انطلقت الأسبوع الماضي فعاليات مهرجان "ماي ديزاين" في نسخته الثالثة، والتي تستمر في الفترة من 3 إلى 13 أكتوبر تحت شعار "بالتصميم نغير حياتنا للأفضل"، حيث يجمع المهرجان بين السينما كفن متحرك، وبين العمارة والتصميم الهندسي كفن ثابت، وتضمن المهرجان في دورته الحالية برنامج خاص عن فلسطين بعنوان "عين على فلسطين"، وذلك تعبيرًا عن المساندة والدعم لأبطال غزة في حربهم غير المتكافئة مع إسرائيل، والتي مر عليها عام كامل. شهد حفل الافتتاح الذي أقيم في مقر الجامعة الأمريكية بوسط القاهرة، حضور كلا من فرح الرافعي وإسراء محمود مؤسستا المهرجان، وكوكبة من السينمائيين والفنانين، وعدد من صناع الأفلام المشاركة من مصر، وبعض الدول العربية والأجنبية، وضيوف شرف الدورة، وعدد من الشخصيات العامة ولفيف من الصحفيين والنقاد والإعلاميين ومراسلي المحطات الفضائية. تم في الافتتاح عرض مجموعة من الأفلام العربية التي تناقشت أزمات المنطقة، من فلسطين وسوريا والعراق، كما تنوعت الأفلام بين الرسوم المتحركة والسينمائية القصيرة، بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية وأفلام التصميم. سينما "زاوية" بوسط القاهرة تستضيف عروض المهرجان من 4 إلى 12 أكتوبر، كما تشهد باقي الفعاليات من نقاشات ولقاءات "ماستر كلاس" ومعرضا للتصميم الحركي وتجارب في الواقع الإفتراضي وسيتم خلالها عرض 55 فيلمًا بالمهرجان يمثلون عدة دول منها "إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، النمسا، هولندا"، إضافةً إلى مصر، ومن السعودية وسوريا وفلسطين. "الحفل الختامي" من المنتظر أن يشهد حفل توزيع الجوائز الختامي بسينما "زاوية"، حيث توزع جوائز الأفلام القصيرة، خلال برنامج "فيلم ماي ديزاين كو-لاب"، وهو برنامج إرشادي استمر 7 شهور بقيادة الكاتب والناقد الفني محمد الشاهد والمخرج تامر شعبان، وتم اختيار مصممين ومخرجين بعناية للتعاون والرد على موضوع البرنامج "يلا أخضر"، الذي يتناول قضايا البيئة وتغيُرِ المَناخ في مصر من خلال عدسة التصميم والعمارة وحياة المدينة. "أفلام مثيرة للجدل" كشف الكاتب الصحفي والمستشار الإعلامي للمهرجان، شريف نادر، عن أبرز ما تتضمنه النسخة الثالثة من المهرجان، والتي تحمل شعار "نصمم حياتنا لمستقبلٍ أفضل"، حيث يستكشف المهرجان إنسانيتنا المشتركة بتأثر على الرؤية وراء إبداع التصميمات التى نستخدمها في حياتنا اليومية ومستقبلنا الجماعي، وإزاي قيمنا، ورواياتنا الثقافية، وطموحاتنا الجماعية بتشكل المدن والمساحات التى نعيش فيها. واضاف نادر: "انطلقت الدورة الأولى من المهرجان عام 2020، والثانية عام 2022، وكانت تحت رعاية السفارة الأمريكية والسويسرية، وشهدت عرض 30 فيلم، أما الدورة الثالثة والتي تقام خلال الأيام الجارية، فهي ذات طابع خاص ومختلف، حيث كانت أكبر حجما من خلال مدة العرض للأفلام والفعاليات التي استمرت على مدار 10 أيام متتالية، وتضمنت 55 فيلم متنوع، سواء وثائقي أو تحريك أو روائي قصير". واشار نادر: "تم تخصيص برنامج في هذه الدورة يتحدث عن فلسطين تحت عنوان (عين على فلسطين)، حيث تم عرض 3 أفلام فلسطينية عن معانتهم في مواجهة الاحتلال، منها (لد، شجرة فادية، بيت في القدس)، حيث شهدت هذه الأفلام إقبالا وتفاعلا كبيرا من الحضور، لكونها مواكبة للأحداث، وأيضا لتجسيدها لمعاناة الشعب الفلسطيني منذ 1948 وحتى الآن، وحرص على حضور هذه الأفلام الكثير من الشباب والفتيات والمتخصصين في الصناعة، ومجموعة من طلاب الجامعة الأمريكية، حيث لاقت صدى وإستحسان كبير من الحضور، خاصة إنه بعد عرض الأفلام كانت