«الليلة الأخيرة».. نحن على أعتاب آخر فرحة انتصار وحزن انكسار على الملعب الأوليمبى ببرلين فى منافسات بطولة أمم أوروبا حاليًا بألمانيا، وتفصلنا ساعات على نهائى اليورو بين المنتخب الإسبانى والإنجليزي، العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة، ويبحث المنتخبان عن اللقب فى محطته النهائية، ووصل إسبانيا لهذه المباراة بعد مشوار يستحق بأن ينتهى بالتتويج باللقب ولم يتعرض لأى هزيمة أو تعادل فى البطولة، بينما الإنجليز لعب الحظ دورا كبيرا فى وصولهم لهذه المباراة، على الرغم أنهم استفاقوا فى مواجهة هولندا بنصف النهائى. بينما كان المستوى على مدار البطولة بشكل عام لم يكن مرضيا للإنجليز، وها هما الآن يفصلهما 90 دقيقة أخيرة، يمكن أن تمتد إلى أشواط إضافية، ولم لا تنهيها ركلات الترجيح؟ فإسبانيا تبحث عن اللقب الرابع تاريخيًا فى حين أن الإنجليز يأملون فى تسجيل اسم منتخب بلادهم فى سجل المتوجين بالبطولة، فهم لم يتوجوا باللقب من قبل.. صحيح المنتخب الإنجليزى يتفوق من الناحية التسويقية بمليار و52 مليون يورو، مقابل 965 مليون يورو ل»لاروخا» لكن أبناء الإسبانى لويس دى لا فوينتى المدير الفنى لإسبانيا صاحب ال63 عاما يمتلك جيلا مميزا جدًا هذه الفترة فى المنتخب بكل خطوطه ولا صوت يعلو على لامين المراهق صاحب ال16 عامًا الذى يربك حسابات أى منتخب فى البطولة، واللاعب متفوق على نفسه بأداء وأهداف. وعلى الجانب الآخر يمتلك الإنجليزى ساوثجيت صاحب ال53 عامًا مدرب «الأسود الثلاثة» جيلا قويا ينقصه حُسن التخطيط وأبرزهم بيلينجهام الذى تساءل البعض فى بداية البطولة، هل هو منتخب الإنجليز أم منتخب بيلينجهام ؟ نظرًا لتفوقه اللافت دونًا عن باقى اللاعبين، وانتقدت الصحافة الإنجليزية المدرب وأداء المنتخب فى مباريات البطولة لكنها بدأت أن تتعافى فى النهاية.. وتشير الإحصائيات إلى تفوق إسبانيا بعد فوزها فى جميع مبارياتها الست بينما كان مشوار المنتخب الإنجليزى متذبذبا بين 3 انتصارات و3 تعادلات، على الرغم من عدم وجود أى هزائم أيضًا لكن المشاعر مختلفة لدى المنتخبين، ففريق لويس دى لا فوينتى لم يتعرض لأى هزيمة طوال البطولة، وفريق جاريث ساوثجيت كان يفوز بصعوبة فى المباريات الإقصائية. فقد قلب تأخره بهدف أمام سلوفاكيا إلى فوز 2-1 بهدفى جود بيلينجهام فى الدقيقة 95 وهارى كين فى بداية الوقت الإضافي؛ ثم فازوا على سويسرا بركلات الترجيح، وفى نصف النهائى حققوا فوزا صعبا على هولندا 2-1 بعد تأخرهم بهدف.. اقرأ أيضا| كومان: أفضل مواجهة هذا المنتخب بنهائي اليورو وسجلت إسبانيا 6 أهداف أكثر من إنجلترا، لأنها تسدد أيضًا أكثر منها وهناك فرق 42 تسديدة 108 مقابل 66 ليس هذا فقط بل أطلق الفريق الإسبانى 37 كرة بين الخشبات الثلاث، أى ضعف منتخب إنجلترا.. وهناك فارق كبير فى التسديدات ودقة التصويب يعبر عن الفروق الهجومية بين الفريقين كما نفذت إسبانيا هجمات أكثر من إنجلترا، ب 351 هجمة مقارنة ب 313 للإنجليز. وبلغ عدد الركلات الركنية لإسبانيا 34 مقابل 22..وبالمثل، استعادت إسبانيا عددًا أكبر من الكرات 255 مقابل 225 وهناك إحصائية واحدة تظهر كاستثناء: الاستحواذ. تتفوق إنجلترا باستحواذها على الكرة بنسبة 58.8% مقارنة بإسبانيا 57.3%.