قال؟ (فيديو)    هاريس: على أمريكا دعم إسرائيل دائما وأنا متمسكة بذلك    الصحة: إطلاق قافلتين طبيتين ضمن مبادرة رئيس الجمهورية حياة كريمة اليوم    محمد هنيدي يكشف كواليس أصعب قرار اتخذه في حياته.. ماذا قال؟ (فيديو)    أيمن بدرة يكتب: التجربة الموريتانية والحذر الواجب    هل يجوز تأدية صلاة الفجر بعد شروق الشمس.. الأزهر يوضح    اتحاد طلاب الجلالة: ارتفاع أسعار اشتراك الباصات والسكن ولا يوجد رادارات و إنارة على الطريق    نظر دعوى تعويض ضد زوج المذيعة أميرة شنب بسبب عقر كلبه لمدير بنك.. اليوم    محاكمة مرتضى منصور في 6 دعاوى سب وقذف.. اليوم    نشرة التوك شو| "الجلالة" تتكفل بعلاج المصابين بحادث الأوتوبيس وحكم استخدام "الهارد جيل" والأظافر الصناعية    تأمين صدارة الدوري ومهام أوروبية.. ماذا ينتظر محمد صلاح مع ليفربول؟    تيسيرات جديدة للمواطنين.. تعديلات قانون البناء الموحد في البرلمان    "إكليل الجبل" ل فتاة وصديقها يثير دهشة باسم يوسف في "Arabs Got Talent" (صور وفيديو)    #جامعة_الجلالة يتصدر التواصل .. ومغردون: حوادث رايح جاي قطارات وطرق    مصدر طبي: خروج 21 من مصابي حادث الطريق الإقليمي من مستشفى اشمون بالمنوفية    5 أدعية نبوية للحماية من الحوادث وموت الفجأة.. بعدانقلاب أتوبيس الجلالة وقطار المنيا    قرار جديد بشأن مصرع طفلين وإصابة 5 آخرين من عائلة واحدة بالشرقية    ياريت يجلس في البيت.. جمال شعبان يوجه رسالة لطلاب المدارس بسبب البرد    «المخفي» يقدم أحمد سلطان في أول بطولة سينمائية مُطلقة.. قصته وموعد عرضه    عاجل.. تركي آل شيخ يعلن عودة يوسف الشريف للدراما بعمل درامي ضخم    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 29    إعلام فلسطيني: اشتعال النيران في مدرسة خليفة التي تؤوي نازحين شمالي غزة بعد قصفها بالقنابل الفسفورية    جمال الغندور: لا أقبل بتدخلات القطبين في اختيارات طاقم تحكيم السوبر    إسرائيل تضع يدها على الزناد.. غزة ولبنان في المشهد الخلفي لضربة إيران المتوقعة    سماع دوي انفجارات في أجواء مدينة اللاذقية بسوريا    رئيس اللجنة النقابية للمصوغات والمجوهرات يفجر مفاجأة عن أسعار الذهب    وكيل صحة الغربية يتفقد وحدات نهطاي وحانوت استعداداً لتشغيلهما    في اليوم العالمى ل«العصا البيضاء».. جهود حكومية لدعم ذوى الإعاقة البصرية    وزارة التربية والتعليم تصدر خطابا عاجلا بشأن سعر الحصة الجديد    محافظ الغربية ونائبه يشهدان احتفال الطرق الصوفية بمولد السيد البدوي    السوبر المصري، موعد مباراة الأهلي وسيراميكا كليوباترا في نصف النهائي    اللواء سمير فرج يكشف أسرار نصر أكتوبر | تفاصيل    وسط ترقب لقرارات المركزي..