تناولت مشروع المتحف المصرى الكبير الذى يعد أكبر مشروع ثقافى على مستوى العالم فى مقالين سابقين هذا العام يومى 30 مارس و27 أبريل بجريدة الأخبار ووعدت بمواصلة الكتابة عن هذا المشروع الضخم حسبما تتوافر الظروف. وأوضحت فى المقالات السابقة أن فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير بدأت فى تسعينيات القرن الماضى واختير موقع إنشاء المتحف بالقرب من أهرام الجيزة ليقام على مساحة 1107 أفدنة، وفازت شركة هينجان بنغ «بالإنجليزية Henghan - peng» بمسابقة التصميم المعمارى للمتحف فيما فازت شركة اتيليه بروكنر «بالإنجليزية Atelier Bruekner» بتنفيذ العرض المتحفى للمتحف أما الأعمال الإنشائية فاز بها تحالف شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة مع شركة بيسكس Besix. وكانت الدولة المصرية قد أعلنت وتحت رعاية منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» والاتحاد الدولى للمهندسين المعمارين عن مسابقة دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد اكتمل تشييد مبنى المتحف الذى تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع خلال عام 2021، ويعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة، فقد أنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، ليكون الوجهة الأولى لكل مَن يهتم بالتراث المصرى القديم كأكبر متحف فى العالم يروى قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة لإحتوائه على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبى توت عنخ امون والتى تعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف المقبرة فى نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حورس أم الملك خوفو مشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وأيضا متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليونانى والرومانى، ويضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف الأطفال ومركز تعليمى وقاعات عرض مؤقتة وسينما ومركز للمؤتمرات، وعديد من المناطق التجارية والتى تشمل محال تجارية وكافتيريات ومطاعم إلى جانب الحدائق والمتنزهات.. واليوم نتناول بشىء من التفصيل الدرج العظيم والممشى السياحى ومراحل الإنشاء المتعددة ومركز الترميم الذى يضم 19 معملاً يتم فيها ترميم جميع أنواع الآثار وإعادتها لشكلها الطبيعى، إلى جانب معامل علمية خاصة مثل معمل الميكروبيولوجى ومعمل الميكروسكوب الإلكترونى الماسح ومعمل الممياوات الخاص بترميم الممياوات من الطيور وخاصة طيور أبومنجل أحد معبودات الفراعنة.. أما الدرج العظيم أو البهو الرئيسى هو أول مستقبل لزوار المتحف.. وسيشمل الدرج على تمثال الملك رمسيس الثانى وتمثالى الملك سنوسرت المعروض بحديقة متحف التحرير ورأس بسماتيك الأول وتماثيل أخرى.. والممشى السياحى.. من المخطط أن يتم تخصيص المنطقة الواقعة بين المتحف والأهرام لتكون ممشى سياحياً، وذلك بإزالة نادى الرماية وكل الأماكن التى تعيق الممشى، وكذلك إنشاء كوبرى علوى فوق طريق الفيوم، وهى أعمال سيتم تنفيذها خلال المرحلة الأخيرة من إنشاء المتحف، وسوف يستخدم الممشى لنقل السائحين من زائرى المتحف إلى منطقة الأهرام إما عن طريق سيارات «الطفطف» أو مترجلين.. ومن المخطط أيضاً إنشاء 20 محلاً تجارياً و8 مطاعم فى المنطقة الاستثمارية داخل حرم المتحف بالإضافة إلى منتدى يسع 30 غرفة يقع بعيداً عن الجزء المتحفى المغطى وعن الآثار.. وبدأت مراحل إنشاء مشروع المتحف الكبير منذ عام 2002 بالتصميم المبدئى ثم التفصيلى ثم بدء أعمال البناء والتشييد فى مايو 2005 ثم كانت مرحلة تشييد المبنى الرئيسى على مساحة 108 آلاف متر مربع فى عام 2012 وتضمنت بناء مبانى المتحف وصالات العرض المتحفى ومتحف الدارسين والعلماء ومركز الاجتماعات والمسرح والسينما ثلاثية الأبعاد ومركز الوسائط المتعددة والمكتبة الأثرية ومتحف الطفل ومتحف ذوى الاحتياجات الخاصة والمركز الثقافى والتعليمى ومركز الحرف والفنون التقليدية والمنطقة الترفيهية والمسار السياحى الثقافى لربط المتحف بهضبة الهرم.. وأعتقد أن تحديد الموعد الرسمى لافتتاح المتحف المصرى الكبير بكامل فعالياته سيتم مع مراعاة الفرصة والوقت المناسبين للترتيب لدعوة أكبر عدد ممكن من ملوك ورؤساء العالم لحضور افتتاح هذا الصرح العظيم فى مناسبة لن يكررها التاريخ سوى مرة واحدة وتستحق شرف الحضور غير المسبوق.
