أبرزت وسائل الإعلام الأمريكية الأربعاء 26 سبتمبر تصريحات الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في الجلسة الختامية لمبادرة كلينتون الدولية علي هامش الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. نشرت الصحف تقرير وكاله AP من نيويورك تحت عنوان "الرئيس المصري مرسي يؤكد في ندوة كلينتون أن حرية التعبير يجب أن ترتبط بالمسئولية في إشارة إلي كلمة مرسي أمام الحاضرين الذين جاءوا بأعداد كبيرة للاستماع إلي كلمة الرئيس مرسي. وأشار التحقيق إلي أن الرئيس مرسي هو أول رئيس مدني منتخب ولاقت كلمته استحسانا حين قال لمستمعيه عليكم أن تشاهدوا مصر الجديدة وأننا أصبح لدينا حقيقة واضحة بأن لدينا دوله مصر باتت دولة جديدة. ونقل مقتطفات من كلمة مرسي التي ذكر فيها ضرورة وضع قواعد لحرية التعبير في تعليقه علي مظاهرات العنف التي وقعت بسبب الفيلم المسيء الذي أثار غضباً واسعاً في العالم الإسلامي مشيراً إلي أن الحرية يجب أن تتسم بالمسئولية ،خاصةً إذا ما كانت تلك الحرية تؤثر بالسلب علي السلام الدولي والاستقرار وأكد مرسي أن المصريين يتمتعون بحقوق متساوية وذلك في تعقيبه علي سؤال للرئيس كلينتون بشأن حرية المرأة والأقلية المسيحية الكبيرة في البلاد . كما أشارت صحف ومواقع إخباريه مثل الجلوبال بوست والديلي بيست إلي أن مرسي أكد أن الثورة المصرية التي قامت ضد الفساد الكبير، الذي شهده المصريون في الفترة السابقة جاءت لتجاوز الأمور التي جعلت الحياة في مصر مثل العمليات القمعية التي كانت تقوم بها الشرطة ضد الشعب. وأكد مرسي أن الثورة كانت سلمية وأن ألف شخص سقطوا شهداء خلال الثورة وأن مصر دولة مدنية دستورية وقانونية وحديثة وأن الحكومة الحالية تمثل الشعب.
و طالب الرئيس مرسي بمزيد من الفهم تجاه المنطقة ومزيد من الدعم الاقتصادي . وأبرز التحقيق مقتطفات من كلمة مرسي التي أدان فيها تلك المفاهيم وأنه أكد أن الوضع في مصر حاليا مستقر وان مصر أصبحت مستعدة لاستقبال السائحين والاستثمارات وأشار الخبر إلي أنه قبل أيام من زيارته إلي نيويورك أكد مرسي لصحيفة نيويورك تايمز أنه يتعين علي واشنطن إصلاح العلاقات مع العالم العربي وتوطيد العلاقات القوية مع مصر.
و أشار موقع هافنجتون بوست إلي أن الدبلوماسية العامة الأمريكية أصبحت تغير من نفسها حني تتقبل الحقائق الجديدة في مصر باعتبارها اكبر دولة عربية وأن دول الشرق الأوسط أصبحت لا تقع تحت هيمنة حكام مثل حسني مبارك. وأضاف الموقع إلي أن الدبلوماسية العامة الأمريكية بعدد عام 2001 بدأت تتحول تدريجياً إلي التعامل باحترام مع ثقافة العالمين العربي والإسلامي وهو ما يجب أن يتم الإسراع به حالياً بعد الربيع العربي ورصد الموقع وجود بعض المعوقات في هذا السبيل مثل التحرك البطيء بين الأمريكيين للتخلص من الصورة النمطية عن الأخريين وهي التي سيطرت علي العلاقات بيننا وبين العرب المسلمين لعقود طويلة.
و أشار مات برادلي في الوول ستريت جورنال إلي تزايد التحذيرات بشأن وضع الدستور في مصر مع قيام السياسيين والعلمانيين الحقوقيين بالاعتراض بشدة علي ما يصفونه بمحاولات الإسلاميين المتشددين استخدام الدستور لفرض الشريعة الإسلامية حيث طلب بعض السياسيين زملائهم أعضاء الجمعية التأسيسية لوضع الدستور المؤلفة من 100شخص للانسحاب من الجمعية حيث يزعم هؤلاء السياسيين أن الأعضاء المحافظين في الجمعية يعمدون إلي فرض الشريعة وتفنيد حرية التعبير في الإعلام والفنون وقد انسحب عضو بارز في الجمعية أمس وسوف تقرر المحكمة الإدارية العليا ما إذا كان سيتم حل الجمعية أم لا علي أساس أنها تشكلت من خلال برلمان غير دستوري. ولاحظ توماس فريدمان في مقاله بالنيويورك تايمز تغير قاعدة مواجهة الاعتدال للتطرف والمنطقة فبدلاً من أن يقسموا الطريق أمام المتطرفين كالعادة شهدت بنغازي تصرف مغايراً حيث تجمع المعتدلون وهاجما سفارة المتشددين وقال أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر أم لا. ورصد فريدمان هذا الاتجاه في مقالات نقد الذات في عدد من الصحف العربية والإسلامية وخاصة فيما يتعلق بالمتناقضات العربية في مواقفها من الغرب وأنهي فريدمان مقاله بالقول أنه ليس هناك شك في أن القضية الآن هي أننا نحتاج إلي حوار حقيقي بين الإسلام والغرب بل وآخر بين المسلمين وبعضهم البعض ويظل أن الأهم ليس ما يقال من القادة السياسيين والأحزاب لنا بل ما يقولونه لأنفسهم ومع ظهور وضع جديد في العالم العربي والإسلامي فإن ظاهرة مواجهة المعتدلين للمتشددين تستحق التحية والمتابعة.
