ذكرت تقارير إخبارية جزائرية أن 11 جنديا لقوا مصرعهم وأصيب حوالي 60 آخرين بجروح في عمليات عسكرية قام بها الجيش المالي لاستعادة مدينة (كونا) ، وسط البلاد ، من أيدي الجماعات المسلحة. ونقلت الإذاعة الجزائرية الرسمية الأحد 13 يناير عن الأمين العامة للرئاسة المالية عثمان سي قوله إن 11 جنديا لقوا مصرعهم وحوالي 60 آخرين أصيبوا بجروح في المعارك التي خاضها الجيش المالي لاستعادة (كونا) ، معربا عن أسفه أيضا لسقوط ضابط فرنسي شاب قضى في العمليات. وأضاف "إن الوضع على الجبهة بات تحت السيطرة ، والجيش المالي بدعم من شريكنا الفرنسي يلحق خسائر كبيرة بالعدو"..غير أنه لم يعط أية حصيلة للإصابات في صفوف المتمردين. وشهدت (كونا) ومحيطها مواجهات خصوصا بالأسلحة الثقيلة الأسبوع الماضي بين الجيش المالي ومتمردين مسلحين أكدوا عزمهم الزحف من الشمال في اتجاه الجنوب الخاضع لسيطرة القوات الحكومية. وعلى صعيد متصل ، حذر المتحدث باسم حركة أنصار الدين المالية المعارضة سنده ولد بوعمامة من أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي يستهدف بالدرجة الأولى الجزائر..داعيا الجزائريين للوقوف إلى جانب الحركة ومتوعدا بجعل الساحل مقبرة "للغزاة". وقال ولد بوعمامة - في تصريح لصحيفة (الشروق) الجزائرية الصادرة اليوم حول الخلفيات الحقيقية التي دفعت فرنسا للدخول في الحرب بهذه السرعة- "إنه مشروع فرنسي لإعادة مكانة فرنسا في المنطقة التي حظيت بها خلال ستينات القرن الماضي ، ففرنسا أرادت هذه الحرب وخططت لها منذ سنوات وهي الآن تنفذها ، حيث الصراع يعود إلى سنوات ، بل إلى عقود من الزمن". وأشار إلى الصراع الجزائري الفرنسي على القاعدة العسكرية (تساليت) في عهد حكم الجنرال موسى تراوري ، قبل أن تتمكن الجزائر من انتزاع هذه القاعدة وأرجعتها لمالي.. فالمسألة ليست بسيطة كما يتصورها البعض إنما هي أكبر بكثير من ذلك..هي مسألة نفوذ في المنطقة ، وفرنسا أرادت إعادة بسط السيطرة على المنطقة ككل، ولكن هذه المرة من خلال الجنوب. ومن المقرر أن يصل رئيس الوزراء المالي ديانغو سيسيكا إلى الجزائر العاصمة في وقت لاحق اليوم على رأس وفد وزاري رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الجزائريين تتناول آخر التطورات في بلاده في ضوء نشوب معارك بين الجماعات الإرهابية وجيش الحكومة.