بدأ طلعت السادات رئاسته للحزب الوطني بقرارات اثارت قلق قيادات الحزب حيث طلب ان يقدم اعضاء الحزب بالمجالس الشعبية المحلية »15 ألفا« استقالاتهم.. كما اصدر قرارا بفصل 03 عضوا من الحزب في مقدمتهم د.مفيد شهاب واخوه الشقيق زين السادات معتبرا ان هذه هي القائمة الاولي. ثم »اتبع« السادات هذه القرارات »برؤية« عبرت عن توجهه القادم للحزب حيث ألمح إلي انه »سينهي« الخصومة والقطيعة التي كانت بين الحزب وبين كل فئات الشعب بما فيها جماعة الاخوان والسلفيين ولم يتوقف السادات عند هذه المفاجآت حيث اكد لاحد الاعضاء حينما سئل عن مرشح الرئاسة القادم قال السادات انه سيقترح ان يكون من القوات المسلحة. وفي اول لقاء عقده الحزب الوطني بمقره في مصر الجديدة كان واضحا عدم رضاء السادات علي عدد الاعضاء الذين حضروا »اللقاء« وهو ما دعاه إلي الاعلان عن فتح باب الحزب للشباب من مختلف الاطياف للانضمام واعدا هؤلاء بان يكونوا قيادات الحزب القادمة. كما دعا من اسماهم شرفاء الحزب للالتفاف حوله ليستعيد الحزب ما فاته خلال الفترة الماضية. وبدا السادات متحمسا واعرب عن امله ان تكون الحكومة القادمة من الحزب وان تكون له الاغلبية في الانتخابات القادمة. ولم يكن اختيار طلعت السادات رئيسا للحز ب الوطني مفاجأة حيث سبق أن طرح البعض من قيادات الحزب (هيئة المكتب الحالية) اسم جيهان السادات أو أيا من عائلة الرئيس الراحل أنور السادات بهدف احياء فكرة الحزب عند التأسيس والتي لم تقع فيها مثل هذه التجاوزات التي جرت في الفترة الأخيرة، وجاء »خيار السادات« بعد ان كان الاتجاه السائد بقوة داخل الحزب إلي الاعلان عن »تجميده« ووقف نشاطه كاملا، بعد أن وجد الحزب نفسه محاطا خلال الأيام الماضية بالاتهامات التي وجهت إليه من جميع مستويات الدولة سواء من الحكومة أو القوات المسلحة وهو ما أحدث لدي »هيئة المكتب« ارتباكا شديدا وعقدوا أكثر من اجتماع لمناقشة تطورات الوضع، وغلبت علي الاجتماعات فكرة اللجوء إلي الحل. إلا أن اجتماعا ضم عفت السادات، اقترحه خلاله هربا من الحل أن يتولي طلعت رئاسة الحزب، وهو الاقتراح الذي »قوبل« بالتخوف من جانب البعض وبالترحيب من آخرين. .. وعقد اجتماع آخر ضم عددا أكبر من قيادات الحزب للاتفاق النهائي علي اسم رئيس الحزب وعن الاسم الجديد للحزب، وعن اللائحة التي سيتم تغييرها. وخلال الاجتماع »أعاد« محمد الغمراوي وبقوة فكرة »حل« الحزب وتبين انه في سبيله هو وآخرون إلي تأسيس حزب وهو ما دفع الحاضرين لتجاهل اقتراحه والتمسك باختيار السادات.