■ كتب: محمد حامد في الصدام قبل الأخير، والمواجهة التي تسبق المشهد الختامي التي تؤهل للتواجد في اللقطة الختامية، تقام غدًا مباراة نصف النهائي الآخر من النسخة السابعة عشرة لكأس الأمم الأوروبية المقامة حالياً في ألمانيا بين إنجلتراوهولندا على ملعب سيجنال إيدونا بارك بمدينة دورتموند في العاشرة مساء بتوقيت القاهرة، وتبدأ مباراة نصف النهائي الآخر بعد ساعات قليلة بين فرنسا وإسبانيا. مواجهة هولنداوإنجلترا تعد كلاسيكية ومنتظرة بين مدرستين تفتقد كل منها إلى لقب يمتلكه الآخر، فهولندا لا تملك سوى لقب وحيد وهو كأس الأمم الأوروبية عام 1988 في النسخة التي أقيمت بألمانياالغربية لذا فيأملون أن يعيد الزمن والتاريخ نفسه بعد 36 عاماً ليتوجوا مجددًا باللقب القارى فى البلد نفسها "ألمانيا" مع الفارق أن مُسمّى ألمانيا وقتها كان ألمانياالغربية حينما كانت مُقسمة بين الغربية والشرقية قبل أن تتوحد فى اسم ألمانيا بعد سقوط جدار برلين، وفى المقابل لا تملك إنجلترا فى تاريخها تتويجا أوروبيا خلال ست عشرة نسخة سابقة من اليورو، مكتفية بالمركز الثالث عام 1968 ونصف نهائى النسخة التى استضافتها عام 1996 ثم وصافة النسخة الماضية 2020 التى استضافت نصف النهائى والنهائى فقط منها. أما ما تمتلكه إنجلترا ولا يوجد فى تاريخ هولندا، هو التتويج المونديالى بنسخة كأس العالم الشهيرة عام 1966 التى حصل عليها الإنجليز بعد الفوز على ألمانياالغربية في النهائي 2/4. وفى المقابل أنهى منتخب الطواحين منافسات مونديال أعوام 1974 و1978 و2010 فى الوصافة. أما العامل المشترك بين إنجلتراوهولندا فى اللقب الوحيد لكل منتخب، هو الفوز على ألمانيا بالنهائى، والآن يخوضون منافسة قارية قاربت على النهاية بألمانيا، فمن يستطيع منهما إعادة التاريخ والماضى السعيد لبلاده ؟ ◄ تاريخ إنجليزي أما عن تاريخ المواجهات المباشرة بين المنتخبين فإن التفوق يذهب للإنجليز، من أصل 31 مواجهة سابقة، فاز منتخب الأسود الثلاثة 13 مرة، بينما فاز منتخب الطواحين 9 مرات وتعادلا فى 9 مباريات أيضًا. وتعود أول مواجهة بين المنتخبين ل 117 عاماً عندما فاز الإنجليز فى 1907 خلال مباراة ودية بنتيجة 1/8. ولم تكن هذه النتيجة الكبيرة الوحيدة للإنجليز في تاريخ المواجهات بينهما، فقد فازوا أيضاً 2/12 فى نفس العام، و1/9 فى عام 1909، و2/8 عام 1946. أما فى اليورو فهناك مواجهتان، فاز منتخب هولندا 1/3 بنسخة 1988، فى المقابل فاز منتخب إنجلترا 1/4 خلال مواجهة نسخة 1996 والتى أقيمت على أرض الإنجليز، وكانت المباراتان في دور المجموعات بكل بطولة. أما عن آخر مباراة رسمية أقيمت بين المنتخبين كانت فى يونيو 2019 فى قبل نهائى دورى الأمم الأوروبية وفاز منتخب هولندا 1/3. ◄ مشوار صعب أما عن مشوار المنتخبين فى النسخة الجارية من البطولة، فإنه لم يكن سهلاً على كل منهما، فقد تأهل منتخب إنجلترا في صدارة المجموعة الثالثة، ولكنه فاز فى مباراة واحدة فقط على نظيره الصربي بهدف، ثم تعادل إيجابياً مع الدنمارك 1/1 ثم تعادل سلبياً مع سلوفينيا ليتصدر بخمس نقاط. وفى دور الستة عشر، فاز بصعوبة بالغة على سلوفاكيا بالوقت الإضافى من المباراة 1/2 بعدما كانوا متأخرين بهدف، أما فى دور الثمانية فصعدوا بركلات الترجيح على