أسعار الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 17 أكتوبر 2024    مصر تدعم الصومال في تحسين «إدارة المياه»    دراسة أمريكية: زراعة الكلى آمنة بين المصابين بفيروس نقص المناعة    سيراميكا كليوباترا يكشف سبب رفض انتقال بيكهام ل الزمالك    رئيس الوزراء الكويتي يبحث مع رئيس المجلس الأوروبي ونظيريه باليونان وإسبانيا القضايا الإقليمية والدولية    وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ: تدريب 50 إمام للتوعية بأهمية الحفاظ على المياه    نتنياهو يوافق على ضرب إيران وصفارات الإنذار تدوي شمال إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي    بيراميدز يجهز مفاجأة للزمالك في السوبر المصري    هاني شاكر يكشف تفاصيل حفله بمهرجان الموسيقى العربية الثلاثاء (خاص)    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 17 أكتوبر.. «ركز على عاطفتك»    "الأهلي يضمن حقوقه".. سيد معوض يكشف تفاصيل انتقال نجله عمر إلى ريال بيتيس    فشل اللصوص في سرقة طالب بسوهاج فمزقوا جسده بالأسلحة البيضاء    "الآيس كريم: الحلوى المفيدة التي قد تتفوق على الحلويات الأخرى!"    انعقاد ندوات توعوية بكليتي العلوم والهندسة بجامعة دمنهور ضمن المشاركة في مبادرة بداية    الأزهر للفتوى محذرا من تطبيقات المراهنات الإلكترونية: قمار محرم    حكم إخراج الزكاة على ذهب المرأة المستعمل للزينة.. الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«مسافر عبر الزمن»| خطوة بخطوة.. نرصد مقتنيات المتحف المصري الكبير
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 14 - 10 - 2024

تمتلك مصر تاريخًا عريقًا، على مر العصور، فهي قبلة الحضارة في العالم، لما تمتلكه من مواقع أثرية، يأتي لزيارتها ملايين السائحين من مختلف الدول على مستوى العالم، للاستماع ورؤية التحف الأثرية، التي تعكس تاريخ مصر.
منذ سنوات، أعدت الدولة المصرية، مقرًا لإنشاء المتحف المصري الكبير، وأنفقت المليارت لتجهيز أكبر صرح أثري في الشرق الأوسط، على أعلى مستوى من التقنيات، التي تبهر الزائرين. وقامت الجهة المنفذة للمشروع، بجهود مكثفة للانتهاء من المتحف، وافتتاحه أمام الزائرين.
◄ موعد الافتتاح
وتحول الحلم إلى حقيقة، وبات المتحف المصري الكبير، جاهزًا لاستقبال زواره من مختلف أنحاء العالم؛ لكونه أحد أكبر الصروح الثقافية والحضارية في العالم، حيث تتم مراسم الافتتاح التجريبي للمتحف بعد غد الأربعاء 16 أكتوبر 2024.
وينتظر العالم أجمع، لحظة افتتاح المتحف المصرى الكبير بمنطة آثار الهرم، الذى يضم ما يزيد عن 50 ألف قطعة أثرية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأشياء، التي لم ولن يشاهدها الزوار إلا بالمتحف المصرى الكبير.
◄ مسافر عبر الزمن
وأجرت «بوابة أخبار اليوم»، من خلال برنامجها «مسافر عبر الزمن»، جولة تفقدية للمتحف، برفقة الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، حيث استعرض جميع الأعمال الأثرية والهندسية المتعلقة بالمتحف، وقد تم الانتهاء منها بنسبة 100%.
ومن أبرز ما سيشهده الزوار، وما يميز هذا الصرح العظيم الذي يتجاوز في قيمته ومساحته العديد من المتاحف العالمية، والمزايا التي ستجذب انتباه الزوار عند افتتاح المتحف، هي قاعات العرض الرئيسية التي تحتوي على مجموعات أثرية ضخمة، بما في ذلك كنوز الملك توت عنخ آمون، التي تعرض لأول مرة بالكامل في مكان واحد.
ويتم إتاحة الفرصة للزوار، لاستكشاف التحف في بيئة حديثة ومتطورة، تمزج بين التكنولوجيا والعرض الأثري بطريقة تتيح فهمًا أعمق للحضارة المصرية القديمة.
