بروتوكول تعاون بين التعليم والهيئة الوطنية للانتخابات لتعزيز ثقافة المشاركة في الانتخابات    بالصور.. القوات الجوية تحتفل بعيدها الثانى والتسعين    جودة عبد الخالق يكشف سبب رفضه التحول للدعم النقدي    مشهد يشفي الصدور، الجيش الإسرائيلي ينقل جرحاه ويقر بخديعة حزب الله (فيديو)    القوات الجوية الأوكرانية تصد هجوما كبيرا من القوات الروسية قرب كراخوف    الشرطة الأمريكية تعتقل رجلا بحوزته أسلحة خارج تجمع انتخابي لدونالد ترامب    جماهير بوركينا فاسو تقتحم الملعب احتفالا بالتأهل لأمم أفريقيا.. فيديو    نجم إنجلترا: خسرت 500 إسترليني بسبب هدف أرنولد    جمعني الله بكم في الفردوس، آخر ما كتبه مجند القليوبية ضحية حادث قطار المنيا    "الشنطة مفيهاش فلوس".. القبض على 3 متهمين بقتل مهندس إلكترونيات بكفر الشيخ    غدًا، الإعلان عن كشف أثري لأكبر مستوطنة فرعونية بمعبد الكرنك بالأقصر    أنغام تبدع فى حفلات المتحف المصرى الكبير وسط أجواء عالمية    داعية إسلامي لعمر كمال: عملك الطيب لن يذهب سدى ولكن عليك الإخلاص    رئيس الطب العلاجي بوزارة الصحة يتفقد مستشفيات الصدر والرمد والإيمان بأسيوط|صور    جي دي فانس: الأمريكيون يشعرون بأنه تم التخلي عنهم    الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة    تامر عاشور يروج لحفلة الأخير في الكويت    ياسمين عبد العزيز تعود بقوة في رمضان 2025 بمسلسل "وتقابل حبيب"    نبيلة مكرم تزور مؤسسة راعي مصر لبحث سبل التعاون مع التحالف الوطني    37 شهيدا وجريحا حصيلة الغارة الإسرائيلية على المعيصرة و3 في غارات على صور    أفضل المشروبات لعلاج آلام القولون    آية سويلم بنت الإسماعيلية تفوز بذهبية مستر أولمبياد للقوة البدنية بأمريكا    سفينتان خلال 48 ساعة.. وصول 4159 سائحًا إلى ميناء الإسكندرية (صور)    إعلام عبرى: عسكريون بالجيش لم يعرفوا مسيرات حزب الله المستخدمة اليوم    خاص.. الأطباء تنظر في شكوى ضد طبيب قلب شهير    «صبحي» خلال مؤتمر ريادة الأعمال والاستثمار العربي: الكيانات الشبابية قدمت دعم ومساندة للشباب    تسريب مفاجئ في خط طرد صرف يتسبب في انقطاع المياه عن حي غرب أسيوط (صور)    هل صلاة التسابيح تكون بتشهد؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    ما الأفضل في كفارة اليمين الصيام أم الإطعام أم الكسوة؟.. أمين الفتوى يُجيب    واتس اب وإيميل.. الحوار الوطني ينشر وسائل التواصل مع المواطنين للرد على استفسارات الرأي العام    خزينة الأهلي تنتعش ب 1.5 مليون دولار.. تعرف على السبب    «مدبولي» يلتقى محمود محيي الدين بمناسبة انتهاء مهام عمله بصندوق النقد    الجامعة العربية: تمكين الشباب على رأس أولويات الحكومات العربية    ضبط سيدة متهمة بإدارة كيان تعليمى "بدون ترخيص" بالإسكندرية    سيطرة مصرية على جدول ميداليات الفردي والفرق ببطولة العالم للبياثل    عضو «العالمي للفتوى»: هذه العبادة تفتح أبواب الرزق والخير (تعرف عليها)    طبيب سعودي يوضح تطورات إصابة ياسين بونو