في خطوة مثيرة للجدل، اختار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نبرة متشائمة في خطابه الأول بعد العطلة الصيفية، مما أثار تساؤلات حول استراتيجيته السياسية، ووفقًا لصحيفة التليجراف البريطانية، فإن هذا النهج قد يشكل خطأً استراتيجيًا كبيرًا لحزب العمال، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحالية في المملكة المتحدة. نبرة التشاؤم في خطاب ستارمر يشير التقرير إلى أن ستارمر أشار في خطابه "الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسن"، وهو ما يعتبره كاتب المقال خطأً استراتيجيًا، فبحسب الصحيفة البريطانية، تمتلك الحكومة الجديدة فرصة لتغيير سردية البلاد، وليس تكرارها. وتضيف الصحيفة البريطانية أن ستارمر قد لا يكسب الكثير من خلال ترديد أفكار متشائمة مماثلة لتلك التي يرددها بعض السياسيين المحافظين. الواقع الاقتصادي.. بين التفاؤل والتشاؤم تلفت الصحيفة الانتباه إلى أن ستارمر يخلط عمدًا بين "الاقتصاد" والمالية العامة، وهو ما تعتبره التليجراف يكشف عن قلة خبرة رئيس الوزراء في كيفية عمل الأعمال والقطاع الخاص. فبينما تعاني المالية العامة من مشاكل، يشهد الاقتصاد البريطاني بعض المؤشرات الإيجابية، إذ ارتفعت متوسطات الأجور الحقيقية في بريطانيا منذ عام 2023، وانخفض التضخم منذ 2022، كما تتمتع بريطانيا بأسرع اقتصاد نموًا بين دول مجموعة السبع الغنية، مع انخفاض في معدلات البطالة. دروس من التاريخ السياسي الأمريكي يستشهد تقرير التليجراف بحملة "إنه صباح جديد في أمريكا" التي قادها المدير الإعلاني هال ريني لصالح الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في عام 1984، إذ ان هذه الحملة، التي اعتمدت على موجة من التفاؤل ودفعة "الأمور يمكن أن تتحسن فقط"، نجحت في دفع ريجان للفوز بالانتخابات الرئاسية. ويقترح الصحيفة أن على ستارمر، الذي يميل إلى التزمت والتوبيخ الصارم، أن يتعلم من هذه التجربة. إعادة إشعال نار التفاؤل ترى الصحيفة أن خطاب ستارمر كان فرصة كبيرة لتحديد نبرة المرحلة التالية من حكومة حزب العمال، خاصة بعد صيف مليء بالعنف والأخبار القاتمة عن المالية العامة، إذ كان من الممكن أن يستغل ستارمر هذه الفرصة للحديث عن وجهة البلاد وكيفية قيادته لها. لكن بدلاً من ذلك، اختار نبرة كئيبة تقترب من الجنائزية. نصيحة للقيادة السياسية يختتم التقرير بنصيحة لستارمر مفادها أن القيادة ليست تعليقًا على اليوم، بل هي قصة عن الغد. ويشير إلى تجربة كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تحدثت عن "فرصة ثمينة للمضي قدمًا متجاوزين المرارة والتشاؤم والمعارك الانقسامية للماضي"، ويقترح الكاتب أن على ستارمر أن يتبنى رسالة مماثلة تركز على الأمل بدلاً من الخوف.