تنظم حلقات نقاشية قوية". مضيفا إلى أن بعض الأفلام المشاركة تعرض لأول مرة عالميا، ومنها الفيلم المصري الوثائقي "أم الدنيا"، والفيلم التجريبي "لست على حافة الغرق"، والفيلم الوثائقي "باردي"، والأفلام القصيرة "أنامل" و"حي"، وهناك أيضا أفلام أثارت الجدل بعد عرضها في المهرجان، منها الفيلم الوثائقي البرازيلي "صور أشباح"، والفيلم الوثائقي السعودي "وراء الشمس"، والفيلم الفلسطيني الروائي الذي أثار جدل كبير، "بيت في القدس"، وهو إنتاج "فلسطيني – إنجليزي – ألماني – هولندي - قطري"، ويتناول معاناة فتاة فلسطينية تملك بيت في القدس وتحن للعودة له بعد سنوات من الغربة لكنها تجد الوضع وقد تغير تماما في مدينتها، ومن الأفلام المهمة التي عرضت ضمن المهرجان أيضا، الوثائقي الطويل "إعادة تخيل الموضة"، إنتاج إنجليزي أمريكي وإخراج بيكي هنتر، ويتحدث عن الموضة بنظره فلسفية. اقرأ أيضا: افتتاح مهرجان فيلم ماي ديزاين بحضور صناعه والفنان خالد محمود| صور ومن ضمن الفعاليات المهمة، "ماستر كلاس" بعنوان "سيكولوجية الألوان" وأيضا "صناعة سينما تاريخية"، ومن حلقات النقاش التي جذبت الجمهور كانت تلك التي حملت عنوان "بناء العالم في أفلام التحريك" وأيضا "الهروب من المدينة"، ومن الورش المهمة "الفكرة إلى البناء.. تصميم الديكور السينمائي لدى شادي عبد السلام وأنسي أبو سيف". وعن فكرة المهرجان قالت فرح الرافعي، واحدة من مؤسسي المهرجان،: "التصميم جزء أساسي من حياتنا اليومية، والمهرجان يستعرض كيف يؤثر على إنسانيتنا ومستقبلنا، والسينما وسيلة مثالية لعرض هذه القصص بشكل بصري جذاب وسهل، لكي يفهمه الجمهور ويتعاطف معه، خصوصًا الموضوعات التي تتعلق بالإستدامة، الاحتواء، والتأثير المجتمعي". وتضيف فرح: "هذه النسخة ضمت محادثات وورش عمل و(ماستر كلاس) يديرها محترفي الصناعة من مصر وحول العالم، من ضمنهم السيناريست والمخرج المصري محمود رشاد، ومصممة الصوت المغربية سارة قدوري، والمخرجة والمنتجة الإسبانية باتريشا إكيفيريا ليراس، والمعماري اللبناني جورج عربيد، بالإضافة لأعضاء لجان تحكيم مرموقين يشاركوا في تقييم الأفلام، من ضمنهم الممثل وصانع الأفلام أحمد مجدي، والكاتبة والمخرجة يمنى خطاب، ومخرج ومصور وسفير سوني ألفا عبدالرحمن جبر". "تحدي الصعاب" أما عن الصعوبات التي واجهت المهرجان على مدار الدورتين السابقتين، قالت فرح الرافعي: "الصعوبات كانت تتعلق بزيادة الوعي بالمهرجان والموضوعات التي يقدمها، وهذا لأن المهرجان فريد من نوعه، حيث بذلنا مجهود كبير من أجل أن نوضح للجمهور إن المهرجان ليس مجرد عروض أفلام فقط، لكنه في نفس الوقت يتناول موضوعات متخصصة مثل التصميم، العمارة وحياة المدينة من خلال السينما، لذلك كان لابد أن نبذل جهد إضافي لتعريف الجمهور بالمحتوى الإبداعي والتصميمي الذي يقدمه المهرجان، ونشجعهم بإن يحضروا ويشاركوا في الفعاليات المتنوعة". واضافت فرح قائلة: "أكبر تحدي واجه المهرجان في نسخته الحالية فكرة التوسع الكبير في برنامج المهرجان ليغطي 10 أيام، حيث أصبح يشمل ورش عمل، تجارب تفاعلية، جولات في المدينة وعروض متنوعة، وهذا بدوره كان يتطلب مجهودا كبيرا في التنظيم والتنسيق بين الشركاء المحليين والدوليين". الجدير بالذكر إن مهرجان "ماي ديزاين" هو الأول والوحيد في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا المتخصص في عرض أفلام عن التصميم والعمارة والعمران، حيث يجمع بين التصميم والسينما، ويقوم بعرض قصص ملهمة عن التصميم والعمارة وحياة المدينة بإستخدام وسيلة السينما، وهو يعقد كل عامين بالقاهرة.