يتمتع مصطفى غريب بموهبة فنية استثنائية وقبول وحضور طاغ على الشاشة، نجح بخفة ظله في إختراق قلوب الجماهير بمختلف فئاتها العمرية، وحقق شعبية كبيرة لدى الأطفال, ترك بصمة واضحة في كل شخصية قدمها، حيث لا ينظر إلى حجم أو مساحة الدور بقدر اهتمامه بالمضمون الذي يقدمه.. يعيش مصطفى حاليا حالة من النشاط الفني، حيث يشارك في مجموعة مميزة من الأعمال الفنية التي ينتظرها الجمهور بشغف.. وفي هذا الحوار، سنتعرف على تجربته الجديدة مع النجمة ليلى علوي وفيلم "المستريحة"، ونكتشف رحلته التي تعود بالزمن 15 عاما وكيف تكونت شلة "الزناتي" من خلال إعادة تقديم فيلم "شمس الزناتي" للزعيم عادل إمام, وتفاصيل أخرى حول مشاريعه المقبلة. كيف كانت تجربتك في المشاركة كضيف شرف خلال فيلم "إكس مراتي" مع هشام ماجد؟ تجربة ممتعة ورائعة، وكنت متحمسا جدا للعمل مع الطاقم المميز الذي ضم هشام ماجد، تايسون، أمينة خليل والمخرج معتز التوني، حيث أكن لهم حب وإحترام كبير, وعندما عرضت علي الفكرة، وافقت على الفور, و شاركت في مشهدين فقط، لكننا عملنا بجد على تحضيرهما والعناية بكل التفاصيل، وكنت سعيدا جدا بأدائهما فهما من أحب المشاهد إلى قلبي، واستمتعت بالتعاون مع الجميع، وأعتقد أن التجربة أضافت قيمة كبيرة لي كممثل. رغم أن الدور اقتصر على مشهدين فقط إلا أنه حقق ردود أفعال قوية.. ما سر هذا التأثير؟ ليس سرا, لكن قبول من عند الله أولا، ثم الاجتهاد في تقديم أداء صادق ومؤثر رغم حجم الدور, والتركيز على التفاصيل الصغيرة والتفاعل مع باقي عناصر العمل بشكل مميز يساهم في ترك انطباع قوي، حتى في الأدوار التي قد تبدو محدودة في المساحة. كيف يمكن أن تكون الأدوار الصغيرة بنفس أهمية الكبيرة؟ لا أعتقد أن هناك مفهوما حقيقيا لما يسمى ب"الدور الصغير" أو "الكبير", الأهم هو كيفية تقديم الدور, فالمسألة تقاس بالجودة وليس بالكم, وهناك أمثلة عديدة لأشخاص قدموا مشهدا واحدا فقط في عمل، ومع ذلك تركوا أثرا كبيرا في ذاكرة الجمهور من خلال هذا المشهد, فالأدوار الصغيرة التي تؤدى بإتقان وتسهم في الحبكة الدرامية أو تعزز من جودة الأداء العام يمكن أن تكون لها قيمة كبيرة وتترك إنطباعا قويا. شكلت ثنائي ناجح مع هشام ماجد في مسلسل "أشغال شقة"، كيف تصف "الكيميا" بينكما؟ وهل هناك مشاريع جديدة ستجمعكما؟ هشام ممثل رائع يتمتع بشعبية كبيرة، ومعروف بتعاونه وإحترافيته, ولدينا تواصل قوي وتفاهم متبادل, وهو شخص يشعر الجميع بالراحة معه مما يعزز من "كيميا" العمل، ويجعله محبوبا لدى كل من يعمل معه.. وبالفعل نخطط لمشاريع جديدة معا، بما في ذلك الجزء الثاني من مسلسل "أشغال شقة" الذي نأمل عرضه في رمضان المقبل، بإذن الله. قدمت في مسلسل "أشغال شقة" شخصية "عربي"، وفي مسلسل "الكبير قوي" شخصية "العترة".. كيف تمكنت من إبراز تميز كل شخصية بشكل منفصل؟ "عربي" و"العترة" شخصيتان مختلفتان تماما, وقد خصصت وقتا كافيا لدراسة كل شخصية، ومع "العترة" قضيت وقتا مع الأطفال لفهم الشخصية وإلتقاط تفاصيل دقيقة حول سلوكهم، مع إضافة الطابع الكوميدي, أما "عربي" فقد عملت مع المخرج خالد دياب ومع هشام ماجد لرسم تفاصيل الشخصية بدقة، حيث أضفنا وحذفنا عناصر لضمان تطوير سماتها ومزجها بخفة الظل والواقعية التي تتناسب مع طبيعة العمل.. وأنا أحب الشخصيتين، ولكل عمل فريق مميز ساهم في نجاحه, فلم تواجهني أي صعوبات في كلا العملين بفضل التعاون الرائع بين الفريقين. بالنسبة للإعلان التلفزيوني الذي جمع بينك وبين هيفاء وهبي.. كيف جاءت فكرة هذا التعاون؟ الفكرة من إبتكار المخرج، وتحمست لها جدا، وكنت حريصا على أن يتضمن الإعلان فكرة مبتكرة وليس مجرد إعلان تقليدي, حيث تظهر هيفاء كأنها واقعة في غرامي، وبمجرد أن توصلنا إلى الفكرة المناسبة، بدأنا في التنفيذ على الفور. ما أبرز المواقف التي تتذكرها مع هيفاء أثناء التصوير؟ كانت مواقف ولحظات من التفاعل والتعاون الممتع, هيفاء شخصية رائعة ومحبوبة، وعند التصوير كنا نعلق على تواضعها بعبارات مثل "أنت على الله جدا", وكان هناك بعض التعليقات من الناس تسأل: "كيف يمكن لشخصية بارزة مثلها أن تكون متواضعة؟"، لكنها أظهرت تعاونا وودا كبيرين طوال عملية التصوير، مما جعل التجربة ممتعة للغاية. هل من الممكن أن يجمع بينكما عمل فني مشترك؟ بالتأكيد، العمل مع فنانة مميزة مثل هيفاء وهبي تجربة رائعة, ومن الممكن أن يجمعنا عمل فني مشترك في المستقبل، إذا كان هناك نص قوي وموضوع مميز، وفريق عمل ممتاز, فهي عوامل تساهم بنجاح التعاون وتجعل العمل المشترك مثمرا. بالنسبة لفيلم "المستريحة" مع ليلى علوي.. ما تفاصيل الشخصية التي تجسدها؟ وكيف تم التحضير لها؟ لا أفضل الكشف عن تفاصيل الشخصية الآن, لكن ما يمكن قوله أنني أجسد دور ابن ليلى علوي خلال الأحداث, وقمنا بجلسات تحضير مكثفة لضمان تقديم الأداء بشكل مميز, وأتمنى أن يحالفنا النجاح وينال الفيلم إعجاب الجمهور عند عرضه. ما الرسالة والفكرة الرئيسية التي يحملها الفيلم؟ الفيلم يحمل رسالة قوية حول مفهوم "كما تدين تدان"، من خلال حبكة متقنة وأحداث مشوقة، ويستعرض كيف تؤثر أفعال الشخصيات على مصائرها، مما يعكس المفهوم الفلسفي والأخلاقي لهذا المبدأ, ويتم تقديم هذه الفكرة بطريقة غير مباشر, وهي الفكرة الأساسية للفيلم دون الدخول في تفاصيل، حفاظا على خصوصية العمل, وعند عرض الفيلم سيتم فهم الرسالة ويكتشف الجمهور المغزى بشكل كامل. كيف كانت تجربتك مع إعادة تقديم فيلم "شمس الزناتي" بالتعاون مع محمد إمام؟ "شمس الزناتي" من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، وتجربة مثيرة مليئة بالتحديات لنا جميعا كصناع للعمل، خصوصا مع الحرص على تقديم رؤية جديدة تحافظ على روح الفيلم الأصلي, والتعاون مع محمد إمام كان رائعا، خاصةً بعد تجربتي السابقة معه في فيلم "اللعب مع العيال", وبفضل الله، حظيت بفرصة العمل مع فريق متعاون ومتفان، حيث كان تركيز الجميع منصبا على تقديم أفضل ما لديهم, واستفدت كثيرا من هذه التجربة، سواء على الصعيد الفني أو الإنساني، إذ تعلمت من زملائي الكثير. ما طبيعة الشخصية التي تجسدها في الفيلم؟ أجسد شخصية "جعيدي", وهي نفس الشخصية التي سبق وقدمها الراحل إبراهيم نصر في فيلم "شمس الزناتي" مع "الزعيم" عادل إمام، وأتمنى أن يحظى الفيلم بإعجاب المشاهدين، ويحقق النجاح الذي نطمح له. حالة من النشاط الفني وأعمال فنية جديدة في إنتظار العرض.. كيف تنظم وقتك وتوازن بين المشاريع المختلفة؟ تنظيم الوقت يمكن أن يكون تحديا كبيرا, ولتنظيم الوقت أهمية كبيرة ويتطلب تحديد الأولويات ووضع جدول زمني لكل عمل, لكن عندما يعرض علي عمل جيد وأكون مشغولا بأعمال أخرى، أحيانا أجد نفسي أرغب في قبوله، حتى لو كان ذلك يتطلب مني التضحية بوقتي وراحتي الشخصية. ما الخطوات التي تتخذها لضمان تقديم أفضل أداء لكل عمل وشخصية؟ كل عمل وكل شخصية تخضع لدراسة دقيقة من خلال قراءة النص بشكل متأن والبحث عن الخلفية الثقافية والاجتماعية والأبعاد النفسية للشخصية، حيث نقضي وقتا طويلا على الورق لنحول الشخصية إلى كيان حقيقي ينبض بالحياة ويشبه الناس العاديين حتى تتسم بالواقعية والمصداقية, وإذا كانت هناك إمكانية نقوم بإجراء مقابلات مع شخصيات مشابهة في الحياة لالتقاط تفاصيل حياتية تعزز من واقعية الشخصيات. اقرأ أيضا : تفاصيل دور مصطفى غريب في «المستريحة» بطولة ليلى علوي