د. محمد مصطفى لا يختلف اثنان علي اهمية الجولات المفاجئه لأي وزير بصفه عامه ووزير الصحة بصفه خاصه لقياس الاداء وتحديد القصور لوضع آليات لمعالجتها.. لكن هناك داء تظهر اعراضه احيانا خلال تلك الجولات يتمثل في "الشو الاعلامي" والبحث عن كبش فداء. خلال الاسبوع الماضي قام وزير الصحة د. محمد مصطفي بجوله مفاجئة عرف خلالها الوزير بإصابة أحد المرضي داخل مستشفي أحمد ماهر بغيبوبة أثناء إجرائه جراحه لإصلاح كسر فوق مفصل الركبة، واشتكي عدد من المواطنين لوزير الصحة أثناء تواجده بمستشفي شبرا العام خلال جولته المفاجئة علي المستشفيات من إغلاق صيدلية المستشفي، ما جعلهم لا يستطيعون الحصول علي مصل "داء الكلب" المستخدم في حالات عقر الكلاب، حيث أمر بفتح الصيدلية حتي يتمكنوا من الحصول علي المصل، كما اشتكت إحدي المواطنات من طلب المستشفي منها 005 جنيه في كل مرة يصاب بها زوجها بنوبة قلبية، ومرت ايام ولم نسمع عن نتائج التحقيقات التي أجريت ولم يصدر قرار لضبط اداء الصيدليات بالمستشفيات العامه او حتي تصريح بان هناك اي دراسة تجري حول حل ازمة العلاج علي نفقة الدولة والتي اشتكي بها العديد من المرضي. وفي المقابل رفضت حركة »أطباء بلا حقوق« الأسلوب الذي تعامل به د. محمد مصطفي حامد وزير الصحة، مع الأطباء في المستشفيات التي مر عليها خلال الجولة المفاجئة التي أجراها مؤخرا مؤكدة علي أن سبب عدم وجود الأطباء أحيانا في أقسام الطوارئ هو تحملهم للنوبتجيات في أقسام الداخلي، في نفس الوقت الذي يتحملون فيه نوبتجية الطوارئ، حيث تصل ساعات العمل لشباب الأطباء من 07 الي 08 ساعة اسبوعيا، في حين ان المعدلات العالمية هي 63 ساعة أسبوعيا فقط. وأضافت الحركة في بيان لها، أن سبب الاعتداء علي المستشفيات ليس تقصير الأطباء، كما صرح الوزير في وسائل الإعلام، بل إن السبب الرئيسي هو نقص الإمكانيات في المستشفيات، حيث إن أكثر من 08٪ من مستشفيات الوزارة لا يوجد بها أجهزة الأشعة ومستلزمات التحاليل وادوية الطوارئ، بالإضافة إلي نقص أسرة العناية المركزة والحضانات، مما يسبب حنق المرضي. وأضاف البيان أن غياب الأطباء عن أقسام الطوارئ سببه القرارات الوزارية المعمول بها في وزارة الصحة، والتي تمنع حصول الطبيب علي أجر أكثر من 8 نوبتجيات فقط شهريا، لافتا إلي أن نوبتجية الاستقبال والطوارئ يجب الا تتعدي 6 ساعات أو 8 ساعات كحد أقصي، وليس 21 ساعة كما هو معمول به حاليا، كما يصل المقابل المادي لنوبتجية الطبيب الليلية 04 جنيها، في حين أن "الخادمة المنزلية"، تتقاضي أجرا يتراوح من 07 001 جنيه، وذلك حسب الحي الذي تعمل به، في فترة عمل صباحية لا تتجاوز 8 ساعات. وفي الوقت نفسه نشرت اللجنة النقابية لمستشفي احمد ماهر، بيانا علي الصفحة الرسمية لحركة »أطباء بلا حقوق«، أكدت فيه ان الهدف من جولة وزير الصحة هو ادعاء أن الأطباء مهملون في عملهم، وذلك ردا علي الدعوة لإضراب الأطباء في أكتوبر المقبل، وإظهار أنهم السبب في سقوط المنظومة الصحية، لذلك ليس من حقهم المطالبة بكادر و زيادة إمكانيات المستشفيات. وأطلق د.أحمد حسين، أحد منسقي حركة أطباء بلا حقوق وعضو الهيئة التأسيسية للنقابة المستقلة للأطباء، صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، تحمل اسم "خرابات وزارة الصحة"، لتوثيق أوضاع المستشفيات العامة المتردية بالصور والفيديو. وأكد حسين أن الجولة المفاجئة التي قام بها د.محمد مصطفي حامد، وزير الصحة، علي بعض المستشفيات العامة أظهر خلالها أن سبب سوء الخدمة الصحية داخل المستشفيات الحكومية، والاعتداءات المتكررة عليها، يرجع إلي إهمال الأطباء والفريق الطبي، قائلاً: لسنا ضد محاسبة المقصرين ولكننا ضد تقديم الفريق الطبي ككبش فداء". وأوضح أن الفريق الطبي غير مسئول عن عدم وجود إمكانيات بالمستشفيات البنية التحتية والمرافق بها، وعدم وجود لأجهزة الطبية أو عطلها، كذلك عدم وجود أسره كافية في الأقسام الضرورية مثل الغسيل الكلوي والعناية المركزة والحرجة، بالإضافة إلي العجز الشديد في الأدوية والمستلزمات الطبية من خيوط جراحية وشاش ومحاليل والأدوية. وفي النهاية نتمني استمرار جولات الوزير المفاجئة شرط ان تكون فعاله تهدف للبحث عن القصور لوضع خطط قربيه المدي واخري بعيده المدي ولا تهدف لمجرد شو اعلامي يبحث عن كبش فداء لفشل الاداء الصحي.