حساب سويسرا بعد انتهاء الوقت الأصلى والإضافى 1/1. أما منتخب هولندا فقد تأهل ضمن أفضل "ثوالث" باحتلاله المركز الثالث عن المجموعة الرابعة، فاز خلالها على بولندا 1/2 فى الدقائق الأخيرة من المباراة، ثم تعادل مع فرنسا سلبياً، وخسر 2/3 من النمسا بالجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات. فى دور الستة عشر فاز الهولنديون على رومانيا بثلاثية فى أسهل مبارياتهم بالبطولة الحالية، أما فى دور الثمانية فقد فازوا على تركيا بصعوبة 1/2 بعدما كانوا متأخرين بهدف. ◄ توابع المشوار ويبقى الفارق بين المنتخبين أن لياقة المنتخب الهولندى ستكون أفضل نظراً لعدم احتياجهم لوقت إضافى فى مباراتى الدور الإقصائى، على عكس الإنجليز الذين عانوا فى المباراتين.. كما أن لمشوار الخمس مباريات فى البطولة الجارية دلائل خاصة بأرقام الدفاع والهجوم، فقد بدا ظاهرياً أن هجوم منتخب هولندا أقوى من نظيره الإنجليزى، سجل هجوم الطواحين تسعة أهداف فى خمس مباريات، أما هجوم الأسود الثلاثة فقد اكتفى بخمسة أهداف فى المقابل يأتى التفوق الدفاعى لصالح الإنجليز فقد استقبلت شباكهم ثلاثة أهداف فقط وفى المقابل تلقى مرمى هولندا ستة أهداف، وبالحسابات الرقمية التقريبية فإن هجوم هولندا يعد ضعف قوة هجوم إنجلترا تقريباً، وعلى المستوى الفردى ظهر ذلك بعد تصدر جاكبو مهاجم هولندا وفريق ليفربول ترتيب هدافى البطولة بثلاثة أهداف قبل انطلاق نصف النهائى بالاشتراك مع ثلاثة لاعبين.. فى المقابل يأتى أعلى سجل تهديفى من الإنجليز للثنائى بيلينجاهم وهارى كين ولكل منهما هدفين. وبالطبع فى المقابل يعد دفاع إنجلترا بالأرقام ضعف قوة دفاع هولندا باستقبالهم ضعف عدد الأهداف التى استقبلتها شباك إنجلترا. ◄ التناقض أمر مشترك ومن الأرقام الخاصة بالمنتخبين ومشوارهما خلال البطولة فإن هناك تناقضاً واضحاً لكل منتخب، فبالرغم أن دفاع إنجلترا أقوى من هولندا إلا أن الأسماء الأبرز دفاعياً ليس فقط فى البطولة بل قد يكون عالمياً متواجدة بالتشكيلة الهولندية، المنتخب الهولندى يضم بين صفوفه فيرجيل فان دايك نجم ليفربول والذى يعد أبرز مدافع فى العالم خلال السنوات الأخيرة حتى وإن تراجع مستواه أحياناً، ويرافقه آكى مدافع مانشيستر سيتى الذى يعد من أذكى مدافعى العالم فى مواجهة مهاجمى الخصم وضمن خط الدفاع الهولندى أيضاً اللاعب دى فريج مدافع إنتر ميلان الذى يمتلك من الخبرات ما يكفى مع فريقه ومنتخب بلاده بشتى البطولات الدولية والكبرى، كما أن هناك زميله فى إنتر الظهير الأيمن دومفريس الذى يمتاز بالشقين الدفاعى والهجومى مع تواجد فان دى فين مدافع توتنهام أحد أبرز مدافعى الدورى الإنجليزى الموسم الماضى. أما تناقض الإنجليز فهو يعد واضحاً فى الهجوم، فبالرغم من اكتفائهم بخمسة أهداف جاء أغلبهم بصعوبة وبدون جمل واضحة فإن الهجوم الإنجليزى يصنفه الكثيرون ضمن الأفضل عالمياً، بتواجد ساكا وفودين جناحى آرسنال ومانشيستر سيتى وهارى كين مهاجم بايرن ميونيخ وبيلينجاهم صانع ألعاب ريال مدريد. ◄ القيمة الأعلى ومن ضمن ملف الأرقام، فإن المنتخب الإنجليزى يتفوق على نظيره الهولندى فى القيمة التسويقية، فتصل القيمة الخاصة بقائمة الأسود ل "بيليون" ونصف مليون يورو أما منتخب هولندا فتبلغ قيمة