لاشك أن محاكمة رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو بيرلسكونى يوم السادس من ابريل المقبل على خلفية اتهامات بممارسة الجنس مع إحدى البغايا القاصرات واستغلال السلطة تمهد الطريق إلى نهاية مستقبله السياسى حيث أقرت قاضية التحقيق الأولى فى ميلانو كريستينا دى شينزو بأن بيرلسكونى سيمثل أمام قضاة الشعبة الرابعة الجنائية فى محكمة ميلانو، التى تتكوّن من ثلاث قاضيات هن كارمن ديليا وجوليا تورى وسطولا دى كريستوفانو، حيث يواجه بيرلسكونى تهمتين رئيسيتين هما: دعارة القاصر وسوء استخدام السلطة حيث تلاحقه النيابة بدعوى إقامة علاقة مع قاصر هى المغربية كريمة المحروقى المعروفة بروبى روباكورى (سارقة القلوب)، عندما كان عمرها 17 عاما مقابل مال، علاوة على تدخله لدى الشرطة للإفراج عنها عندما كانت موقوفة بتهمة سرقة مبلغ مالى خلال تواجدها بملهى ليلى بميلانو. وحسب فصول الاتهام فإنّ بيرليسكونى المعروف بكونه زير نساء مهدد بالسجن ل3 سنوات فى حال اثبات أنه مارس الجنس مع شابات قاصرات كما سيواجه بيرلسكونى عقوبة سوء استخدام السلطة التى تصل الى السجن لمدة 12 عاما. وكان أكثر من مليون شخص خرجوا إلى الميادين العامة عبر إيطاليا الأحد الماضى احتجاجا على الفضائح الجنسية التى تلاحق بيرلسكوني. كما خرجت تظاهرات نسائية شهدتها روما وعشرات المدن الايطالية الأخرى طالبت باستقالة بيرلسكونى على خلفية ملاحقته قضائياً. وشاركت روزا روسو ليرفولينو عمدة مدينة نابولى فى المسيرة الاحتجاجية الكبيرة التى شهدتها المدينة الواقعة جنوبى البلاد مؤكدة ان بيرلسكونى أضر بمكانة المرأة نتيجة فضائحه الجنسية الكثيرة وأن المتظاهرات أردن توجيه رسالة احتجاج قوية ضد بيرلسكونى بسبب فضائحه. كما قامت المتظاهرات بوضع دمية لبيرلسكونى داخل قفص وكأنَّهن يحلمن بالحجر عليه بسبب تصرفاته المشينة وهتفت المشاركات بشعارات ركزت جميعها على حقيقة أن بيرلسكونى قد «أهان» النساء بتصرفاته وفضائحه الجنسية. وقد شهد ميدان الشعب (بياتزا ديل بوبولو) فى العاصمة روما أكبر التظاهرات، حيث شاركت فيها آلاف النساء، بالإضافة إلى بعض الرجال الذين قالوا إنهم خرجوا للتضامن مع المتظاهرات ضد بيرلسكونى. ويأتى هذا الضغط على بيرلسكونى وسط انشقاق داخل ائتلافه المحافظ وانتقادات موجهة إليه من الكنيسة الكاثوليكية. من ناحية أخرى نظم حلفاء بيرلسكونى مظاهرات مضادة فى عدد قليل من المدن الكبرى نهاية الأسبوع الماضى . لكن حجمهم كان ضئيلا بالنسبة للاحتجاجات المناهضة لبيرلسكونى. ويشار إلى أن بيرلسكونى تعهد بمقاضاة الدولة الإيطالية بسبب اتهامات قدمها ضده مدعون وصفهم ب «المخربين».. فى حين يقول المدّعون إن لديهم ما يكفى من الأدلة ضده غير أن رئيس الوزراء الإيطالى نفى ارتكابه أى مخالفات بل ويتهم النيابة العامة بأنها تتذرع بهذه القضية لإزاحته من السلطة ..لكنه تعهد بالبقاء فى منصبه حتى انتهاء فترة ولايته، التى تنتهى فى عام 2013، رغم المطالب المتزايدة بتقديم استقالته. وقد أظهرت استطلاعات الرأى مؤخرا تضرر شعبية بيرلسكونى بسبب اهتمامه بعلاقاته الخاصة مع فتيات الاستعراض مثل روبى على حساب التركيز على مشكلات البلاد وفى صدارتها تباطؤ النمو وارتفاع الديون وارتفاع معدلات البطالة وخاصة بين الشباب.