شهدت أحداث جمعة الكرامة بالغربية بين قوات الأمن والمتظاهرين وقوع العديد من المصادمات والتجاوزات من الطرفين مما أدى إلى إصابة أكثر من 160. وصرح وكيل وزارة الصحة بالغربية د.محمد شرشر أن حالات الإصابات بين المتظاهرين وقوات الأمن بالغربية وصلت إلى 163 حالة بينهم ضابطين و71 مجندا، وذلك إثر الاشتباكات التي اندلعت بين المتظاهرين وقوات الأمن بالمحلة وطنطا وكفر الزيات حيث بلغ أعداد المصابين بمدينة طنطا 65 من بينهم 20 مصابا بمستشفى المنشاوي العام و45 حالة بمستشفى طنطا الجامعي و63 حالة بكفر الزيات و35 بمدينة المحلة. وألقت قوات الأمن القبض على 25 متظاهرا بسبب الاشتباكات التي شهدتها المحافظة منهم 9 بالمحلة و11 بطنطا و5 بكفر الزيات ووجهت لهم تهم إثارة الشغب والاعتداء على المنشآت وإتلافها. كانت جمعة (الكرامة والرحيل) التي دعت لها القوى الثورية لإقالة حكومة قنديل ومحاكمته هو ووزير داخليته في الانتهاكات التي ارتكبها رجال الداخلية ضد الثوار قد بدأت بتوافد المئات من شباب القوى والحركات الثورية على ميدان الشون بالمحلة، كما خرجت مسيرات من مسجدي قادوس وعبد الحي خليل باشا ضمت شباب حركة المحلة الثائر وائتلاف شباب الثورة الشرارة والتيار الشعبي حاملين الأعلام المصرية ومرددين الهتافات المناهضة للإخوان وحملوا نعشا رمزيا للمطالبة بالقصاص لدماء شهداء الثورة منددين بتعذيب الناشط السياسي محمد جمال وشهرته(محمد الأبيض) والذي تم تعذيبه والعثور عليه بمنطقة شارع الترعة بالمحلة مغيب عن الوعي وسط الأراضي الزراعية. وطافت المسيرات شارع 23 يوليو مرورا بالكوبري السفلي ومنطقة سكة زفتي وسط تزايد أعداد المتظاهرين الذين أكدوا في هتافاتهم على ضرورة توحد مصر ومشاركة جميع القوي السياسية في بنائها معا خلال المرحلة المقبلة. وقام بعض المتظاهرين بالتسلل من باب خلفي ومحاولة اقتحام مجلس المدينة إلا أن القوات تصدت لهم وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة عالية غطت سماء المنطقة وقام المتظاهرون بقطع شارع البحر الرئيسي ووضع كمية كبيرة من الطوب والحجارة بعرض الشارع مما أدى إلى حدوث شلل مروري بالمدينة. وفي مدينة طنطا تجمع العشرات من شباب القوى والحركات الثورية والأحزاب السياسية أمام مسجد السيد البدوي وانطلقت مسيرة طافت مدينة طنطا ووصلت لساحة الشهداء أمام مبنى المحافظة مطالبين بسقوط النظام رافعين أعلاما للشهيد محمد الجندي مؤكدين أنه لن تنتهي جمعة الرحيل إلا بسقوط النظام وسقوط دولة المرشد. واستمر المتظاهرون في مسيراتهم بشوارع طنطا الرئيسية إلى أن القوا بالحجارة على قوات الأمن أمام المحافظة ومديرية الأمن وبادلتهم القوات بإطلاق قنابل الغاز وعمل كردون أمني على المبنيين تحسبا لاقتحامهما واستمروا في حرب شوارع إلى ما بعد منتصف الليل، كما حاصر البعض قسم ثان وحاولوا اقتحامه والقوه بالملوتوف والحجارة ولكن قوات الأمن تصدت لهم بقنابل الغاز. كانت المحافظة قد شهدت حالة من الاستنفار الأمني تحسبا لوقوع مصادمات وأعمال شغب بين المتظاهرين حيث تلقت مديرية أمن الغربية صباح الجمعة، رسائل تحذيرية من مجموعات ونشطاء ثوريين أطلقوا على أنفسهم شرفاء بمدينة طنطا تؤكد توعد البعض بحرق مديرية الأمن ومبنى المحافظة بواسطة البلطجية. وفي مدينة سمنود قام العشرات من القوى والحركات الثورية بتنظيم مسيرة جابت الشوارع الرئيسية واحتشدوا أمام مجلس المدينة بميدان النحاس . وردد المشاركون هتافات منها "أه يا حكومة هشك بشك بكرة الشعب ينط في كرشك" و"اه يا حكومة أزمات حق الغلبان فيكي مات" و"ياللي واقف في الشباك انزل هات حق اللي مات" و "مرسي بيه يا مرسى بيه قول النهضة عملت إيه". وفي مدين كفر الزيات تجمهر المتظاهرون أمام ديوان المركز وحاولوا اقتحامه إلا أن قوات الأمن تصدت لهم وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع كما حاولوا اقتحام مبني المحكمة وتحطيم محطة السكة الحديد وحدثت عمليات كر وفر بين الجانبين بسبب تكثيف قنابل الغاز من جانب قوات الامن وقذف القوات بالحجارة والملوتوف من المتظاهرين واستمر الحال هكذا إلى الساعات الأولى من صباح السبت.