لاعبيه 815 مليون يورو، يعد أغلى لاعب فى التشكيلة الإنجليزية هو جود بيلينجهام نجم ريال مدريد ب 180 مليون يورو أما أغلى لاعبى هولندا فهو تشافى سيمونز لاعب باريس سان جيرمان وقيمته 80 مليون يورو. ويأتى المنتخب الإنجليزى فى المركز الخامس ضمن التصنيف العالمى للاتحاد الدولى لكرة القدم ومتوسط أعمار لاعبيه 26 عاماً أو ما يزيد قليلاً وهو متقارب لمتوسط أعمار لاعبى هولندا أما التصنيف العالمى للطواحين فوضعهم فى المركز السابع. ◄ اقرأ أيضًا | حظ إنجلترا حطم أعصاب سويسرا ..ساوثجيت أفلت من العقاب.. وأرنولد كتب النهاية السعيدة ◄ رحلة الكوتش على مستوى الإدارة الفنية للمنتخبين فهناك تقارب للمدربين الوطنيين، رونالد كومان مع هولندا وجاريث ساوثجيت مع إنجلترا.. الأول أكبر سناً من الآخر، فيبلغ من العمر61 عاماً أما ساوثجيت فسنه 53 عاماً.. تولى كومان مهمة قيادة الطواحين فنياً منذ ثلاثة أعوام وبالتحديد فى يناير 2023 وليست المرة الأولى التى يتولى خلالها تدريبهم فقد قادهم من قبل خلال الفترة ما بين 2018 إلى 2020 قبل أن يتولى مهمة تدريب برشلونة قبل أن يعود مجدداً لمنتخب بلاده. يظل كومان ضمن نجوم هولندا التاريخيين فكما ذكرنا من قبل أنه بطل أوروبا كلاعب مع منتخب بلاده فى النسخة التاريخية والوحيدة لهولندا عام 1988 وظل التاريخ مصاحباً لمشوار كومان بعدما توج مع فريقه برشلونة كلاعب بأول دورى أبطال أوروبا فى تاريخ النادى الكتالونى عام 1992. وخلال فترة كومان الأخيرة مع المنتخب الهولندى فقد كانت أبرز إنجازاته فى دورى الأمم الأوروبية بحصوله على المركز الثانى عام 2019 والمركز الرابع عام 2023. فى المقابل كان ساوثجيت لاعباً فى منتخب إنجلترا وشارك كلاعب فى نسختى يورو 1996 و2000، ولديه ذكريات سيئة مع نسخة 96 حينما أهدر ركلة ترجيح حاسمة أمام ألمانيا فى نصف النهائى خلال البطولة التى استضافتها بلاده ليودع الإنجليز على يد ساوثجيت.. كلاعب لعب لأكثر من نادٍ مثل أستون فيلا وكريستال بالاس وميدلسبره. تولى ساوثجيت مهمة تدريب المنتخب الإنجليزى فى 2016 قاد المنتخب بمونديالى 2018 و2022 أنهى الأول كرابع والثانى خرج من دور الثمانية أما فى يورو 2020 فقد أنهى الإنجليز معه البطولة كوصيف. التقى المدربان مرتين خلال فترتهما فى تدريب هولنداوإنجلترا، فاز الإنجليز فى مباراة ودية عام 2018 بهدف، وفاز هولندا 1/3 فى مباراة بدورى الأمم الأوروبية عام 2019. ◄ مفاتيح اللعب اعتمد المنتخب الإنجليزى فى أسلوب لعبه على طريقتين خلال مشوار البطولة الجارية الأولى 1/3/2/4 ثم 3/4/3 مؤخراً، ويعد الجوكر المتحرك فى تشكيلة ساوثجيت هو بيلينجهام فى وسط الملعب وحلقة الوصل بينه وبين الهجوم، بالإضافة لتحركات ساكا يميناً وفودين يساراً. فى المقابل يعتمد المنتخب الهولندى بقيادة كومان على طريقة 1/3/2/4، ثنائى وسط الملعب شوتين ورينديرس هما ماكينة الخروج بالكرة وإعطاء التمريرات الحاسمة لعناصر الهجوم، ويأتى سيمونز كصانع لعب مميز يربط الخطوط مثلما يفعل بيلينجهام فى إنجلترا. يعد جاكبو أخطر عناصر هولندا على مرمى الخصم من ناحية القدرات التهديفية فى المقابل يعد هارى كين من خلال خبراته وقدراته داخل منطقة الجزاء منذ أن كان لاعباً فى توتنهام وحتى الآن مع بايرن ميونيخ.