»كفاية ..نحن نريد وطنا يحترم المرأه« بهذه الشعارات شاركت آلاف النساء في مظاهرات حاشدة شهدتها 60 مدينة وبلدة إيطالية احتجاجا علي الفضائح الجنسية التي اتهم بها رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني. وحملت بعض المتظاهرات ايضاً لافتات كتبت علي إحداها عبارة ايطاليا ليست بيت دعارة. وهتفت المشاركات بشعارات ركزت جميعها علي حقيقة أن بيرلسكوني قد أهان النساء بتصرفاته وفضائحه الجنسية. وقد شهد ميدان بياتزا ديل بوبولو أو ميدان الشعب في العاصمة روما أكبر التظاهرات، حيث شاركت فيها آلاف النساء، بالإضافة إلي بعض الرجال الذين قالوا إنهم خرجوا للتضامن من المتظاهرات ضد برلسكوني. وقالت سوزانا كوموسو قائدة اتحاد »سي.جي.اي.ال« اكبر اتحاد ليبرالي في ايطاليا وهو الاتحاد المنظم للمظاهرات نحن نطلب من كل النساء أن يدافعن عن كرامتهن ، كما نوجه إلي الرجال السؤال التالي: إن لم يكن الآن، فمتي؟ كما شهدت مدن أخري، مثل نابولي وباليرمو وباري والبندقية مسيرات احتجاجية كبري. وقالت روزا روسو ليرفولينو عمدة مدينة نابولي التي شاركت في المسيرة الاحتجاجية الكبيرة التي شهدتها المدينة الواقعة جنوبي البلاد: أهمية هذا الحشد هي في مشاركة النساء والرجال، الشباب والمسنيين، والمثقفين والعمال جنبا إلي جنبا. ويواجه برلسكوني دعوات قضائية بتهمة اقامة علاقة جنسية مع فتاه ليل قاصر، لم يتعد عمرها 18 عاما وهو السن القانوني لممارسة الجنس. وكان برلسكوني قد اقام علاقة مع هذه الفتاة وتدعي روبي مقابل اجر مادي..كما يواجه برلسكوني دعوة اخري تتهمه بإستغلال نفوذه في الافراج عنها بعد القبض عليها بتهمة السرقة وقالت مصادر بالشرطة الايطالية ان برلسكوني اجري اتصالا هاتفيا مع احد كبار المسئولين في قسم الشرطة للافراج عنها فوراً وبعد ذلك اصطحبها احد اصدقاء برلسكوني الي منزل امرأه برازيلية تعمل في الدعارة لتقيم هناك!! وقد اعترف رئيس الوزراء الإيطالي أنه قام بالفعل بالاتصال بالشرطة لهذا الغرض. وقالت متظاهرة في ميلانو: لقد اصبحت النساء الإيطاليات نكتة وأضحوكة للعالم أجمع بسبب المزاعم التي تحيط ببرلسكوني. وبالإضافة إلي الاحتجاجات التي جرت في المدن والبلدات الإيطالية، فقد شهدت مدن أوروبية وآسيوية أخري، مثل بروكسلومدريد وباريس وليون وطوكيو، مظاهرات احتجاجا علي تصرفات برلسكوني. ففي مدريد، رفعت المتظاهرات لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل: »إيطاليا تقول كفي«، و»كرامتي ليست للبيع«. وكانت تلك المظاهرات قد نظمت تحت شعار إن لم يكن الآن، فمتي؟ وذلك في إشارة إلي نفاد صبر الإيطاليات حيال قضية عدم استقالة برلسكوني من منصبه، رغم فضائحه الجنسية التي لا حصر لها.. وقالت المجموعة المنظمة للاحتجاجات إن برلسكوني قد أضر بمكانة المرأة نتيجة فضائحة الجنسية الأخيرة. ونفي رئيس الوزراء الثري قيامه بأي فعل خاطيء، قائلا إن الاتهامات الموجهة إليه تحركها دوافع سياسية. ومن جهتها، أقرت الفتاه بأنها تلقت مبلغا من المال قدره سبعة آلاف يورو في نهاية إحدي الحفلات التي أقامها برلسكوني في أحد منازله الفخمة في ميلانو العام الماضي إلا أنها تصر علي القول إن تلك الأموال لم تكن مقابل ممارسة الجنس معه، بل كانت هبة. الجدير بالذكر ان برلسكوني لا يزال يحظي بتأييد ودعم حلفائه في الإئتلاف الحاكم الذي يرأسه، والذي يدعوه لعدم التنحي عن منصبه. وكان محققو الادعاء العام قد قدموا مجموعتين من الوثائق في يناير الماضي، وقالوا إن بعضها يمثل دليلا علي أن برلسكوني قد دفع مبالغ لبائعات هوي بينهن روبي. كما أفرجت النيابة العامة أيضا عن نصوص تسجيلات لمكالمات هاتفية تصف الحفلات المثيرة والفضائحية التي أقيمت في منزل برلسكوني قرب ميلانو.