◄ المتحف جاهز للافتتاح
أكد الدكتور عيسي زيدان، أن المتحف بات جاهزًا للافتتاح في الوقت الذي يتم تحديده، سواء كان الافتتاح الرسمي الكامل، موضحًا أنه تم الانتهاء من كافة الأعمال الأثرية والهندسية بنسبة 100%، مشيرًا إلى أن الأعمال بقاعات العرض الرئيسية بالمتحف منتهية فيما يتعلق الأثرية من عرض القطع الأثرية داخل فتارين العرض، مؤكدًا أن القاعات تضم القطع الأثرية لعصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليوناني الروماني طبقًا لسيناريو عرض متحفي على أعلى مستوى؛ ويروي 3 موضوعات رئيسية عن الحضارة المصرية القديمة وهي «الملكية» و«المجتمع» و«المعتقدات».
وأضاف مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير؛ أنه تم تجهيز الإضاءة والتحكم البيئي داخل القاعات على أعلى مستوى سواء فيما يتعلق بدرجات الحرارة والرطوبة والإضاءة للحفاظ على القطع الأثرية وإبراز جمالها وعظمتها وعبقرية تصميمها، وستكون زيارة تلك القاعات تجربة فريدة وشيقة تجعل الزائر يشعر بعظمة ورهبة الحضارة المصرية القديمة.
◄ الملك توت عنخ آمون
وعن قاعات الملك توت عنخ آمون، والتي ستعرض فيها مجموعة الملك لأول مرة قال الدكتور عيسى زيدان، إن الأعمال بها منتهية منذ فترة طويلة وجاهزة للافتتاح الرسمي؛ حيث تم تثبيث كافة القطع الأثرية لكنوز الملك ولم يتبق سوى مجموعة بسيطة وعددها 220 قطعة فقط موجودة في المتحف المصري بالتحرير من بينها القناع الذهبي وكرسي العرش، و10 قطع موجودة في متحف شرم الشيخ، و11 قطعة موجودة في متحف الغردقة، وجميعها سيتم جلبها ونقلها للمتحف المصري الكبير قبل موعد الافتتاح الرسمي بوقت كاف فهي لا تحتاج إلى ترميم ولكنها في حالة جيدة، حيث تم وضع جدول زمني لنقلها لتنضم إلى باقي مجموعة الملك قبل الافتتاح الرسمي، لتعرض كافة كنوز الملك توت عنخ آمون ومجموعته الكاملة لأول مرة وعددها أكثر من 5300 قطعة.
وأكد أن من أبرز المجموعات الأثرية التي ستُعرض هي كنوز الملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة بشكل كامل في مكان واحد. ويتفرد المتحف المصري الكبير بمساحاته الشاسعة وتصميمه المبتكر الذي يضم مجموعة متنوعة من القاعات والمعارض والمساحات الترفيهية، ومن خلال الجولة، برزت تفاصيل التصميم التي تعكس رؤية معمارية حديثة تحتضن تاريخًا يمتد لآلاف السنين.
وأشار الدكتور عيسى زيدان، إلى أن المتحف يوفر لزواره تجربة ثقافية فريدة تجمع بين الاستمتاع بالآثار المصرية القديمة والاستفادة من المرافق الترفيهية مثل المطاعم والبازارات، ويتميز المتحف بتصميم مبتكر ومساحات شاسعة تتيح للزوار تجربة فريدة تجمع بين الاستمتاع بالآثار المصرية القديمة والاستفادة من المرافق الترفيهية مثل المطاعم والبازارات.
◄ قاعة الملك رمسيس الثاني والمسلة
وأكد أنه من أوائل المشاهد التي ترحب بالزوار في المتحف المصري الكبير، تمثال الملك رمسيس الثاني، الذي يستقر بفخامة في بهو المتحف؛ يضاف إلى ذلك المسلة المعلقة التي تعد الأولى من نوعها في التاريخ، مما يجعل تجربة دخول المتحف تجربة استثنائية.
وأوضح الدكتور عيسى زيدان، أن المسلة المعلقة صممت بطريقة تمكن الزوار من رؤية خرطوش الملك رمسيس الثاني للمرة الأولى منذ أكثر من 3500 سنة.
