د. طارق فهمى لن يهدأ الإقليم نتيجة لما تقوم به إسرائيل من ممارسات إجرامية متعلقة باستراتيجية القوة ، وتبنى مقاربات من جانب واحد ، وهو ما برز بالفعل فى غزة وجار التعامل معه على مختلف الجبهات الأخرى التى تحدث نتنياهو أنها سبع جبهات تهدد أمن إسرائيل وتمثل مخاطر حقيقية على بقاء الدولة العبرية فى محيطها الإقليمى والعربى ما يؤكد على أن ما هو قادم من سيناريوهات ستكون مرتبطة بالفعل بدفع الإقليم بأكمله إلى حافة الهاوية، وعدم العمل على خيارات سياسية سواء فى غزة أو اتجاه حزب الله وسيكون هناك تصعيد إسرائيلى مرتبط بما تم خلال الساعات الأخيرة وتوجيه 50 صاروخًا على إسرائيل . ومن ثم - وبصرف النظر عن الرد الإيرانى أو رد حزب الله المتوقع- فان إسرائيل ستمضى فى تبنى استراتيجية الصدام الفاعل ،والتى تركز على دفع كل الأطراف للتعامل انطلاقًا من خيارات للمواجهة وعدم الانصات لصوت العقل فى الوقت الحال ما قد يؤدى إلى مزيد من السيناريوهات الصفرية حيث من المرجح سعى رئيس الوزراء الإسرائيلى لنقل رسالة للجمهور الإسرائيلى بأنه قادر على توظيف كل أدوات التعامل مع الفصائل المناوئة فى الإقليم وأن إسرائيل ستقوم بكل ما فى قدرتها على فرض مكانتها وقدرتها الأمنية والاستخباراتية، كما أن هناك تصور إسرائيل اتضح مؤخرا بأن إسرائيل تريد توظيف الوضع الراهن للإدارة الامريكية ، وبدء انشغالها فى المعركة الانتخابية، وذلك عبر استئناف سياسة الاغتيالات غير المكلفة مع التأكيد على القدرة على تحريك المشهد الأمنى والاستراتيجى لصالح إسرائيل إضافة إلى التغطية على الفشل فى عدم التوصل لاتفاق بشأن التهدئة ، واتمام المرحلة الاولى للتهدئة . وبالتالى التحرر من الضغوطات الامريكية والأوروبية، والتى تسعى لإتمام صفقة تبادل المحتجزين والأسرى مع التأكيد على قدرة إسرائيل على تجاوز كل الخطوط الحمراء ما سيفتح الباب أمام تنفيذ مخطط لاستهداف قيادات أخرى فى حماس فى الخارج وكل حسب دوره فى قائمة الاغتيالات مع تأكيد مصداقية رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو بأن قيادات حركة حماس أو حزب الله وفق تصور أمنى بحت ليسوا بمنأى عن أى استهداف فى ظل ما تم الإعلان عنه منذ عدة أشهر من أن إسرائيل ماضية فى مخططها السياسى والأمنى والاستخباراتي، ولن تسقط أى خيار فى التعامل إضافة إلى الاستمرار فى تبنى خيار القوة فى كل اتجاه سواء تجاه حزب الله ، أو حركة حماس ما يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية لن تهدأ طوال الفترة المقبلة، وأن التصعيد والمواجهة سيكون الحاكم للموقف السياسى والأمنى . فى المجمل العام سيتجه المشهد الراهن فى الإقليم إلى مزيد من التصعيد سواء فى قطاع غزة أو فى الشمال حيث ليس بمستبعد أن تقدم إسرائيل على اغتيال قيادات أخرى من حركة حماس أو الجهاد أو حزب الله حيث لن يكون بمقدور إسرائيل ولاعتبارات سياسية وأمنية الاقدام على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر فى هذا التوقيت برغم التقدير بأن أجهزة المعلومات الإسرائيلية ، وعلى رأسها الموساد قادر على الوصول إليه فى ظل ما يجرى من خروقات أمنية واستخباراتية كبيرة فى طهران أو الضاحية الجنوبية . فى هذا السياق لن يكون فى استطاعة حركة حماس الداخل تصعيد الأمر الا فى نطاقاته الرمزية للتأكيد على وجود خيار المقاومة واستمرارها ، وهو ما سوف توظفه إسرائيل فى استخدام مزيد من القوة فى داخل القطاع ، كما ستستثمر الحالة الراهنة فى فرض الإجراءات الأمنية والاستراتيجية فى القطاع وذلك من جانب واحد الأمر الذى سيؤدى الى مزيد من التصعيد وتقليص مساحة القطاع وفرض استراتيجية الأمر الواقع. وستتجه إسرائيل لعمليات نوعية وتكتيكية تجاه حزب الله، والذى لن يصعد فى المقابل لاعتبارات متعلقة باستراتيجية الحزب وأهدافه الراسخة فى عدم الخروج عن قواعد الاشتباك الراهنة مع التوقع باستئناف سياسة الاغتيالات لقياداته الميدانية وفى المقابل فإن إسرائيل ستعتمد استراتيجية دفع الحزب الى حافة الهاوية مع التصعيد التدريجى وربما الوصول الى عملية كبيرة فى جنوبلبنان لبناء استراتيجية ردع كاملة ، ومن المتوقع أن تقدم إسرائيل على مزيد من الإجراءات والتدابير لاختبار قدرة ايران على الرد والتعامل المتوقع بأن ايران ستتبع استراتيجية الصبر الاستراتيجى فى التعامل وعدم المبادرة بالرد . فى المجمل من المرجح أن تشهد المنطقة خلال الفترة المقبلة مزيدا من التوتر وعدم الاستقرار إذا قررت جبهات الإسناد الرد على ما قامت به إسرائيل مؤخرًا خاصة من قبل التيار الحوثى إضافة الى الفصائل العراقية ما قد يؤدى الى مزيد من المواجهات واحتمالات اقدام إسرائيل على توجيه ضربات فى نفس التوقيت للجبهات المناوئة ، وهو خيار مطروح فى أجهزة المعلومات لاستعادة قدرة الردع فى التعامل .