د. طارق فهمى لتصفية حسن نصر تداعيات هامة أهمها تكريس استراتيجية استخدام القوة من قِبل إسرائيل خلال الفترة المقبلة يكشف الإعلان الإسرائيلى عن اغتيال حسن نصر الله عن تأكيد قدرة الردع الإسرائيلية وترجمة التصريحات السياسية إلى إجراءات عملية من خلال تصفية حسن نصر الله وقيادات عُليا فى الحزب، وبناء قواعد اشتباك جديدة مع حزب الله، ما يشير إلى أن الموقف الاسرائيلى ساعٍ الى تغيير قواعد التعامل مع الحزب وجبهات الإسناد الأخرى من الآن فصاعدا ومحاولة رفع الروح المعنوية للشعب الاسرائيلى واثبات كفاءة وخبرة أجهزة المعلومات الإسرائيلية وقدرتها على التعامل الاستباقى، وتوجيه رسائل سياسية واستراتيجية للجانب الايرانى بالتهدئة وعدم التصعيد عبر وكلائه الإقليميين فى الفترة المقبلة، ومحاصرة وردع حزب الله للقيام بأى عمل استباقى على غرار ما جرى فى 7 أكتوبر فى قطاع غزة مع تأكيد قدرة أجهزة المعلومات الإسرائيلية على التعامل مع مصادر المخاطر والتحديات من الجبهات التى تتعرض لها إسرائيل فى الوقت الراهن ورفع شعبية الحكومة الإسرائيلية الراهنة وإعادة التماسك داخل مكوناتها الائتلافية، إضافة لزيادة شعبية رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو بصورة لافتة مع التشويش على أى تحفظات داخل إسرائيل قبل الاحتفاء بالذكرى الأولى لأحداث 7 أكتوبر، مما سيؤكد على نهج وقوة الموقف الاسرائيلى الراهن، إضافة إلى نقل رسالة إلى الأطراف الداعمة عربيا ولدول (محور الشر) كما اطلق عليها رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو، ما يؤكد قدرة إسرائيل على المواجهة والردع الفعال. وسيكون لتصفية حسن نصر تداعيات هامة أهمها تكريس استراتيجية استخدام القوة من قِبل إسرائيل خلال الفترة المقبلة ولحين اتضاح المشهد أمريكيا بعد الانتخابات التى ستجرى فى 5 نوفمبر المقبل والانتقال الى التعامل العسكرى فى جنوبلبنان وإقامة منطقة عازلة وعلى طول مناطق التماس واتساع رقعة العمل العسكرى الشامل فى الإقليم وحدوث حالة من الانفلات العسكرى والأمنى على طول الجبهات المعادية مما سيودى بإسرائيل لتطوير استخداماتها العسكرية لاستهداف جماعة الحوثيين والفصائل العراقية واحتمالات امتداد العمل العسكرى الى العراق وسوريا وذلك مع استثمار المشهد الراهن وتكريس استراتيجية ضم الاراضى الفلسطينية الى إسرائيل (الضفة الغربية) مع احتمال القيام بعمليات ترانسفير المخيمات فى نابلس وجنين فى حال تمدد المواجهات الى الداخل الفلسطينى وحدوث اضطرابات متوقعة واحتمالات توقف الملاحة على طول الممرات العربية وخليج عدن وباب المندب جراء اطلاق الصواريخ نتاج ما سيجرى. على جانب آخر من المرجح أن يحدث توافق بين المعارضة الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية حول ما قامت به الحكومة ما يشير الى توحد الشعب الاسرائيلى خلف قيادة رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو وارتفاع الحالة المعنوية للشعب الاسرائيلى وفقا لما جرى وصمتت المواقف الداعية للتهدئة مع حركة حماس وضعف الحديث الاسرائيلى عن أى تسوية محتملة على أى جبهة تهدد أمن إسرائيل فى الفترة المقبلة واستمرار التصعيد العسكرى، كما ستتزايد شعبية رئيس الوزراء الاسرائيلى بما سيمكنه من الاستمرار فى مخططه للتعامل مع كل الجبهات المناوئة لأمن واستقرار إسرائيل وغلق ملف المحتجزين بصورة كبيرة الى حين اتضاح مسار التهدئة المؤجلة الى 8 أشهر على الأقل من الآن فصاعدا. فى هذا السياق ستتصاعد النزعة العسكرية الإسرائيلية فى الإقليم بأكمله، خاصة مع صعود جيل من العسكريين الجدد الذين يريدون بناء مجد عسكرى فى الحرب فى لبنانوغزة بل وفى الدول المهددة لأمن إسرائيل ومنها العراق وسوريا. كما ستعمل إسرائيل على إنهاء ما يعرف بجبهات الاسناد بالكامل للانفراد بالتعامل مع كل مهدد لأمن إسرائيل بمفرده مع التعامل مع جماعة الحوثيين كمهدد حالى على وجه السرعة مع التحسب لاحتمالات تعرض إسرائيل خلال الأيام المقبلة لمخاطر من كل الجبهات المناوئة، الأمر الذى سيتطلب سرعة التفاعل والرد المباشر وإن كان ذلك سيكون محكمًا بضوابط الاشتباك الجديدة ومدى تصاعدها، وقد تعمد إسرائيل على تسخين جبهة الضفة الغربية، وليس مستبعدا ان تضع الرئيس محمود عباس فى المقاطعة لإنهاء حياته كما ستعمل الحكومة الإسرائيلية على التصعيد فى مواجهة ايران وقد تقدم على توجيه ضربات على بعض المنشآت النووية كرسالة أولى للتأكيد على الانتقال من حرب الظل الى الحرب العلنية والمباشرة واستخدام القوة الخشنة فى التعامل. من الواضح إذن أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يتعرض لضغوط عاجلة من قيادات المؤسسة العسكرية ورئاسة الأركان وقادة التشكيلات بالتعامل العسكرى الشامل وعدم اتباع خيارات جزئية الأمر الذى قد يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلى للدخول الى الأراضى اللبنانية بالكامل مع تجاوز منطقة الجنوب لاعتبارات متعلقة ببقاء إسرائيل وهو السيناريو الذى تعمل عليه قيادات بارزة فى الجيش الإسرائيلى ويعرف بسيناريو حرب 1967 وذلك فى ظل الحرب على كامل الجبهات المناوئة وفقا لتعريف رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، ومن ثم فإنها ستمضى فى فرض الترتيبات الأمنية فى الإقليم وتكريس سياسة الاحتلال وتبنى إجراءات أحادية الجانب مع عدم التجاوب مع أى دعاوى للتوصل للهدنة فى ظل انحسار المجهودات الراهنة وانتظار نتائج الانتخابات الامريكية.