◄ معالم مميزة في المتحف
كشف «زيدان»، عن أن تمثال الملك رمسيس الثاني والمسلة المُعلقة هما من أوائل المشاهد التي ترحب بالزوار، حيث يمكنهم رؤية خرطوش الملك رمسيس الثاني على المسلة لأول مرة منذ أكثر من 3500 سنة.
◄ الافتتاح التجريبي
أكد الدكتور عيسى زيدان، أن الزوار سيتمكن من الاستمتاع بجولة فريدة بين المعروضات النادرة في قاعات العرض، بالإضافة إلى التجارب التفاعلية التي تجعل من زيارتهم تجربة لا تُنسى.
◄ متحف مراكب الملك خوفو
كشف د. عيسي زيدان، أنه سيكون من أفضل المتاحف النوعية داخل المتحف المصري الكبير فلأول مرة سيتم عرض مركبي الملك خوفو، كاشفًا عن الانتهاء من تركيب وتأهيل المركب الأولى بنسبة 100% ويتم حاليًا وضع بعض اللمسات النهائية الخاصة بالتعقيم وغيرها.
وتابع: «بالنسبة للمركب الثانية فقد تم الانتهاء من رفعها بالكامل من منطقة الأهرامات ونقلها إلى المتحف المصري الكبير، ويتم حاليًا العمل على التجميع المبدئي للمركب الثانية، وسيتم لاول مرة عرض المركبين داخل متحف واحد، وفي تجربة فريدة من نوعها داخل متحف مراكب الملك خوفو وهي أن الزائر سيرى المركب الأولى وهي كاملة ومجمعة ومعروضة، ويرى الثانية وهي يتم تجميعها وترميمها من قبل المرممين وستكون تجربة شيقة ورائعة، وهو مشروع مشترك بين مصر واليابان».
واستعرض الدكتور عيسى زيدان، من خلال عرض تقديمي، مراحل استخراج وترميم أخشاب مركب خوفو الثانية، لافتا إلى أنها تمت وفقا لأربعة مراحل رئيسية بداية من عام 2008، شملت تجهيز الموقع وتغطية موقع الحفرة كاملا وتجهيز معمل موقع لترميم وتخزين وتوثيق القطع فور استخراجها باستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد والليزر سكان، إلى جانب أعمال الترميم الأولي والتدعيم للقطع داخل الحفرة ورفعها للترميم داخل المعمل.
◄ معامل متخصصة
كما تم عمل كافة التحاليل العلمية والمعملية اللازمة للألواح والقطع الخشبية الخاصة بالمركب داخل المعامل المخصصة في مصر واليابان لتحديد مظاهر التلف ونوعه لوضع خطة الترميم المناسبة قبل البدء في أعمال الترميم ومعالجة أخشاب المركب، وقد تم استخراج ما يقرب من 1698 قطعة خشبية من داخل 13 طبقة داخل الحفرة وتم نقلهم جميعا إلى المتحف المصري الكبير تمهيدا للبدء في تجميع المركب.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 1954م، أعلن المهندس كمال الملاخ عن اكتشاف حفرتين لمراكب الملك خوفو بالجهة الجنوبية للهرم الأكبر، حيث عكف كمال الملاخ وشيخ المرممين أحمد يوسف على اكتشاف وترميم المركب الأولى وإعادة تركيبها بعد أن مكثت في باطن الأرض ما يقرب من 5000 عام، وكانت تعرض المركب في متحف خاص بها بمنطقة أهرامات الجيزة حتى تم نقلها في أغسطس 2021 إلى مقر عرضها الدائم بالمتحف المصري الكبير، وإزالة مبنى المتحف القديم.
◄ التشغيل التجريبي
وأشار الدكتور عيسى زيدان إلى أن التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير خلال الفترة الماضية سواء فيما يتعلق بالمسلة المعلقة والبهو العظيم والدرج العظيم أحدث رواجًا كبيرًا للمتحف على المستوى العالمي، ونحن نفخر بالعمل في هذا الصرح العظيم، مؤكدًا على أن التشغيل التجريبي هدفه زيادة تقديم الخدمة السياحية على أعلى مستوى وتدارك أية ملاحظات تظهر خلال التشغيل التجريبي قبل الافتتاح الرسمي، الذي سيتم تحديد موعده طبقًا لرؤية القيادة السياسية والإدارة العليا.
