عندما رآه «الأستاذ» للمرة الأولى فكّ لغز الموهبة المدفونة سراً فى عينيه، وجد فى ملامح وجهه النحيل ما يبحث عنه، فأصبح لصوته ضمن الأفلام السينمائية بصمة خاصة. أعلنها عالية «يهمنى الإنسان ولو ملوش عنوان»، فكان «منير» هو «الحدوتة المصرية» التى قدمها يوسف شاهين للسينما لأول مرة، فى فيلم تضمن السيرة الذاتية لحياته عام 1982، ليصبح بعد ذلك «منير» وجهاً وصوتاً أساسياً فى سينما «شاهين». بعد 4 سنوات من التجربة الأولى، كرَّر «منير» التعاون مع «الأستاذ» فى فيلم «اليوم السادس» مع النجمة العالمية «داليدا»، وفى العام نفسه قدم مع المخرج خيرى بشارة فيلم «الطوق والأسورة»، وكان أمام تحدٍّ جديد فى تقديم شخصية «عرابى» ضمن أحداث فيلم «يوم مر يوم حلو» لعام 1988، حيث كان الدور فى البداية للفنان أحمد زكى، لكنه ذهب ل«منير»، رغم أن فاتن حمامة كانت ضد تقديمه للشخصية الشريرة التى تتنافى مع ملامحه الطيبة، على حد تعبيرها، وفقاً لما رواه «الملك» نفسه. لكن الدور الأقرب ل«منير»، شخصية «مروان» فى فيلم «المصير» عام 1997، الذى يعتبر التعاون الثالث مع المخرج يوسف شاهين، ورأى أن الشخصية كانت قريبة منه بشكل كبير، وارتفع رصيده السينمائى إلى 10 أفلام من بينها «شباب على كف عفريت»، «اشتباه»، «حكايات الغريب»، «ليه يا هرم» و«دنيا»، كما شارك فى الفيلم التاريخى «البحث عن توت عنخ آمون» للمخرج يوسف فرنسيس. لم يتوقف إبداع «منير» عند حدود السينما فقط، بل امتد للمسرح من خلال 3 تجارب بدأت ب«على عليوة» عام 1992، ثم «مساء الخير يا مصر» عام 1995، ولكن تظل التجربة الأبرز هى «الملك هو الملك» للكاتب سعد الله ونوس والمخرج مراد منير، والتى حققت نجاحاً واسعاً فى ذلك الوقت، وقدم آخر تجاربه التمثيلية فى سباق الدراما الرمضانية 2016 من خلال مسلسل «المغنى». «منير»: لديه حضور آسر رغم عدم دراسته للتمثيل قدم المخرج مراد منير مسرحيتى «الشحاتين» و«الملك هو الملك» اللتين شارك فى بطولتهما «الملك»، وعن تجربته فى العمل معه كممثل، قال: «منير ممثل حساس ورغم أنه لم يدرس التمثيل فإن تلقائيته عوضت ذلك، فكان لديه حضور آسر يسحر الجمهور على المسرح، ومشكلته الوحيدة أنه لم يكن يجيد الفصحى فى (الملك هو الملك) وتعرض لانتقادات بسبب ذلك فى مهرجان دمشق». وأوضح «مراد» ل«الوطن»: «تعاونت معه للمرة الأولى فى (الشحاتين)، وجسَّد دوراً عن الإجرام بشكل جيد، ما دفعنى للتعاون معه فى (الملك هو الملك) التى تواصل عرضها 18 عاماً». «عبدالعزيز»: فنان حساس يهتم بالتوجيهات وتحدث المخرج عمر عبدالعزيز عن اختيار «منير» للمشاركة فى فيلم «ليه يا هرم» عام 1993، قائلاً: «كانت تجربة جادة رغم تاريخى الكوميدى، ورشحته للدور بسبب تركيبته الخاصة، ونجح فى أدائه، فهو فنان حساس يستمع للتوجيهات بدقة، وأحسنّا استغلال موهبته كمطرب فى تقديم عدة أغانٍ خلال الأحداث». ماجدة خير الله: قدم أدواراً مختلفة تحتاج إلى جرأة جعلته يختلف عن الآخرين وقالت الناقدة ماجدة خير الله إن «منير» قدم تجربة مختلفة فى التمثيل، فلم يقدم الأدوار التقليدية التى يمثلها المطربون فى السينما