عيّن ملك بريطانيا تشارلز الثالث رسميًا زعيم حزب المعارضة البريطاني البالغ من العمر 61 عامًا، كير ستارمر، رئيسًا لوزراء البلاد، بعدما حقق انتصارًا كبيرًا لحزب العمال في الانتخابات البريطانية 2024، وذلك بعدما استقال ريشي سوناك من زعامة حزب المحافظين عقب هزيمته الساحقة في الانتخابات التشريعية ببريطانيا. وخلال السطور التالية، توضح «بوابة أخبار اليوم» السيرة الذاتية لرئيس وزراء بريطانيا الجديد كير ستارمر. اقرأ أيضًا: تعيين «كير ستارمر» رئيس وزراء بريطانيا خلفًا ل«سوناك» تولى كير ستارمر زعامة حزب العمال منذ أربع سنوات، خلفًا لجيريمي كوربن، خلال فترة قيادته، وسعى إلى إعادة توجيه الحزب من توجه كوربن اليساري البارز نحو الوسط، بهدف جعله أكثر جاذبية للناخبين في المملكة المتحدة، وذلك وفقًا لشبكة "بي بي سي" البريطانية. وبدأ ستارمر مسيرته البرلمانية في سن متأخر نسبيًا، في الخمسينيات من عمره، بعد نجاحه البارز كمحامٍ، ورغم ذلك، كان مهتمًا بالسياسة منذ شبابه وكان يحمل توجهات يسارية. مولده وتعليمه كما وُلد ستارمر عام 1962 في لندن، ونشأ في مقاطعة ساري في جنوب شرق إنجلترا ضمن عائلة تضم أربعة أبناء. ويؤكد ستارمر دائمًا على أصوله من الطبقة العاملة، حيث كان والده خراطًا في أحد المصانع، بينما كانت والدته ممرضة. أما عن عائلة كير ستارمر، فكانت من أنصار حزب العمال البريطاني، واختاروا له اسم "كير" تيمنًا بأول زعيم للحزب، كير هاردي، الذي كان عامل مناجم. وعاش ستارمر في أسرة مضطربة، وعانت والدته طوال حياتها من داء ستيل، وهو مرض مناعي ذاتي جعلها غير قادرة على المشي أو الكلام، وانتهى ببتر ساقها في النهاية. اقرأ أيضًا: «سوناك» يستقيل من زعامة حزب المحافظين بعد هزيمته بالانتخابات التشريعية وانضم كير ستارمر، إلى كوادر الشباب في حزب العمال البريطاني في منطقته في سن السادسة عشرة، وكان يشارك في تحرير مجلة "البدائل الاشتراكية" لفترة. وكان كير، أول فرد في عائلته يلتحق بالجامعة، حيث درس القانون في جامعتي ليدز وأكسفورد، وعمل لاحقًا كمحامٍ متخصص في حقوق الإنسان، وخلال هذه الفترة، ناضل لإلغاء عقوبة الإعدام في دول أفريقية وكاريبية. وفي عام 2008، تم تعيين ستارمر رئيسًا للنيابة العامة، ثم تولى رئاسة دائرة النيابة العامة وخدمات الإدعاء الملكية البريطانية، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2013، وحصل على لقب فارس في العام التالي. حياته السياسية انضم كير ستارمر إلى مجلس العموم البريطاني في عام 2015 كنائب عن دائرة هولبورن وسانت بانكراس في لندن، وكان حزب العمال البريطاني في ذلك الوقت في صفوف المعارضة تحت قيادة جيريمي كوربين، السياسي المعروف بتوجهاته اليسارية المتشددة. اقرأ أيضًا: الانتخابات البريطانية.. المحافظين خارجا والعمّال على أبواب الحكومة وتولى ستارمر حقيبة وزارة الداخلية في حكومة الظل، حيث كان مسؤولا عن مراقبة ومراجعة سياسات الحكومة التنفيذية في مجالات مثل الهجرة، بعد تصويت المملكة المتحدة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، أصبح ستارمر وزير حكومة الظل لشؤون البريكست. في هذا المنصب، عمل ستارمر على الضغط من أجل إجراء استفتاء ثانٍ حول البريكست، وبعد الانتخابات البريطانية العامة لعام 2019، سنحت الفرصة لستارمر ليتولى قيادة حزب العمال. وكانت نتائج تلك الانتخابات البريطانية في ذالك الوقت كارثية للحزب، حيث شهد أسوأ هزيمة له منذ عام 1935، مما أجبر جيريمي كوربين على الاستقالة، وفاز السير كير بقيادة الحزب بأجندة يسارية تركز على تأميم شركات الطاقة والمياه، وتوفير التعليم الجامعي المجاني. وفي ظل قيادة جيريمي كوربين، كان الحزب يعاني من انقسامات داخلية واضحة بين جناحيه وهم: اليسار المتشدد واليسار المعتدل. اقرأ أيضًا: الضرائب تتصدر الأجندة الانتخابية.. الأحزاب البريطانية تسعى لاستمالة الناخبين بوعود وأكد ستارمر رغبته في توحيد صفوف الحزب وجمع الفصائل المتناحرة، مع المحافظة على "راديكالية" كوربين، محذرا من التوجه الشديد نحو الوسط. وفي وقت لاحق، قرر كير ستارمر تعليق عضوية جيريمي كوربين في حزب العمال البريطاني بسبب الخلاف حول التقرير المتعلق بمكافحة معاداة السامية داخل الحزب خلال فترة قيادة كوربين. ويدعي العديد من أنصار اليسار المتشدد أن ستارمر يسعى لإعادة ترتيب الحزب لضمان ترشيح الأعضاء المعتدلين فقط للبرلمان. ومن المفترض أن يسافر كير ستارمر إلى قصر باكنجهام اليوم الجمعة حيث سيطلب منه الملك تشارلز تشكيل حكومة، بعد إنهاء حكم المحافظين الذي دام 14 عامًا.