وأكد مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير على أن المتحف ليس مكانا لعرض الآثار فقط ولكنه منظمومة ثقافية حضارية متكاملة يضم منطقة تجارية بها المطاعم وكل ما يحتاجه الزائر لتقضية يومه داخل المتحف، كما يضم قاعات مؤتمرات مجهزة على أعلى مستوى وقاعة لمحاكاة الواقع الافتراضي ليعيش الزائر تجربة فريدة قام بها المصري القديم وتروي قصة دفن الموتى وتطورها من حفر بئر حتى إنشاء الأهرامات.
◄ متحف الطفل
أضاف د. زيدان، أن متحف الطفل مجهز بكل الوسائل التكنولوجية الحديثة لتعليم الأطفال وتثقيفهم وتعريفهم بالحضارة المصرية القديمة ورفع الوعي الأثري لديهم، موضحًا أن ما يزيد على 56 ألف قطعة أثرية من عصر ما قبل الأسرات توجد داخل المتحف، وأهمها قطع أثرية للملك رمسيس والبالغ وزنه 83 طنًا، وعمود الملك مرنبتاح الخاصة بملكة من العصر البطلمي أن ثمة تماثيل ضخمة موجودة على الدرج العظيم يصل وزنها إلى 85 طنًا، وجرى نقلها من المخازن والمتاحف.
وحول كيفية حفظ الآثار داخل المتحف، قال مدير عام الترميم: «الآثار تدخل إلى مركز ترميم المتحف المصري، وهو واحد من أكبر مراكز الترميم على مستوي الشرق الأوسط، ثم يأتي الدور على تأهيل القطع الأثرية وترميمها، ونقلها، ووضعها على الدرج العظيم، سواء قاعات العرض الرئيسية، أو قاعتي الملك توت عنخ آمون».
◄ مراكب الملك خوفو
وأضاف «زيدان»، أنه سيتم فتح قاعتيِّ الملك توت عنخ أمون وتحملان كل مقتنياته بينها مقتنيات تظهر لأول مرة، مشيرًا إلى أنه سيتم افتتاح قاعات عرض لكنوز وآثار يتم عرضها لأول مرة.
وأوضح «زيدان»، أنه سيتم افتتاح معرض مراكب الملك خوفو، لافتًا إلى أن أحد تلك المراكب لم تظهر أمام العالم من قبل، فضلًا عن قاعات العرض الرئيسية التي تضم 12 قاعة من أجمل قاعات العرض من العصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليوناني الروماني.
وقال إن المسلة المعلقة هي مسلة خاصة بالملك رمسيس الثاني قادمة من صان الحجر في عدة أجزاء وتم ترميمها وإعادة تجميعها أمام واجهة المتحف المصري الكبير، ويعد هذا التصميم الأول من نوعه في مصر والعالم، ويتيح التصميم للزائر رؤية فريدة لخرطوش الملك رمسيس الثاني الموجود اسفل بدن المسلة في بانوراما عرض مختلفة، والذي ظل مخفيًا عن الأنظار أكثر من 3500 عام ، بحيث يقف الزائر على لوح زجاجي تحت قدميه مستقرًا فوق قاعدة المسلة الأصلية ناظرًا إلى أعلى ليرى خرطوش الملك رمسيس الثاني.
◄ زيارات غير مسبوقة
ويُعد الملك رمسيس الثاني أحد أشهر الملوك الذين حكموا مصر القديمة في عصر الدولة الحديثة وبالتحديد في فترة الأسرة التاسعة عشر حوالي 1279 وحتى 1213 قبل الميلاد، ويُنظر إليه على أنه الملك الأكثر شهرة والأقوى طوال عصر الامبراطورية المصرية، وسماه خلفاؤه والحكام الاحقين بالجد الأعظم.
