أنا سيدي رجل أربعيني .. ناجح في حياتي الاجتماعية فأنا متزوج بانسانة رائعة وأب لإبن وإبنة هما مصدر فخر لأي أبوين في هذه الدنيا.. كما أنني ناجح أيضا في حياتي المهنية والمادية والحمد لله إذ أمارس عملا ممتازا يدر دخلا كبيرا ونعيش كأسرة حياة مريحة تماما.. إذن كل شئ يبدو ممتازا ومن كل النواحي ولكن شبح الماضي يطل بوجهه هذه الأيام ويهدد بهدم سعادتي كلها.. والحكاية أنني ومنذ 18 عاما كنت أحضر رسالة الدكتوراة في احدى العواصم الأوروبية وهناك تعرفت على جولي وارتبطنا وعشنا سويا.. وبعد حصولي على الدكتوراة قررت العودة إلى مصر فعرضت الأمر على جولي فرفضت وطالبتني بالبقاء معها في بلادها .. اختلفنا.. وانفصلنا.. واعتبرت الأمر مجرد تجربة وعلاقة عابرة.. ومؤخرا وجدت رسالة الكترونية على الفيسبوك الخاص بي من فتى في السابعة عشر من العمر يعيش في البلد الأوروبي الذي أقمت فيه ويخبرني بأنه إبن جولي وإبني.. زلزلتني الصدمة .. إذن جولي كانت حاملا ولم تخبرني.. هذا هو انتقامها مني بسبب قراري المغادرة والعودة إلى مصر.. لا أدري ماذا أفعل الآن هل أقول لزوجتي وأبنائي؟ وهل سيصدقونني أنني لم أكن أعلم شيئا عن هذا الابن الأوروبي؟ هل يقوض هذا الاكتشاف حياتي وسعادتي؟ وهل أتواصل مع هذا الابن الأوروبي الذي يقول لي قلبي إنه إبني.. أنا مرتبك تماما فماذا أفعل؟ عزيزي.. الصدق ينجي من المهالك ويقول المثل الشعبي " الكذب مالهوش رجلين" ويقول أيضا " إمشي عدل يحتار عدوك فيك" .. فلابد وأن تكون أمينا مع أسرتك وتواجه الموقف بكل شجاعة .. كما يجب أن تتحمل مسؤوليتك تماما تجاه ذلك الابن الذي حرم من أبيه طوال حياته.. الأمانة والطريق المباشر هو الحل في مثل هذه المشاكل.. ربما يتسبب ذلك في سخونة الموقف لبعض الوقت ولكن الزمن سرعان ما يعالج الأمر.. وفقك الله إلى ما فيه الخير لمراسلة الباب [email protected]