عزيزي د. محمد مرسي رئيس الجمهورية أكتب لك هذه الرسالة خالصة لله سبحانه وتعالي ومن أجل مصر الوطن في ظل الحالة الضبابية التي نعيشها الآن، وحالة الشلل التي تعيشها مصر حاليا خاصة في الجانب السياسي وصراع القوي المختلفة وتناحرها من أجل السلطة . هذه الحالة زاد منها تعثر تشكيل الحكومة الجديدة حتي الآن منذ إنتخابك رئيسا للجمهورية وكثرت الأقاويل والشائعات عن شكل هذه الحكومة خاصة بعد أن ظهر أن هناك إتجاها كبيرا لدي تيار الإسلام السياسي بأن يكون له نصيب فيها لايقل عن 04٪ خاصة لحزب الحرية والعدالة الذي كنت أنت رئيسا له ومازلت عضوا فيه ونسبة أقل لحزب النور السلفي وقد إستشعر الكثيرون أن هناك ضغوطا عليك لتحقيق ذلك ردا للجميل في مساندتهم لك عند ترشحك لمنصب رئيس الجمهورية وطوال فترة الإنتخابات حتي إن بعض التكهنات تقوم بتوزيع الحقائب الوزارية بشكل محدد لكل فريق وكأنها كعكة يريد أن يأخذ كل واحد من هذه التيارات قطعة منها بحجم مايعتقد أنه يستحقها، ومع أن مجلس الشعب الذي كان به هذه النسب في عدد المقاعد الخاصة بكل حزب لم يعد موجودا، وبالتالي يمكنك عدم الإلتزام بأي نسبة، كما أنك وعدت بأن رئيس الحكومة لن يكون من حزب الحرية والعدالة، لكن من هو البطل المغوار الذي سيقبل أن يكون رئيسا للحكومة بلا صلاحيات في اختيار وزرائه إذا كان سيتم فرض " كوتة " عليه من كل حزب أو تيار حتي ولو لم يكن به من الكفاءات التي تدير الوزارات المرشحين لها ؟ وكيف سيكون التناغم بين أعضاء هذه الوزارة إذا كان كل وزير سيعمل علي تنفيذ برنامج حزبه أولا والإلتزام بتوجهاته وسيكون الحزب هو مرجعيته وليس رئيس الحكومة ؟ لقد وعدت أيضا سيادة الرئيس بأن يكون من بين نواب الرئيس نائب قبطي ونائبة إمرأة لكن خرج علينا من يرفض ذلك تماما خاصة من التيار السلفي، ولن أفيض في مبررات طلبهم وإصرارهم علي ذلك لأن الإستطراد في مبرراتهم سيضر بمصلحة مصر وبالوحدة الوطنية، وقد تتسبب الإستجابة لهم في إحراجك بشكل كبير إذا لم تنفذ ماوعدت به.. سيادة الرئيس أؤكد لك أن الوزارة القادمة ستلاقي معارضة شديدة من كثير من طوائف المجتمع إذا تم تشكيلها علي أساس حزبي، وسيحدث هناك رفض لكثير من توجهات وزرائها، لذا أقترح عليكم أن تتجاوزوا هذا المرحلة الشائكة بتكليف شخصية وطنية بتشكيل وزارة " تكنوقراط " أي وزارة كفاءات فقط بعيدا عن الناحية الحزبية تماما، وأن يكون لرئيس الوزارء الجديد صلاحياته الكاملة في إدارة أمور حكومته حتي تنطلق الوزارة الجديدة لتحقيق برنامجها دون ضغوط من أحد وأن يكون هدفها في الأساس مصلحة مصر وليس مصلحة أي حزب ووقتها ستجد أن تشكيل الحكومة الجديدة اسهل بكثير من الواقع الحالي الذي نعيشه في تشكيل حكومة حزبية ستكون مشاكلها أكثر من إيجابياتها، ولتفعل ماتشاء بعد ذلك في شكل الحكومة بعد أن يتم إعداد الدستور الدائم وتحديد شكل نظام الحكمة وإنتخاب مجلس شعب جديد .