بخل عليهم الصعيد بمصدر كسب يكفل لهم عيشا كريما.. فقرروا الهجرة لبلاد الشمال وتحديدا مدينة المنصورة بعد أن أجمعوا أنها إحدي عتبات الثراء بعد رواج بضاعتهم فيها وهي »العسل الأسود».. أشرف.. هشام.. عمرو.. ثلاثة أصدقاء جمعتهم الظروف القاسية.. وبمرور الوقت أصبحت تجارة العسل لاتغني ولاتثمن من جوع.. وضاق بهم الحال أكثر وأكثر.. فاتجهوا بعد تفكير عميق إلي تغيير نشاطهم من التجارة إلي السرقة بالإكراه.. وفي خلال أشهر قليلة تعددت وقائع السرقة في مركز أجا ولم تتمكن المباحث من تحديد هوية الجناة. وفي هذه الأثناء أصيب »الحاج فؤاد» بمرض أقعده عن العمل .. ولم يستطع توفير نفقات علاجه.. فاضطر ابنه الأكبر »أحمد» إلي ترك الدراسة والنزول إلي سوق العمل.. فاقترض من أحد أصدقائه واشتري توكتوك وظل يعمل طوال اليوم لينفق علي أخوته ويستطيع توفير نفقات علاج والده.. وأصبح »أحمد» هو العائل الوحيد لأسرته. وفي أحد الأيام ولحظه العاثر تقابل الأصدقاء الثلاثة مع »أحمد» فتملكت من رأس »أشرف» فكرة شيطانية وهي الاستيلاء علي التوكتوك والتخلص من سائقه. في البداية استوقفوه وطلبوا منه أن يقوم بتوصيلهم إلي منطقة نائية.. وفي الطريق افتعلوا معه مشادة كلامية.. انتهت بأن قام الثلاثة بانزاله من التوكتوك وقيدوا يديه.. وأصاب الصمم آذانهم فلم يسمعوا استجداءه لهم.. والتقط أحدهم حجرا من الأرض وهشم به رأسه وانهالوا جميعا عليه حتي أردوه قتيلا.. وتركوه وفروا هاربين. انتصف الليل ولم يأت أحمد فدب الخوف والقلق في قلب والده المريض.. وقام بايقاظ أحد جيرانه واصطحبه إلي قسم الشرطة ليبلغ عن اختفاء ولده.. سويعات قليلة وتم العثور علي جثة »أحمد» سابحة في بركة من الدماء.. ودلت التحريات أن آخر ظهور لأحمد في المنطقة كان بصحبة ثلاثة شباب.. وفي كمين أعد خصيصا للإمساك بهم تم القبض عليهم.. واعترفوا بجريمتهم.. وأحيلوا إلي النيابة التي قدمتهم إلي محكمة جنايات المنصورة والتي قضت برئاسة المستشار ضياء الدين أبوالوفا وعضوية المستشارين محمد كمال الخولي وصبري جعفر.. بمعاقبتهم بالإعدام شنقا وذلك بعد استطلاع رأي مفتي الجمهورية.