ومدة غيابه    بيراميدز يسعى لحسم صفقة نجم المنتخب الأولمبي (تفاصيل)    محافظ المنوفية يستقبل مدير صندوق مكتبات مصر العامة    «برغم القانون» الحلقة 21.. تهديد لعابد عناني وصراع مع إيمان العاصي    «5 دقائق».. تعليمات جديدة من التعليم بشأن التقييمات والاختبارات الشهرية لصفوف النقل    ضبط مخابز تتلاعب فى أوزان الخبز بالإسماعيلية وإحالة أصحابها للنيابة    أسباب الإصابة بالربو عند الأطفال    "الخادم والكتاب المقدس" في لقاء خدام "شرقي المنيا"    رابطة الأندية تعلن موعد قرعة الدوري المصري الموسم الجديد    صحيفة إسرائيلية تكشف عن خسائر تل أبيب جراء الهجوم الإيراني الأخير    الثقافة تطلق برنامج "مصر جميلة" المجاني على مسرح 23 يوليو بالمحلة ضمن مبادرة "بداية"    قرار جديد بشأن المتهم بقتل زميله غرقا في القليوبية    للمسنين نصيب من الخير.. التحالف الوطنى يمد يد العون للأسر الأكثر احتياجا ولجميع الفئات العمرية    الطبيب المصري محمد توفيق يكشف للقاهرة الإخبارية سر نجاح 33 عملية في 13 ساعة بغزة    استمرار الانتهاكات الإجرامية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني    وفر تمويل للأنشطة.. النائب طلعت عبد القوي يستعرض مزايا قانون الجمعيات الأهلية الجديد    الأحوال المدنية تستخرج 23 ألف بطاقة رقم قومي للمواطنين بمحل إقامتهم    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى    الداخلية تواصل حملاتها لضبط حائزي المخدرات والأسلحة في 12 محافظة    الأهلي يبدأ مفاوضاته لضم مهاجم أجنبي بعد موافقة كولر    رئيس الوزراء: الوصول للماء أصبح من أبرز التحديات الإنسانية بسبب تنامي الحروب    أسباب انتشار تطبيقات المراهنات في المجتمع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل ومخطط الترتيبات الأمنية فى الإقليم
قضية ورأى
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 13 - 10 - 2024


د. طارق فهمى
تتجه إسرائيل إلى بناء مقاربة أمنية خاصة بأمنها القومى الذى يتعرض وفقًا لمفهوم إسرائيل خالص لتهديدات من سبع جبهات حددها رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، والواقع يشير إلى أن إسرائيل لديها وفرة قوة تعمل على توظيفها بصورة لافتة للوصول إلى حماية نفسها فى بيئة إقليمية وعربية مناسبة، وفى ظل موقف دولى متخاذل لدعم المواقف العربية فى الوقت الراهن، وهو ما برز بقوة فى المواجهات الراهنة بين إسرائيل من جانب وايران، وحزب الله من جانب آخر، والتى ستستمر لعدة أشهر كما استمرت الحرب فى غزة طوال عام كامل دون أن تحسم حتى الآن ما يشير إلى أن ما يجرى فى الشرق الأوسط والخاص بحزب الله وإيران سيطول فى إطار من السيناريوهات الموضوعة، والتى ترتبط بخيارات تعمل عليها إسرائيل وتسعى لتحقيقها بصرف النظر عن قدرتها القتالية وفى إطار مخطط يعتمد على إدارة الأزمة انطلاقا من حسابات ضيقة واعتمادا على قوتها العسكرية من أجل البقاء فى الإقليم، وليس فقط مجرد مواجهة جبهات مواجهة، أو مخاطر واردة على وجودها فقط.