وكشف الدكتور عيسى زيدان، أن المتحف الكبير حقق عدد ضخم للغاية من الزيارات، خلال التشغيل التجريبي، في أماكن محدودة للغاية مثل مناطق المسلة المعلقة والبهو العظيم إضافة إلى المنطقة التجارية وليس افتتاح للمتحف.
وأضاف "زيدان"، أنه تم تحقيق ما يقرب من 750 ألف زائر بالمتحف الكبير، وهذا مؤشر جيد للغاية بالنسبة للزيارات المستهدف تحقيقها عند افتتاحه بشكل كامل، موضحا: "كان متوقع تحقيق المتحف الكبير ل 5 ملايين زائر سنويًا، ولكن بعد التشغيل التجريبي سوف يحقق أكثر من ذلك.
◄ الدرج العظيم
وقال «زيدان»: «بالنسبة للدرج العظيم فهو من قاعات العرض التي يتميز ويتفرد بها المتحف المصري الكبير عن أي متحف في العالم كله».
وتابع: "الدرج العظيم يتكلم عن قصة وسيناريو في الحضارة المصرية القديمة من أفضل روائع الفن وموضوعات رئيسية بواقع 4 موضوعات يتم فيها عرض مجموعة متميزة من تماثيل الملوك مثل الهيئة الملكية وكيف كان الملك يتم تصويره في العصور القديمة وأهم تماثيل هذه المجموعة تماثيل للملوك سيتي الاول وسنوسرت وحتشبسوت وامنحتب الثالث".
وأوضح: «بعد الصعود على الدرج نجد أماكن العبادة عند المصري القديم، فهذه الأماكن كانت تقع على عاتق الملوك مباشرة، ومن خلال هذا الموضوع نعرض مجموعة متميزة جدا من الأعمدة المصنوعة من الجرانيت لعدد من الملوك في عصر الدولة القديمة وتمثالين للملك أمنمحات وغيرها».
◄ سيناريو العرض
وعن حكاية الدرج، يروي لنا الدكتور عيسى زيدان المدير التنفيذى لنقل وترميم الآثار بالمتحف المصرى الكبير، تفاصيله، قائلًا: «يتدرج الدرج العظيم طبقًا لسيناريو العرض المتحفي إلى 4 موضوعات رئيسية»:
الأول وهو «الهيئة الملكية»، وذلك من خلال عرض مجموعة متميزة من تماثيل الملوك التي مرت بمراحل تطور وتغيرات عديدة شهدها الفن الملكي في مصر القديمة وبالرغم من ذلك كان من السهل التعرف على سمات الملوك وملامحهم في التماثيل.
ومن أهم التماثيل المعروضة على الدرج العظيم في الموضوع الأول "تمثال للملك سيتي الأول من الجرانيت الوردي، تمثال للملك سنوسرت الثالث أو أمنمحات الرابع من عصر الدولة الوسطى مصنوع من الكوارتزيت ويظهر عليه أميرتان وقد أُعيد استخدام التمثال مرة أخرى في عهد الملك رمسيس الثاني والملك مرنبتاح، وتمثال للملك سيتي الثاني مصنوع من الكوارتزيت، من عصر الدولة الحديثة، وتمثال للملك أمنحتب الثالث، وتمثال للملكة حتشبسوت، وتمثال للمبارطور الروماني كاراكالا من الجرانيت الأحمر".
وحول الموضوع الثانى على الدرج العظيم، أكد الدكتور عيسى زيدان، أنه يأتى بعنوان «الدور المقدسة» "أماكن العبادة" إذ أن مسئولية تشييد المعابد بمختلف أنواعها كانت تقع على عاتق الملك، بجانب أنه يؤول إليه شئون صيانة مرافق المعابد وتجميلها، وقد خُصصت المعابد الجنائزية للملوك بعد وفاتهم، وكان يعتبر كل معبد بمثابة السكن الخاص بالمعبودات وكانت أرواح هذه المعبودات تكمن فى التماثيل الموضوعة أمام المعابد.
