مع انطلاق اليوم الأول من جولة محادثات جديدة بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف برعاية الأممالمتحدة، الأربعاء 13 مارس، صعّدت المعارضة هجومها على الحكومة واتهمتها بانتهاك الهدنة السارية وبارتكاب "المجازر". فيما عبّر مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن ارتياحه إزاء صمود الهدنة رغم "الخروقات الفردية" ورحب بمواقف روسيا وإيران من المفاوضات الخاصة بالعملية السياسية. وبدأت اليوم جولة المحادثات التي سينضم لها وفد الحكومة، يوم الجمعة، بلقاء عقده دي ميستورا مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثل للمعارضة السورية، تناول فيه الجانبان الهدنة القائمة في البلاد وترتيب جدول أعمال المحادثات وبحث الانتقال السياسي في هذا البلد الذي تمزقه الحرب منذ خمس سنوات. وعقب المحادثات تحدث رئيس وفد المعارضة السورية، أسعد الزعبي، للصحافيين واتهم الحكومة السورية ترتكب "المجازر" بحق الشعب السوري ومستمرة بإلقاء البراميل المتفجرة، ولم يستبعد تصعيداً عسكرياً بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من الحوار في جنيف. وقال الزعبي "أبلغنا دي ميستورا بالمجازر التي ارتكبها النظام والتي بلغ عددها أكثر من 21 مجزرة خلال مارس وكان آخرها مجزرة دير العصافير". وأضاف "كان السوريون يحلمون بدقائق من الهدنة ليتناولوا شربة ماء دون دمار ودون قتل، ولكن النظام أبى أن يعترف بهذه الهدنة وأنتم تعلمون أن الخروقات تجاوزت الألفين والنظام قصف السوريين في مارس ب420 برميلا متفجراً، ولو علمنا أن كل برميل قنبلة زنتها طن واحد يعني أن الأسد قصف السوريين ب420 طناً". وتابع "تعلمون أن قبل كل جولة تفاوض لا بد أن يقوم النظام بتصعيد عسكري وتفجيرات وقتل ليعطي رسالة واضحة بأنه لا يريد الحل السياسي بل يصر على الحل العسكري. لا نريد تذكيركم بالتصعيد الذي نفذه النظام مع الروس في بداية فبراير مع انطلاق الجولة الثانية وبالتالي لا نستبعد أن يقوم النظام بتصعيد عسكري". ولكن دي ميستورا في تصريحات أعقبت حديث الزعبي للإعلام أشاد باستمرار الهدنة في سوريا على الرغم من بعض الخروقات. وأكد المبعوث الأممي أن "هناك حالات خرق للهدنة في سوريا ولكنها حالات فردية وليست تفشياً ونستطيع القول إن الهدنة قائمة". هيئة انتقالية.. الحل الوحيد إلى ذلك، أكد الزعبي أن المعارضة في هذه الجولة من المحادثات ستبحث تشكيل هيئة حكم انتقالي بكافة الصلاحيات التنفيذية ولا يكون فيها دور للرئيس السوري بشار الأسد أو أي من رموز حكومته. وقال الزعبي "هدف هذه الجولة تشكيل هيئة انتقالية بكافة الصلاحيات التنفيذية باعتبارها الحل الوحيد وهي المطلب الأول والأهم". وأضاف أن الحديث عن مجلس انتقالي كامل الصلاحيات التنفيذية يعني بالضرورة رحيل كل رموز النظام وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد. وتطالب المعارضة السورية بتشكيل هيئة حكم انتقالي تتولى الإشراف على إعداد دستوري جديد لسوريا وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وهو ما يرفض وفد الحكومة مناقشته. روسيا.. غير جادة واتهم الزعبي روسيا ب"عدم الجدية" في قضية رحيل النظام السوري وقال إنها حتى الآن لم تحدد موقفها من حكم انتقالي كامل الصلاحيات. وأضاف "دي ميستورا زار العواصم التي تدعم النظام موسكو وطهران، وموسكو غير جادة في رحيل هذا النظام ورموزه وهذا مفتاح الحل، وحتى الآن موسكو لم تحدد موقفها من نظام حكم انتقالي كامل الصلاحيات. من يكون في صفنا عليه القبول بهذين الشرطين". ولكن دي ميستورا وصف جولته الدبلوماسية التي أجراها الأسبوع الماضي وتضمنت الأردنوسورياوروسيا وإيران بأنها كانت إيجابية. وقال أمام الصحافيين إن "المسؤولين في عمان ودمشق وموسكو وطهران أبدوا استعداداً لمحادثات تهدف إلى الانتقال السياسي في سوريا". وشدد المبعوث الأممي على أن الوقت لم يحن بعد لعقد محادثات مباشرة بين وفد الحكومة ووفود المعارضة المشاركة في محادثات جنيف. وأوضح "لا أستطيع تحديد موعد لبدء مفاوضات مباشرة بين وفدي الحكومة والمعارضة وعندما أشعر أن هذا أصبح ممكناً سأعمل على إنجازه". وتجدر الإشارة إلى أن الجولة الأخيرة من المفاوضات السورية، جرت في جنيف خلال الفترة الممتدة بين 14 و24 مارس الماضي. وخلال 10 أيام عقد دي ميستورا، لقاءات مع وفود من الحكومة السورية ومن قوى المعارضة السورية. وانتهت الجولة حينها بتبني وثيقة ختامية بشأن التسوية السورية تتضمن 12 بنداً.