ومن أجل هذا فإن الوصول إلى ما بعد الليطاني، المناطق المتماسة وإعادة السكان ليس فقط المرجو مما يجرى فى لبنان، وإنما أيضا التعامل مع الجانبين المركزى والفرعى أى إيران، وحزب الله وجماعة الحوثيين، وكل ما يهدد أمن إسرائيل فى سياق ما يجرى أى الانتقال تدريجيا كما هو جار للعمل فى سوريا ولبنان ومناطق التماس وفى البحر الأحمر وأيضا فى العراق، والممرات المائية فى خطوة رئيسه تركز على إعادة القدرة على الردع، وهو أمر مرتبط فى المقام الأول بتغيير الصورة فى الإقليم وإجراء تحولات هيكلية فى نمط المواجهات الراهنة والمرتقبة اعتمادا على الحرب على جبهات عدة، والانتقال من مواجهة منابع الخطر الممثل فى الأطراف الوكيلة إلى تحصين إسرائيل فى المديين المتوسط والطويل الأجل من أية مخاطر محتملة ما يؤكد أن إسرائيل ستمضى فى مخططها فى ظل دعم غربى أمريكى بريطانى فى المقام الأول، وفى مواجهة سيناريوهات قد تبدو فى نهاية المطاف مرتبطة بحجم التغيير اللافت والمؤثر والفاعل الذى يمكن أن يوفر لإسرائيل القدرة على التعامل والانتقال تدريجيًا بعسكرة الإقليم والجبهات المناوئة إلى تطهير الإقليم بكل ما فيه من مهددات رئيسة ومؤثرة، ويمكن أن تمثل خطرًا على أمنها القومى مما يتطلب التعامل المباشر بكل هذه القوة.
فالأمن ليس لإسرائيل فقط بل لكل دول الإقليم، وإعطاء الحقوق المسلوبة للفلسطينيين ليس منة أو منحة إسرائيلية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ليس شعارا أو رغبة تتردد، ففى كل الأحوال تدرك إسرائيل أن استمرار حربها فى لبنان، أو فى الجبهات المناوئة بالتعريف الإسرائيلى سيكون فى إطاره، ومن ثم فإن ما تسعى إليه إسرائيل بدخول لبنان بعملية تصفها بالمحدودة، أو شاملة لن تحقق لإسرائيل أى مكاسب حقيقية، أو تأمين لحدودها بل قد يعاد النظر فيما جرى من اتفاقيات خاصة ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، أو أنها ستخسر جراء عدم وجود مقاربات حقيقية، أو رؤية للاستقرار وفقًا لرؤية إسرائيلية عاجزة عن التعامل مع الإقليم وإعادة الاعتماد على خيارات ضعيفة، أو هشة تركز على توظيف القوة الممنهجة، وفى إطار من تقييمات عسكرية واستراتيجية فاشلة، وغير مدركة لطبيعة ما ستواجه إسرائيل من تحديات مرتبطة باستراتيجية النفس الطويل، والحرب الممتدة والصراع المفتوح، وتغيير المحددات التى حكمت الإقليم سنوات طويلة فى ظل انفتاح بنك الأهداف الاستراتيجية التى تعمل عليها إسرائيل فى لبنان وسوريا واليمن مع الانخراط فى مواجهات مكلفة قد تدفع بالإقليم إلى حافة الهاوية خاصة أن إسرائيل ما تزال لها رؤيتها لأمنها القومى مع إعادة تعريف مفهوم الأمن القومى الإسرائيلى فى الوقت الراهن، والاتجاه لتبنى نظرية أمن قومى جديدة يمكن أن توفر وفق جنرالاتها الاستقرار والأمن المطلق، وهو أمر غاية فى الصعوبة فى ظل التحديات الراهنة والمخاطر المستجدة التى تتعامل فيها إسرائيل انطلاقا من أن التعامل مع حزب الله فى الحرب الراهنة لن يحسم بل سيطول وستدفع إسرائيل تكلفة عالية ليس كما دفعت فى غزة خاصة أن إسرائيل تراهن على تغيير شامل فى الإقليم بما يوفر لها أمنها الكامل، ولهذا ستستمر فى الحرب مع الاستمرار فى إجراء الترتيبات الأمنية فى الجنوب اللبناني، ولاحقا فى غزة.
يمكن التأكيد إذا على أن إدارة إسرائيل للمواجهات فى الإقليم فى لبنان وسوريا وفى اليمن والعراق ستحكمها ضوابط مستجدة لن تنجح إسرائيل برغم قوتها النوعية فى التعامل معها وانطلاقا من مواجهات قد تطول، ولن تتم فى سياق عاجل كما تتوهم إسرائيل، وتتصور أنها قادرة على تغيير الشرق الأوسط فى ظل مقاربة محدودة وناقصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.