نظرة واحدة متأملة وفاحصة لكل ما حولنا، تكفي كي ترصد بكل الألم والحسرة تلك النيران المشتعلة في أماكن كثيرة من الوطن العربي، وأغلبها إن لم يكن كلها تحيط بنا وتلف وتدور حولنا،...، بحيث أصبحنا إذا ما ولينا وجوهنا شطر المغرب أو المشرق أو الجنوب، لوجدنا لظي النيران ولهيبها المستعر يكاد يلفح وجوهنا، في الوقت الذي يحرق فيه أوطان الاخوة ويدمر بلدان الجيران ويجعلها خرابا يبابا صفصفا. وفي تلك النظرة نجد نزيف الدم العربي مستمرا ومسفوحا في كل ما حولنا، دون هوادة ودون رحمة، في أتون الحروب الاهلية والصراعات الطائفية والصدامات العرقية، التي زرعت في الارض العربية بأيدي أعدائها، ونمت وترعرعت بفعل فاعل خلال السنوات القليلة الماضية، حتي وصلت بالأمة العربية إلي ما هي عليه اليوم من فرقة وتشرذم وخلاف واقتتال داخلي. وهذا للأسف هو واقع الحال دون مبالغة أو تزيد في العراق الآن، وسوريا حاليا، واليمن من قبلهما، ولبنان بجوارهما وتصطلي بنارهما،....، أما ما يحدث في ليبيا ويجري علي أرضها من وقائع دامية وصدامات مميتة فهو الأخطر علي طريق الخراب والدمار والتفتت والإنهيار لدولة ووطن وشعب،....، وهو ما يحتاج منا إلي وقفة جادة تدرك أبعاد الخطر وتتحسب لنتائجه وتداعياته وانعكاسات ذلك علينا. وفي نظرتنا تلك لابد ان نتوقف بالضرورة أمام ما يجري في الشرق حيث حدودنا مع فلسطينالمحتلة، وهناك غزة المنكوبة بأبشع وآخر صور الاحتلال في العالم، سنجدها قد تحولت إلي أشلاء ممزقة وخرائب مهدمة، وقبر كبير يضم بقايا رفات أهلها، تحت وقع العدوان الإسرائيلي الغاشم واللا إنساني الذي يتعرض له القطاع طوال الأربعة أسابيع الماضية وحتي الآن، دون هوادة ودون رحمة. وسنجد عجزا دوليا مريبا عن التدخل لوقف المذبحة، في ظل الموقف الأمريكي المنحاز والحامي لإسرائيل والداعم لها حتي في عدوانها وقتلها للمدنيين العزل،....، ووقوفها ضد أي محاولة دولية لادانتها،....، وبالاضافة إلي العجز الدولي عن التحرك الفعال لوقف العدوان، لابد ان نعترف بالحقيقة المؤكدة الأخري التي تقول بوضوح انه لولا الضعف العربي وحالة الانقسام والفرقة التي هو فيها، والنيران المشتعلة به، ما كان يمكن ان يحدث ما يحدث الآن. وللحديث بقية