رسالة واشنطن: منى العزب الكارثة تحرم 2 مليون أمريكى من الكهرباء وفاتورة الخسائر تصل لمليار دولار مع بدء العد التنازلى لانطلاق ماراثون انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد نحو ثلاثة أسابيع، تحول إعصار «ميلتون» خلال اليومين الأخيرين لساحة جديدة للصراع من أجل الوصول للبيت الأبيض وتبادل الاتهامات بين الحزبين الديمقراطى والجمهورى لتوظيف هذه الكارثة الطبيعية سياسيا وانتخابيا. وانتقلت ساحة الصراع إلى ولاية فلوريدا التى يضربها الإعصار، حيث شن المرشح الجمهورى دونالد ترامب هجوما عنيفا على الطريقة التى تتعامل بها الإدارة الأمريكية مع الأعاصير متهما إياها بالفشل، كما هاجم منافسته الديمقراطية كامالا هاريس متهما إياها بالانشغال بالجولات الانتخابية عن دورها الأساسى فى إدارة الأزمة. دفع ذلك الرئيس الأمريكى جو بايدن للرد عليه بأن هجومه ملىء بالأكاذيب واصفا الادعاءات التى أطلقها ترامب بأن المتضررين من الإعصارسيتلقون 750 دولارا نقدا فقط، مضللة وغير صحيحة. كما نفى أيضا تحويل الأموال اللازمة لهذه الأزمة للمهاجرين، معتبرا أن هذا القول سخيف وغير صحيح. وقال بايدن «فى لحظات كهذه، لا توجد ولايات حمراء أو زرقاء، بل هناك فقط الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث يساعد الجيران بعضهم البعض، ويتطوع رجال الإنقاذ لمساعدة الأمريكيين». وحذر بايدن من أن ميلتون قد يصبح «أكثر الأعاصير تدميرا منذ قرن فى فلوريدا». حيث تسبب الإعصار المصحوب برياح قصوى منذ وصوله إلى اليابسة، فى فيضانات مباغتة، حسبما أفادت نشرة المركز الأمريكى للأعاصير. اقرأ أيضًا| ترامب: فوز هاريس سيتسبب في فقدان الدولار لوضعه كعملة احتياطية أما ترامب، فقال إنه لا أحد يستطيع حقاً التنبؤ بالتأثير الذى ستخلفه الأعاصير «هيلين» و«ميلتون» على الانتخابات الرئاسية المقررة فى نوفمبر.. وأشاد فى مقابلة مع برنامج «بن شابيرو شو»، بحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، منافسه السابق فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى، لاستجابته للأعاصير، وذلك ردا على الانتقادات التى وجهتها هاريس للحاكم الجمهورى. يأتى ذلك، فيما انتقدت نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، بسبب ما وصفته ب«ألعابه السياسية»، بعد تقارير أفادت بأن حاكم فلوريدا رفض الرد على مكالماتها الهاتفية لمناقشة الإغاثة من الإعصار. وقالت هاريس إن ألعابه السياسية فى هذه اللحظة، وفى هذه المواقف الحرجة، وفى ذروة الطوارئ، هو أمر غير مسئول تماما، وأنانى ويعد لعبة سياسية».. فى سياق متصل أفادت شبكة «إن بى سى» الإخبارية الأمريكية بأن الحاكم الجمهورى ديسانتيس، لم يرد على مكالمات هاريس بشأن العاصفة، حيث تعانى الولاية من «إعصار هيلين»، وتستعد ل«إعصار ميلتون» هذا الأسبوع معتبراً أن هذه المكالمة لها دوافع سياسية.. كما أشار موظفو حاكم فلوريدا «الجمهورى» أيضاً إلى أنه لم يتحدث مع الرئيس الأمريكى جو بايدن فى الأيام القليلة الماضية بين إعصارى هيلين، وميلتون. وتوجهت هاريس إلى ولاية نورث كارولاينا والتى شهدت أضراراً بسبب الإعصار «هيلين». والتقت نائبة الرئيس بأعضاء الحرس الوطنى وأعربت عن امتنانها للمساعدة التى قدموها للسكان.. قالت هاريس فى مدينة شارلوت إن المسئولين الفيدراليين ومسئولى الولايات سيواصلون العمل معاً لتقديم «الإغاثة والدعم والمساعدة للأشخاص الأكثر احتياجاً». وأحدث إعصار «ميلتون»، الذى ضرب ولاية فلوريدا، دماراً هائلاً من غرب الولاية إلى شرقها، حيث تسبب فى زوابع أدت إلى مصرع أربعة أشخاص على الأقل وانقطاع الكهرباء عن ملايين الأشخاص. حرم الإعصار ما لا يقل عن 2 مليون منزل من التيار الكهربائى ليل الأربعاء والخميس وفق ما ذكر الموقع المتخصص «باور اوتيتدج». وتراجع ميلتون إلى الفئة الثالثة وفق تصنيف من خمس فئات، بيد أن المركز الأمريكى للأعاصير لا يزال يعتبره «قويا». تشير تقديرات الحكومة الأمريكية إلى أن أضرار ميلتون ستبلغ مليار دولار على الأقل، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تسريع جهود التخفيف من آثار تغير المناخ. حيث تواجه الولاياتالمتحدة بالفعل تكاليف بقيمة 20 مليار دولار من الكوارث هذا العام وحده.