في هذه الأيام المباركة تحل علينا الذكرى ال51 لانتصار السادس من أكتوبر، الذي أعاد فيه الجيش المصري الباسل أرض سيناء الغالية ، وقدم جنوده كل غال ونفيس في سبيل تحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة . ففي مثل هذا اليوم ، تخطت القوات المسلحة المصرية العوائق والصعاب ، وحققت نصرا تاريخيا ، ما زالت أصداؤه تتردد في ضمير الأمة العربية . في هذه الذكرى الوطنية المجيدة ، نترحم أولا على أرواح شهدائنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم فداءا للوطن ، ونسأل الله أن يرحمهم ويغفر لهم ، كما نحيي أبطالنا الأحياء الذين ما زالوا بيننا ، نستلهم منهم روح التضحية والبذل . إن هذه الذكرى الطيبة هي فرصة لاستحضار عبق الأيام الخالدة في تاريخ مصر الحديث ، ولإعادة إحياء روح أكتوبر في الأجيال القادمة . في السادس من أكتوبر 1973 ، كان النصر العربي مشتركا على الجبهتين المصرية والسورية . تلك الحرب لم تكن مجرد معركة عسكرية ، بل كانت خطوة عملاقة في تحرير الأرض واستعادة الكرامة الوطنية والعربية ، بعد سنوات من الحروب التي بدأت عام 1948 ، مروراً بحربى 1956 ، و 1967 ، وصولاً إلى مرحلة الاستنزاف التي مهدت لحرب أكتوبر المجيدة . لقد أنهى نصر أكتوبر حالة "اللا سلم واللا حرب" التي كانت تثقل كاهل الأمة العربية . وجاء العبور العظيم ، لتؤكد القوات المسلحة المصرية أنها قادرة على كسر المستحيل ، في واحدة من أقدس الحروب في التاريخ العربي الإسرائيلي . تحية إلى جنود وضباط القوات المسلحة ، الذين لا يزالون يحملون الراية ، ويحافظون على حدود مصر وأمنها القومي ، ويحمون مصالحها الاستراتيجية . هؤلاء الأبطال هم امتداد لأولئك الذين خاضوا حرب أكتوبر ، ويستحقون منا كل تقدير واحترام . فهم رمز للصمود والإصرار ، وقدوة للأجيال القادمة . في ذكرى أكتوبر المجيدة ، نؤكد أن مصر قادرة على مواجهة التحديات ، وأننا بإذن الله قادرون على تحقيق النصر . إن الذكرى ال51 لانتصار أكتوبر ، تأتي لتذكرنا بأن الإرادة القوية والصمود الوطني هما الطريق نحو تحقيق النصر . فتحية لمصر ، وتحية لشهدائها الأبرار ، وتحية لأبطال القوات المسلحة الذين قدموا أرواحهم فداءا للوطن . [email protected]