ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن الحديث عن اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران لا يعدو كونه خطابات وسياسات حزبية متعلقة بالولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة أنه في حالة الحديث بجدية عن هذا الأمر فمن الضروري أن يتم مناقشة مدى الآثار المترتبة على واشنطن في حال تورطها في حرب أخرى فيما وصفته بالنطاق الأوسع للشرق الأوسط. وقالت الصحيفة، في مقال بثته على موقعها الالكتروني السبت 29 سبتمبر، إن الحرب مع إيران ليست حتمية بالضرورة ولكن حصول طهران على السلاح النووي سيشكل تهديدات جدية على الأمن القومي الأمريكي ، وهو ما عكسته الخطابات الأخيرة التي شهدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي بات يناقش فيها اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران علنا وبشكل مكثف. وأشارت إلى تقرير تم نشره على أحد المواقع الالكترونية الشهر الجاري ، واشترك فيه أكثر من 30 من كبار المسئولين الأمريكيين والخبراء الإقليميين، وقد تضمن هذا التقرير نقاشا منطقيا إزاء تكلفة الحرب المحتملة ضد طهران ومدى تداعياتها الإيجابية والسلبية على واشنطن. ورأت الصحيفة أن هذا التقرير حمل رسالة منطقية وجيدة نظرا لتأكيده على ضرورة إجراء نقاش واقعي بشأن القيام بإجراء عسكري ضد إيران، من حيث أهداف الحرب وتكلفتها وفوائدها وتوقيتها، والقدرات اللازمة لها وإستراتيجية إنهائها والخروج منها. ونسبت إلى كل من الأميرال المتقاعد وليام فالون وعضو مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك هاجل والنائب السابق لي هاملتون ووكيل الخارجية توماس بيكرنج وجميعهم شارك في إعداد التقرير ، قولهم إن موقفهم ينسجم تماما مع السياسات التي اتبعها الرؤساء الأمريكيون على مدار أكثر من عشر سنوات والمتمثلة في إبقاء كل الخيارات على الطاولة بشأن الأزمة النووية الإيرانية بما في ذلك الخيار العسكري ، وذلك من أجل إبقاء الضغط المتزايد على طهران متزامنا مع السعي نحو إيجاد حل دبلوماسي سياسي للأزمة.