اللهم بلغنا رمضان.. شهر الرحمة والمغفرة، أيام لا ينقصها حب، تزينها المودة، حيث لا جائع ولا محروم، وإنما إفطار لكل صائم، صام واحتسب. كنت أظن أنه بمقدوري الكتابة بعيداً عن قضية »أرض الإعلاميين»، إلا أن مرارة الظلم الذي يصيب الإعلاميين وأسرهم وغيرهم بإنكار حقهم في أرضهم، وما يصاحبه من خلجات دعواتهم جعلت وجداني يرتعد في محاولة لدرء الظلم، وقشع طغيان من دأبوا علي تغييب الشفافية، واستمرأوا استشاطة الخلافات بين الدولة والمواطنين، بعلامات استفهام لوغاريتمية تؤسس لخلق أزمات، تختلط فيها الأوراق نتاج معلومات مغلوطة، بما يهدد مصالحهم بإهدار أموالهم وجهودهم، ويبدد مستقبل أبنائهم في أرضهم التي آلت لهم كشاغليها وفقاً لأحكام القانون 143 لسنة 1981 بشأن الأراضي الصحراوية، حيث استصلحوها بجهودهم الذاتية وشقوا الطرق وبنوا مسجدا ومبني اجتماعيا وأسواراً وثلاثة بوابات وحفروا آباراً، وقاموا علي تعميرها واستزراعها، وبث الحياة فيها، بعد حصولهم علي موافقات مؤسسات الدولة بعدما تقدموا بطلب رقم 68864 لنائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة وقتذاك بتاريخ 17 نوفمبر 1998، وتقدموا بطلب رقم 906 في 14 أكتوبر 2005 للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية لاتخاذ اللازم نحو تحرير عقود البيع.. وبموجب خطاب الأمانة العامة لوزارة الدفاع المؤرخ 31 مارس 2007 والصادر للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية بشأن تواجد بعض الإشغالات علي طريق القاهرة/ الوحات، جاء منها أرض الإعلاميين، وما اتضح للأمانة العامة من صدور موافقات استغلال أراض من القوات المسلحة لها، فقد قرر الأمين العام المساعد لوزارة الدفاع والإنتاج الحربي، الموافقة علي إنهاء إجراءات تمليك الأرض لحائزيها، وعليه تقدم الشاغلون بتاريخ 17 يونيو 2008 لوزارة الدفاع والإنتاج الحربي بطلب إنهاء إجراءات تمليك الأرض، وبالفعل صدرت موافقة هيئة عمليات القوات المسلحة بتاريخ 3 نوفمبر 2008، بموجب إخطار موجه لرئيس القطاع المشرف علي مكتب وزير الإسكان علي طلبات التخصيص من أعضاء اتحاد الإعلاميين وباقي الشاغلين.. لتتواصل الإجراءات في طلب التقنين لإنهاء إجراءات التمليك، خاصة أنهم أبرياء من نهب أراضي الدولة، ليبدأ سجال بينهم وبين استقواء المجتمعات العمرانية، ويستمر. اللهم بلغنا رمضان.. رحمة الله لا تعادلها رحمة، ومغفرته لا تعادلها مغفرة، والفائز من تاب وأناب عما حدثته نفسه بشرور، وربح من صوب أخطائه، وتدارك مظالمه التي جار بها علي حقوق غيره، أما من نقي سرائره فقد اهتدي للفلاح ليكون عونا لنصرة المظلومين في الحصول علي حقوقهم.. والله غالب علي أمره.. وتحيا مصر.