رجحت مجلة "تايم" الأسبوعية الأمريكية أن تبقي الولاياتالمتحدة خلال العام المقبل على نهجها الدبلوماسي وسياسة فرض العقوبات على إيران لمنعها من مواصلة برنامجها النووي، وذلك بالرغم من محاولات قادة إسرائيل المستمرة لجعل الخيار العسكري هو الأكثر قبولا لدى الإدارة الأمريكية. وقالت المجلة في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني الخميس"إن الأسباب الكامنة وراء ترجيحها هذا إلى وجود فجوة كبيرة بين الخطوط الحمراء التي يحددها الرئيس الامريكي باراك أوباما، وتلك التي رسمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الشهر الماضي".
وأضافت "إن الدبلوماسية التي تنتهجها إدارة أوباما ترمي إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي ، وتأجيل النزاع العسكري لأطول وقت ممكن بينما يرغب نتنياهو في التعجيل بتحرك عسكري سريع لإجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي".
وأشارت المجلة إلى تقرير شامل أعده معهد العلوم والأمن الدولي في مقره بواشنطن يشير إلى أن إيران ستحتاج من شهرين إلى أربعة أشهر لإنتاج 25 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب إلى المستوى الإنشطاري، وهي الكمية اللازمة لصنع سلاح نووي واحد فيما تحتاج إلى وقت أطول قد يمتد لأشهر عديدة لصنع السلاح نفسه.
وأشار التقرير إلى أنه إذا كانت إيران ستصر على محاولة صنع سلاح نووي، فإنه من المرجح أن تواجه تحديات هندسية جديدة على الرغم من العمل الذي ربما قامت به في السابق، وذلك حيث أفاد الخبراء بأن عملية ضخ اليورانيوم العالي النقاوة في رأس حربي صغير لتركيبه على صاروخ هي عملية معقدة تكنولوجيا.
وأوضح أن إيران ستحتاج إلى أشهر كثيرة إضافية لتصنيع سلاح نووي مناسب للاختبارات تحت الأرض، وربما فترة أطول لصنع رأس حربي موثوق به لصاروخ باليستي.
ورأت مجلة (تايم) الأمريكية أنه وفقا للمعطيات السابقة فإنه من غير المرجح أن تتمكن طهران من تخطي الخطوط الحمراء التي تضعها واشنطن في أي وقت خلال العام المقبل..مؤكدة أن هذا هو بالضبط ما سيجعل من أي نقاش مع الإسرائيليين حول ماهية رد الفعل الأمريكي العسكري إذا ما قررت واشنطن ضرب إيران لا يعدو كونه ممارسة ودراسة إكاديمية خلال تلك المرحلة على الأقل.
ولفتت المجلة إلى أنه على الرغم من مواصلة المسئولين في إسرائيل جهودهم للضغط على البيت الأبيض من أجل مناقشة شكل التحرك العسكري الذي يجدر بواشنطن القيام به لضرب المنشآت الإيرانية النووية، إلا أنه من المتوقع أن تسعى واشنطن عقب انتهاء من انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى استئناف وشيك للمفاوضات المتوقفة مع الإيرانيين.
واستدلت في طرحها هذا إلى ورود تقارير مؤخرا تفيد بأن إيران قد تقدمت من جانبها بخطة من تسع نقاط تهدف إلى الحد من تخصيب اليورانيوم وإبقائه عند مستويات منخفضة مقابل رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها، حيث قرأت المجلة في تلك التقارير مؤشرا على رغبة لدى الإيرانيين في تقديم تنازلات وإبرام تسويات مع القوى الكبرى.
وقالت المجلة "إن السجال الدبلوماسي بين طهرانوالولاياتالمتحدة من المرجح أن يستمر على مدار العام المقبل دون التفكير بجدية في تدخل عسكري أو شىء من هذا القبيل في ضوء نتائج الانتخابات الأمريكية المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر المقبل، والانتخابات النيابية المبكرة في إسرائيل بحلول شهر يناير أو فبراير المقبل، وكذلك الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في إيران بحلول شهر يونيو المقبل". مواد متعلقة: 1. مسئول إسرائيلي يحمل نتنياهو وباراك مسئولية الجدل الاعلامي بشأن الهجوم علي ايران 2. مستشار اوباما: يجب أخذ تهديدات اسرائيل بالهجوم علي ايران بمنتهي الجدية 3. استطلاع: 82% من الفلسطينيين و77% من الاسرائيليين يرون ان الهجوم علي ايران يؤدي الي حرب اقليمية كبيرة