ترقب.. شغف.. حماس.. نشاط.. عمل على قدم وساق.. هكذا يبدو الحال بين العاملين والقائمين، على «هرم مصر الرابع»، المعروف جماهيريا باسم المتحف المصرى الجديد، انتظارًا للإعلان عن الموعد الرسمى لافتتاحه. كتب : محمود درغام تصوير: عصام محمود قطع للعرض أول مرة «الصرح الكبير يضم بين جنباته حاليًا 57 ألف قطعة أثرية، تم نقلها من مناطق ومتاحف فى جميع أنحاء الجمهورية، منها 5398 قطعة خاصة بالملك «توت عنخ آمون»، يُعرض معظمها لأول مرة فى قاعتين ضخمتين تُمثلان أحدث ما توصل إليه علم العرض المتحفي»، كما وصف، د. عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، قبل أن يؤكد أنه تم الانتهاء من نقل جميع القطع الأثرية، ولا يتبقى سوى عدد بسيط من القطع المتبقية من مجموعة الملك «توت عنخ آمون»، وهى 220 قطعة معروضة فى المتحف المصرى بالتحرير. «وتضم القطع المتبقية القناع الذهبى وكرسى العرش والتابوتان «الأوسط» و«المذهب»، الذى يبلغ وزنه 114 كجم من الذهب الخالص»، والحديث مازال ل د. عيسى، بالإضافة إلى 11 قطعة فى متحف شرم الشيخ و10 قطع فى متحف الغردقة، مؤكدا أن جميع القطع المُتبقية فى حالة جيدة جداً من الحفظ، وسيتم نقلها من أماكنها إلى قاعات العرض بالمتحف المصرى الكبير قبل الافتتاح بوقت كافٍ. موكب نقل قناع «توت» والهدف من إبقاء هذه القطع فى أماكن عرضها، كما أوضح مدير عام الترميم حتى الآن، هو السماح للزائر القادم إلى مصر من أماكن بعيدة لرؤيتها فى مواقعها قبل نقلها، مشددا على أن هناك خُطة محددة لنقل القناع الذهبى للملك «توت عنخ آمون»، تتضمن إمكانية تنفيذ ذلك فى موكب مهيب، يشبه موكب المومياوات الملكية. واستطرد: سيؤخذ فى الاعتبار بلا شك الظروف العالمية المحيطة، لكن بالتأكيد سيتم نقل القناع بما يليق بمكانته كأهم وأندر قطعة أثرية فى العالم. مراكب الملك خوفو وانتهت 100% من الأعمال الهندسية لمبنى المتحف وإعداد قاعات العرض كما تم الانتهاء أيضًا من جميع الأعمال الأثرية بميدان «المسلة المعلقة»، و«البهو العظيم»، و«الدرج العظيم»، بحسب د. عيسى، وفيما يخص متحف «مراكب الملك خوفو»، فيجرى حاليًا أعمال تأهيل المركب الأولى للعرض المتحفي، مثل التنظيف والتعقيم ومعالجة الأجزاء التى تم فكها أثناء عملية النقل ك «المجاديف»، أما المركب الثانية فقد بدأت فيها أعمال الترميم النهائى والتجميع المبدئى لقطعها، بحيث يتم تجميعها داخل المتحف. وتًعرض المركبتان لأول مرة جنبًا إلى جنب فى متحف نوعى يُعد الأفضل على مستوى العالم، إذ سيُرى مركب «خوفو» الأولى وعلى مقربة منها المركب الثانية التى يعمل المرممون المصريون واليابانيون على تجميعها وتأهيلها فى تجربة عرض فريدة من نوعها. 18 قاعة فى المتحف الكبير وتبلغ عدد قاعات المتحف المصرى الكبير 18 قاعة، تبدأ بميدان «المسلة المعلقة»، وتضم مسلة الملك «رمسيس الثاني»، التى نُقلت من «صان الحجر» بمحافظة الشرقية، بحسب مدير عام الترميم بالمتحف المصرى الكبير، مؤكدا أنه تم عرضها بشكل يسمح للزائر بالمرور أسفلها ورؤية خرطوش الملك الذى يُعرض لأول مرة. وأضاف: يأتى بعد ذلك «البهو العظيم»، ويضم تمثال الملك «رمسيس الثانى»، وعامود الملك «مرنبتاح» – الابن الثالث عشر للملك «رمسيس الثانى» – وتمثال ملوك البطالمة وهو من الآثار الغارقة التى عُثر عليها بمدينة «هيراكليون» فى الإسكندرية، ثم «الدرج العظيم»، الذى يضم 60 قطعة أثرية ثقيلة تغطى جميع عصور الحضارة المصرية القديمة بداية من عصر ما قبل الأسرات حتى العصرين اليونانى الروماني. حكايات الدرج العظيم وسيحكى «الدرج العظيم» من خلال القطع المعروضة عليه 4 موضوعات رئيسية، بحسب د. عيسى زيدان، وهى الهيئة الملكية وكيف كان يتم تصوير الملوك من خلال سمات النحت فى العصور المختلفة. وتابع: أما الموضوع الثانى فهو أماكن العبادة فى مصر القديمة، وذلك من خلال عرض مجموعة متميزة من العناصر المعمارية، مثل أعمدة «سا حو رع»، و«ناووس نيتوكريس» وبوابة الملك «أمنمحات»، والموضوع الثالث هو الملك وعلاقته بالآلهة وكيف عبر المصرى القديم عن ذلك بواسطة مجموعة من التماثيل؛ منها ثالوث الملك «رمسيس الثانى» والمعبودات «سخمت» و«بتاح»، وأخيرًا الموضوع الرابع وهو الحياة الأخرى عند قدماء المصريين من خلال عرض مجموعة متميزة من التوابيت، وفى نهاية الدرج يجد الزائر «بانوراما» رائعة لأهرامات الجيزة. التكنولوجيا فى خدمة المعروضات ويستكمل مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير حديثه عن قاعات العرض بالمتحف والسيناريو الخاص بكل قاعة، فيقول إن قاعتى الملك «توت عنخ آمون» تبلغ مساحتها 7500م، مُزودة بأحدث الوسائل التكنولوجية، مثل «الفتارين» ذات التحكم البيئى فى الحرارة والرطوبة إلى جانب «المالتيميديا» و«الهولوجرام»، والشاشات التفاعلية، متابعا: ويُعرض فى قاعتى الفرعون الذهبى 5398 قطعة منها ما يُعرض لأول مرة وذلك طبقًا لسيناريو عرض يُعرف الزائر من هو الملك «توت عنخ آمون» وعائلته، وكيف كانت حياته اليومية؟ ووفاته وقصة اكتشاف المقبرة، بالإضافة إلى قاعات العرض الرئيسية وعددها 12 قاعة تُغطى الحضارة المصرية بداية من عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليونانى الرومانى وأخيرًا متحف مراكب الملك «خوفو». ويختتم د. عيسى زيدان حديثه بالتأكيد، على أنه لم يتم تحديد موعد الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير، موضحا أن ذلك سيتم من قِبل القيادة السياسية مع الأخذ فى الاعتبار الظروف العالمية، فإذ لابد تكون الظروف مناسبة وملائمة حتى نتمكن من التسويق جيدًا للمتحف، وأيضًا دعوة كل رؤساء وملوك العالم لحضور هذا الحدث العظيم.