رغم صغر سنه (لا يتعدي 38 عاما) إلا أنه يقود أكبر حركة ارهابية مسلحة في باكستان وهي حركة «طالبان باكستان». تولي الملا فضل الله قيادة الحركة في 7 نوفمبر 2013 خلفا لحكيم الله محسود.. وضعت امريكا الملا فضل الله علي قائمة الارهاب الدولي في 13 يناير 2015. يعتبر فضل الله أول قائد لحركة «طالبان باكستان» من خارج قبيلة محسود المتمركزة في جنوب وزيرستان، وعرف عنه أنه يتمتع بشخصية قوية للغاية وبجدية صارمة كما أنه يتمتع بفصاحة شديدة.. ولد فضل حياة الذي قرر تغيير اسمه في التسعينات إلي فضل الله ليكسبه هالة أمام مريديه في عام 1976بقرية فقيرة بوادي سوات في شمال غرب باكستان، ينتمي فضل الله إلي فصيل متشدد داخل حركة طالبان الباكستانية، يعارض بشدة إجراء أي مصالحة مع الحكومة الباكستانية.. تلقي فضل الله تعليمه الديني حتي الصف الخامس، في المدرسة الدينية لمولانا صوفي، وفي فترة التسعينات انضم لصفوف حركة "تحريك انفاذ الشريعة المحمدية" المرتبطة بحركة طالبان، والتي أسسها مولانا صوفي محمد والد زوجته وهي جماعة محظورة تهدف إلي فرض تطبيق الشريعة الاسلامية في باكستان.. توجه فضل الله إلي أفغانستان برفقة صهره مولانا صوفي محمد لمحاربة القوات الأجنبية وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر، وألقي القبض عليه لدي عودته من أفغانستان وقضي 17 شهرا في سجن مدينة ديرة إسماعيل خان الباكستانية. وفي عام 2002 تسلّم فضل الله قيادة حركة «تحريك انفاذ الشريعة المحمدية» .. وفي عام 2004 صعد نجمه عندما أنشأ محطة إذاعية في منطقة وادي سوات للترويج للأفكار المتشددة والمعادية للغرب، ولقب ب «الملا راديو» بسبب الخطب الحماسية التي كان يلقيها. وفي عام 2006 أنشأ فضل الله مدرسة دينية في مسقط رأسه، وفي نهاية عام 2007 استطاع فضل الله أن يؤسس بمساعدة 4500 مقاتل "حكومة موازية" في59 قرية في وادي سوات من خلال تأسيس محاكم إسلامية لتنفيذ الشريعة، وشهدت فترة حكمه سلسلة من عمليات الاعدام العلني والجلد والاختطاف والتعذيب وحرق المدارس إلي أن شن الجيش الباكستاني حملة عسكرية شرسة ضده ارغمته علي الهروب إلي افغانستان والتي يقيم بها منذ ذلك الوقت.. يذكر أن وجوده في أفغانستان يشكل تحديا كبيرا ويعيق قدراته علي إحكام قبضته علي فصائل حركة طالبان باكستان خاصة وانه لا ينتمي إلي نفس قبيلة الزعيم السابق حكيم الله مسعود والتي يشكل افرادها الغالبية العظمي من مقاتلي الحركة، حيث تعاني الحركة بالفعل من بعض الانقسامات الداخلية. فهل يستطيع فضل الله مع كل هذه التحديات توحيد مقاتلي الحركة؟ ومتي تتمكن القوات الباكستانية من وضع حد لعملياته الارهابية وآخرها الهجوم العنيف علي احدي المدارس وقتل ما يزيد علي مائة تلميذ من صغار السن دون شفقة أو رحمة.