◄ أهم القطع المعروضة
ومن أهم القطع المعروضة في هذا السياق «عمودان وعتب من الجرانيت الأحمر للملك ساحورع من عصر الدولة القديمة، وتمثال على هيئة أبو الهول للملك أمنمحات الثالث، وبوابة الملك أمنمحات الأول، وعمودان وعتب للملك سوبك إم ساف الأول من عصر الدولة الوسطي، وناووس للملك سنوسرت الأول، ومسلة للملك مرنبتاح، وقمة مسلة للملكة حتشبسوت، وناووس للملك رمسيس الثاني، وناووس للملك نختنبو الثاني».
أما الموضوع الثالث، فهو يحكى عن «الملوك والمعبودات» "الملك وعلاقته بالمعبودات"، إذ كانت هناك علاقة وطيدة في مصر القديمة، بين كل من الملوك والمعبودات، وكانت تلك العلاقة قائمة على مبدأ تقسيم المسئوليات بين الملك والمعبودات، فالمعبودات تتعهد بكل ما يتعلق بشئون السماء والنيل والصحراء والعالم الآخر، أما الملك فقد كان حلقة الوصل بين المعبودات والبشر ومركز الوجود كله، باعتباره ممثلًا للمعبود على الأرض، وكان مسئولًا عن حكم مصر والحفاظ على أمن واستقرار الدولة وتأمين حدودها. وفي هذا القسم يتم عرض مجموعة متميزة من تماثيل المعبودات والتماثيل الزوجية وتماثيل للثالوث المقدس.
ومن أهم القطع المعروضة في هذا السياق "تمثال للمعبود بتاح من الحجر الرملي، وتمثال للملك سنوسرت الأول بالهيئة الأوزيرية، وتمثال للملك رمسيس الثاني في حماية إحدى المعبودات، وثالوث من الجرانيت الوردي للمعبود بتاح والملك رمسيس الثاني والمعبودة سخمت، وتمثال مزدوج للملك أمنحتب الثالث مع المعبود رع حور آختي، وتمثال مزدوج للملك رمسيس الثاني والمعبودة عِنات، وتمثالين للمعبود سرابيس من العصر الروماني".
◄ الحياة الأبدية
واختتم الدكتور عيسى زيدان حديثة عن الدرج العظيم، بحكاية موضوعه الرابع الذى يعبر عن «الرحلة إلى الحياة الأبدية» "رحلة إلى العالم اللآخر"، إذ يعتبر الموت عند قدماء المصريين بمثابة بوابة المرور إلى العالم الآخر، حيث البعث والحياة الأبدية، لذا اهتم الملوك في مصر القديمة بالحفاظ على أجسادهم بعد الوفاة، وتم دفنهم إما في الأهرامات أو المقابر الملكية، وفي هذا القسم يتم عرض مجموعة من التوابيت الملكية ومنهم «تابوت الملكة مِرس عنخ الثالثة من عصر الدولة القديمة، وتابوت الأمير خوفو جِدف، وتابوت الأميرة نيتوكريس، وتابوت جحوتي مِس، وتابوت حو سا إيست الأول، وتابوت تحتمس الأول».
وأكد الدكتور عيسى زيدان، أن المتحف المصري يقع على مساحة حوالي 117 فدانا أي 500 ألف متر مربع، لذا تمت مراعاة الكثير من الأمور عند التصميم مثل تخصيص مساحات خارجية وداخلية للزوار من أجل الاستراحة والاستمتاع بالعرض المتحفي للآثار.
وأضاف في حديثه، أنه في القريب العاجل سيتم الإعلان عن مشروع الربط بين المتحف المصري الكبير ومنطقة الأهرامات من خلال ممشى سياحي على أعلى مستوى.
وتابع: «كنت فاقد الأمل في أن يتم إنشاء المتحف المصري الكبير، خاصة أن نسبة الإنجاز كانت ضئيلة بصورة كبيرة، ولكن جاء توجيه من الرئيس السيسي بتكليف الهيئة الهندسية تولي أمور المتحف، لذا في خلال ثلاث سنوات قفزت نسبة الإنجاز من 16% إلى 92%».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.